يتزامن التوجه الدولي الداعي لحلحلة الأزمة الليبية بالسبل السياسية، في الوقت الذي حسمت فيه مصر أمرها، بأنه لا حل عسكرياً للأزمة في ليبيا، وعليه فإن مصر تقود المساعي في هذا الصدد، من خلال عدد من التحركات على أكثر من صعيد. وشهدت الفترة الماضية تكثيفاً لهذا النشاط المصري، حيث استضافت القاهرة قبيل أيام لقاء ثلاثياً جمعها بكل من إيطاليا والجزائر، وهو اللقاء الذي أكد توحيد الرؤى بين الدول الثلاث حول ضرورة الحل السياسي في ليبيا، والمتمثل في تشكيل حكومة وحدة وطنية ليبية تدير الأزمة، وتعمل على العبور بليبيا لمرحلة الاستقرار والأمن. كما التقى وزير خارجية مصر مع نظيره الليبي في القاهرة. حكومة وحدة وأوضح مرزوق في تصريح لـالبيان أن التنازل عن الخيار العسكري هو الدافع الأول لإتمام العملية السياسية في ليبيا، مُطالباً الدول الكبرى بدعم ذلك الخيار السلمي الذي سيوفر الكثير من الخسائر المادية والبشرية والمزيد من عدم الاستقرار في المنطقة، مؤكداً أن مصر ستدعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية بأكثر من سبيل، سواء على الصعيد العسكري والأمني، من خلال تدريب كوادر عسكرية أو على المستوى الاقتصادي، حيث دعمها في عملية إعادة إعمار ليبيا بعد القضاء على كل العصابات والميليشيات المسلحة هناك. اتساع الإرهاب ووفقاً للدبلوماسي المصري السفير عادل الصفتي، فإن مصر تلعب دوراً مهماً في حل الأزمة الليبية، نظراً لعدة عوامل، حيث العلاقات التاريخية بين البلدين، وكذلك البعد الجغرافي الذي يجمع بينهما، موضحاً أن دور مصر في حل الأزمة يتمحور حول جمع الأطراف الليبية ذات الرؤى المختلفة، للتوصل لحل سياسي قادر على حل الأزمة التي تؤثر بشكل كبير في مصر من الناحية الأمنية، مضيفاً أن مصر وحدها وبالتعاون مع الأطراف الوطنية في ليبيا غير قادرة على حل الأزمة، وأنّه لابد من تكاتف الدول الكبرى، لردع الأطراف الدولية التي تعمل على تأجيج الصراعات في ليبيا. نفوذ يرى مراقبون مصريون أن فكرة الخيار السياسي في ليبيا، غير كافية وحدها وليست مناسبة لهذه الفترة الحالية، لاسيّما في ظل وجود وزيادة انتشار نفوذ الجماعات الإرهابية المسلحة في ليبيا، وهو الأمر الذي يجعل السبيل في حلٍ سياسي على صعيد توحيد صفوف القبائل في ليبيا في مواجهة القبائل المسلحة، فضلاً عن تدخل عسكري بالتعاون مع الجيش الليبي، لدحر الجماعات الإرهابية المسلحة، شريطة أن يكون التدخل العسكري، من خلال عملية مُحدَّدة.
مشاركة :