حمّلت القوات اليمنية المشتركة ميليشيات الحوثي مسؤولية انهيار اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، فيما أعلنت الحكومة اليمنية تعليق عمل فريقها في لجنة إعادة الانتشار، مع استمرار التصعيد الميداني للميليشيات، فيما أكدت مصادر ميدانية في مأرب تمكن الجيش من تحرير التبة الحمراء في جبال هيلان بمديرية صرواح، في حين استمرت المواجهات في الجوف بدعم من مقاتلات التحالف. وفي التفاصيل، حمّلت القوات اليمنية المشتركة في الساحل الغربي لليمن، ميليشيات الحوثي مسؤولية انهيار اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، بعد قيامها بقنص أحد أعضاء فريق الجانب الحكومي في لجنة الارتباط، أول من أمس. وقال الناطق الرسمي باسم المقاومة الوطنية «حرس الجمهورية» عضو قيادة القوات المشتركة في الساحل الغربي، العميد صادق دويد: «يتحمل الحوثيون مسؤولية انهيار اتفاق استوكهولم المحتضر منذ ولادته، بخروقاتهم المستمرة، وآخرها الاستهداف المباشر بالقنص لضابط الرقابة محمد الصليحي». وأشار في تغريدات على «تويتر» إلى أن «الصمت الأممي إزاء الحماقات الحوثية، مشاركة فعلية في المزيد من تدهور الوضع في الحديدة». وكان الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، علق عمله في اللجنة على خلفية الاعتداء على الصليحي، واستمرار خروقات الحوثي اليومية، والصمت الأممي إزاءها، فيما أعلنت الحكومة اليمنية تعليق عمل الفريق الحكومي في اللجنة. وأوضحت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان، أن تعليق عمل الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار، يأتي نتيجة لاستمرار التصعيد من قبل ميليشيات الحوثي، وسوء استغلالها لاتفاق الحديدة والهدنة الناتجة عنه، للحشد والتصعيد لحربهم العبثية، وتعنت الميليشيات في تنفيذ مقتضيات اتفاق الحديدة لأكثر من عام، وتقييد حركة بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة بشكل غير مقبول، وتقويض عمل رئيس وأعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وعمل نقاط الرقابة الثلاثية. ولفت البيان إلى استمرار الميليشيات الحوثية في الانتهاكات والخروقات بمحافظة الحديدة، وآخرها استهداف أحد ضباط الرقابة التابعين للحكومة، العقيد محمد الصليحي، أثناء أدائه لعمله، أول من أمس، بإحدى نقاط الرقابة في الحديدة. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، قام بزيارة قصيرة إلى العاصمة اليمنية صنعاء، أول من أمس، في مسعى منه لاحتواء الموقف الأخير، ووقف التصعيد العسكري الذي تمارسه ميليشيات الحوثي في جبهات الجوف ومأرب وصنعاء وأخيراً في الساحل الغربي، لكنه فشل في مساعيه وفقاً لمصادر مطلعة في العاصمة صنعاء. وأشارت المصادر إلى أن غريفيث غادر العاصمة صنعاء بعد عقده لقاءات مع قيادات حوثية، في ظل التصعيد الأخير في جبهات الساحل، الذي ينذر بانهيار اتفاق السويد، إلى جانب استمرارها في التصعيد بجبهات الجوف ومأرب وصنعاء، كما جاءت زيارة غريفيث إلى صنعاء قبيل ساعات من جلسة مرتقبة لمجلس الأمن بشأن اليمن. على الصعيد الميداني، أكدت مصادر عسكرية في الساحل الغربي قيام ميليشيات الحوثي بإطلاق طائرات مسيرة في سماء مدينة الحديدة، ومديريات حيس والخوخة والمخاء والدريهمي، في إطار تصعيدها العسكري الذي تمثل، أمس، في إرسال تعزيزات كبيرة إلى شرق مدينة الحديدة، تنذر بانفجار الوضع عسكرياً. كما قامت الميليشيات بتكثيف قصفها للأحياء السكنية في ضواحي مدينة حيس، مستخدمة الأسلحة الرشاشة، كما قصفت «مجمع إخوان ثابت الصناعي» في الحديدة. وكانت الميليشيات كثفت، خلال اليومين الماضيين، من حفر الخنادق والأنفاق، ونشر الأسلحة والقناصة في أحياء مدينة الحديدة، وحشدت عناصرها وكثفت من الإجراءات العسكرية في مناطق عدة بالساحل الغربي، في إطار سعيها لتفجير الوضع عسكرياً، الأمر الذي جعل القوات اليمنية المشتركة تعلن عن جاهزيتها لكل الاحتمالات. كما قصفت ميليشيات الحوثي مواقع «المشتركة» والمناطق السكنية والمزارع، في الدريهمي والتحيتا ومنطقة الجاح في بيت الفقيه. وفي الجوف شرق العاصمة اليمنية صنعاء، أكدت مصادر ميدانية مصرع 20 حوثياً جراء غارة جوية لمقاتلات التحالف، استهدفت موقعاً لهم في مديرية خب والشعف، التي تشهد مواجهات عنيفة بين الجيش والعناصر الانقلابية. وأوضحت المصادر أن الغارات تسببت في تدمير آليات عسكرية، ومنع تقدم الميليشيات باتجاه منطقة السليلة، التي تم تحريرها، أخيراً، من قبل الجيش اليمني، لافتة إلى استمرار الاستعدادات والتحضيرات لاستعادة مدينة الحزم عاصمة المحافظة. وفي مأرب، أكدت مصادر عسكرية تمكن قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف، من تحرير التبة الحمراء في جبال هيلان بمديرية صرواح، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الحوثية التي تكبدت خسائر كبيرة. وأوضحت المصادر أن الجيش دخل أطراف جبال هيلان من جهة صرواح، ويواصل تقدمه في المنطقة الجبلية التي تمتلئ بالألغام التي زرعتها الميليشيات بكثافة في تلك الجبال الوعرة، والمتصلة مباشرة مع ريف العاصمة صنعاء. وفي حجة شنت مقاتلات التحالف أكثر من 30 غارة على مواقع وتعزيزات للميليشيات في حيران وحرض، موقعة في صفوفهم خسائر كبيرة، ودمرت آليات عسكرية تابعة لهم، وفقاً لمصادر محلية وأخرى عسكرية في المنطقة الخامسة. وأشارت إلى أن تسع غارات استهدفت تعزيزات للحوثيين في محيط حرض، وثماني غارات استهدفت مواقع للحوثيين في محيط حيران المحررة، فيما استهدفت 11 غارة تجمعات للحوثيين في عزلة العطن بمديرية بكيل المير، بعد تدمير معسكر تدريبهم من قبل مقاتلات التحالف قبل أيام. وفي الضالع، شهدت جبهات صبيرة والجب غرب قعطبة، شمال غرب المحافظة، مواجهات عنيفة بين القوات المشتركة والميليشيات الانقلابية، استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة، وأدت إلى مقتل وإصابة العديد من العناصر الحوثية، فيما استشهد أربعة من القوات المشتركة. وذكرت مصادر عسكرية في الضالع أن جنود «اللواء السابع صاعقة» خاضوا مواجهات عنيفة مع الميليشيات الحوثية، التي حاولت التقدم تحت تغطية نارية كثيفة باتجاه مواقعهم في غرب بلدة صبيرة، لكنها فشلت نتيجة صمود جنود اللواء الذين كبدوا الحوثيين خسائر كبيرة. كما شهدت جبهات الفاخر ومرخزة مواجهات مماثلة بين المشتركة والميليشيات، سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين. وفي تعز، تواصلت المواجهات بين قوات الجيش اليمني والميليشيات في جبهة الدفاع الجوي، شمال المدينة، لليوم الثاني على التوالي، وفقاً لمصادر ميدانية، مشيرة إلى أن المواجهات اندلعت، مساء أول من أمس، عقب محاولة الميليشيات التسلل إلى مواقع الجيش في محيط معسكر الدفاع الجوي. وأكدت المصادر تمكن الجيش من إفشال المحاولة، مع استمرار المواجهات التي امتدت إلى شارعَي الخمسين والثلاثين. - مقاتلات التحالف شنّت أكثر من 30 غارة على مواقع وتعزيزات للميليشيات، في حيران وحرض حجة، مُوقعةً في صفوفهم خسائر كبيرة. - الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة، يعلق عمله في اللجنة على خلفية الاعتداء على أحد أعضائه، واستمرار خروقات الحوثي اليومية.ShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :