كان الحضور مدهشاً للأخضر عندما كانت الخطوة محاولة لإيجاد مساحة من الضوء للأخضر السعودي ومنحه مكانة على خارطة القارة الأكبر آسيا، عندما كان الطموح وقتها لون الأخضر فقط كانت الخطوات متسارعة والإنجازات متسابقة إلى درجة أن الجمهور السعودي كان يجد صعوبة في استيعاب تلك النقلة الهائلة للأخضر السعودي فبعد أن كان الطموح الأقصى الحصول بطولة الخليج حينها تحول الأمر إلى هيمنة وسيطرة للأخضر على بطولة القارة الأكبر حيث أصبح الأخضر سيدها المطلق ولفترة طويلة. كل ذلك الزخم من الحضور المتوهج للكرة السعودية كان في عهد الفكر والطموح والعزيمة، عهد عراب الكرة السعودية إنه الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته-. كان نموذجاً مختلفاً للقيادة الرياضية رسم خارطة طريق لرياضة الوطن خصوصاً كرة القدم بحيث تخيل فصولها ومراحلها المختلفة في مخيلته المتقدمة فكرياً، فلم يترك الأمر لصدفة والعشوائية بل وضع أجندة تعكس ذلك الفكر والطموح على أرض الواقع من خلال خطط ومنهجية مدروسة كانت نتيجتها ذلك الحضور المدهش الذي سعدت بأن أكون أحد من عاصر تلك الفترة الذهبية للكرة السعودية. ولم يكن الاهتمام لدى الأمير فيصل -رحمه الله- بالفريق الأول بل بكل الفئات السنية التي تمثل الوطن ما جعلها تنافس وبقوة في كل المحافل القارية والدولية ومن ينسى منتخب الناشئين وأنجازه الذهبي المدهش وغيرها من الإنجازات للفئات السنية المختلفة للأخضر. وللأسف الشديد لم تكن هناك خطط وبرامج تحافظ على ذلك المجد الماضي، وتلك الإنجازات التي أصبحت مجرد ذكرى يتغنى بها جمهور الأخضر بعد أن أصبح الوضع يشبه الانطلاق وبقوة للخلف في ظل نتائج لا ترقى لمكانة الأخضر سيد أسيا سابقاً. نعم عزيزي المندهش كان الأخضر السعودي سابقاً كان سيد آسيا.. أيام زمان كنا نقول: «يا ياناس الأخضر لا لعب جهزو كاس الذهب». النجاح تركيبة سحرية لا يجيد صياغتها سوى القليل من الأشخاص الذين يجعلون الإنجاز غاية لهم، ويخلقون الفرص والوسائل للوصول إليه. إبراهيم عسيري
مشاركة :