إسطنبول / إحسان الفقيه / الأناضول نقلت قناة "سكاي نيوز عربية" في 11 مارس/آذار الجاري، تقريرا عن موقع "أحوال تركية"، المعروف يتوجهاته المعادية للسياسات التركية حمل عنوان "الذهب الأسود" السوري "يغري" أردوغان، و"يفضح" أطماعه، على حد زعمها. وادّعت القناة في تقديمها لتقرير الموقع أن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة "فضحت نواياه الحقيقية، وحجم الأطماع التركية، والدوافع الكامنة وراء التدخل العسكري في سوريا". وتستند القناة في تقريرها إلى الموقع المذكور لتقول بأن الرئيس التركي طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، "التشارك في إدارة حقول النفط في دير الزور شرق سوريا بدلا من القوات التي يقودها الأكراد". لكن القناة التي نقلت نص تصريح الرئيس رجب طيب أردوغان لم تنتبه إلى أنه يخلو من أي إشارة إلى الأكراد بالاسم، وتعمدت زج اسم الأكراد ككل في التصريح لغايات معروفة. وفي نص التصريح الذي تناقلته وكالات الأنباء، أوضح أردوغان في حديثه للصحفيين على متن الطائرة أثناء عودته من العاصمة البلجيكية بروكسل، قبل يومين، أنه طلب من بوتين المشاركة في إدارة حقول النفط بدير الزور شمال شرقي سوريا بدلا من "استغلال الإرهابيين" (بي كا كا وأذرعه الإرهابية في سوريا) لها، دون أن يأتي مطلقا إلى ذكر الأكراد بالاسم، باعتبارهم لا علاقة لهم بإرهاب بي كا كا. الغريب في الامر أن القناة في تقريرها نقلت النص التالي من تصريحات الرئيس التركي والذي يقول فيه، "عرضتُ على السيد بوتين أنه إذا قدم الدعم الاقتصادي فبإمكاننا عمل البنية ومن خلال النفط المستخرج هنا، يمكننا مساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها". مع وضوح بيان الهدف من دعوة الرئيس التركي نظيره الروسي لدراسة المشاركة في إدارة النفط السوري والتي هي، كما قال عنها أردوغان، "لمساعدة سوريا المدمرة في الوقوف على قدميها"، يتضح أنها غاية نبيلة يسعى لها كل المخلصين لإنقاذ الشعب السوري، والنازحين منه بشكل خاص، من معاناتهم التي تتحمل تركيا العبء الأكبر من الإنفاق للتخفيف عنهم. لكن بالتأكيد، تتعمد وسائل الإعلام المعروفة بمواقفها العدائية من تركيا، الإساءة إلى هذا البلد بمزيد من نشر الأخبار الكاذبة والافتراءات أو على الأقل إخراج التصريحات الرسمية التركية من سياقها العام عبر التحريف والدخول بالنوايا والاجتزاء، قصد الإساءة المتعمدة. لكن ما هي حقيقة التصريح: في كل الأحوال تبقى الصور المجتزأة هي السلاح الأمضى لمن يتعمد الإساءة وفق منهج معروف. فلنعد إلى سياق التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي والذي اُخرج من سياقه، إذ أنه جاء في رد على سؤال من أحد الصحفيين يتعلق بمصير الدعم الأوروبي والأمريكي للمناطق الآمنة في شمال سوريا، ومع حقيقة أن المجتمع الدولي عموما والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تنصلت من وعودها بدعم إقامة المنطقة الآمنة أو دعم النازحين في الداخل السوري أو اللاجئين في تركيا وهم حوالي أربعة ملايين لاجئ تتحمل تركيا العبء الأكبر من الإنفاق عليهم، كما أسلفنا. لذلك لم يجد الرئيس التركي مخرجا للأزمة المالية المرافقة لمحنة النازحين واللاجئين وإعادة إعمار ما خربته الحرب لعودة السكان إلى مدنهم وقراهم سوى "استغلال النفط السوري من أجل الاستفادة منه في إعادة إعمار سوريا"، وفقا لما قاله في تصريحاته هذه. كما أنه يرى بذلك "لن تكون سوريا بحاجة لدعم خارجي". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :