استضاف مجلس البطين في أبوظبي محاضرة بعنوان: كيف تؤمن نفسك ذاتياً ألقاها العميد متقاعد ثاني مبارك سرور الظاهري وحضرها الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان وجبر محمد غانم السويدي مدير عام ديوان سمو ولي عهد أبوظبي. رحب جبر السويدي بالحضور ناقلاً لهم تحيات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما أشار إلى أن المحاضرة تأتي في إطار سلسلة المحاضرات والفعاليات التي ينظمها المجلس بشكل دوري. وفي بداية حديثه أكد المحاضر أن القيادة الحكيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة عملت على توفير الأمن والأمان والاستقرار وتسخير الامكانات وتوفير الحياة الكريمة وتلبية متطلبات أبناء الوطن من الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وتوفير المرافق النموذجية والبنى التحتية والمساكن في مختلف ربوع الوطن. و عرض المحاضر فيلما تسجيليا يتضمن كلمات لمؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يحذر فيها من التيارات الخارجية والابتعاد عنها، كما يدعو الشباب إلى الحفاظ على الوطن وما من الله عليهم من نعم ومكتسبات وبذل الجهود والإخلاص في العمل. كما عرض فيلما تسجيليا آخر لكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي قال فيها سموه إن الامارات بخير، والمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وضع البنية الأساسية ونحن بخير بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، ونحن بخير بسند أبنائنا.. والبيت المتوحد. وأكد المحاضر أن العلاقة بين المواطن ووطنه علاقة وطيدة تسري جذورها في قلب كل مواطن وكلاهما بحاجة إلى الآخر، والوطن بحاجة إلى مواطنين يقدمون من أجله التضحيات النفيسة ويدافعون عنه ويتصدون ويمنعون عنه شر كل من تحدثه نفسه بالإضرار به وبمكتسباته. وأوضح مبارك الظاهري أن المقصود بالأمن الذاتي هو الشعور والحس الأمني الذي يجب أن يتمتع به الشخص كي يتمكن من إعداد ذاته، وعملية الإعداد هذه تمر بتقويم النفس وتطويرها وتقويتها لمقاومة أي مؤثرات سواء كانت خارجية أو داخلية، تؤثر بقصد أو بدون قصد، من قريب أو من بعيد على حريته وإرادته وكرامته وعطائه. وأضاف أنه كل ما كان الإنسان واعياً ويتخذ القرارات الصائبة، كانت لديه الإمكانات لمواجهة أي تحديات، موضحاً أن حراك العقل الإنساني هو بمثابة الهيمنة الفكرية المحركة للمشاعر الكلية للإنسان النابعة من القلب والتي تكاد في جانب تأثيرها السلبي السيطرة على العقل الإنساني لو لم ينتبه ويحتاط ويحذر، أما بالنسبة لمخالفات العقل الإنساني فكل ما قد يرتكبه الفرد من مخالفات وتجاوزات بقصد أو بغير قصد وتؤدي إلى تورطه من جراء سلوكه وتوجهاته الخاطئة تكون كافية في انحرافه عن الطريق السليم. وقال المحاضر من خبرتي وجدت أن هناك مؤثرات في حراك العقل الإنساني، فالولاء والانتماء الوطني يكون بالولاء للوطن وقيادته وهما فوق كل الاعتبارات. وأشار إلى دور الأسرة والمدرسة والأجهزة المعنية في الحفاظ على أبنائنا وغرس الانتماء في نفوسهم لدولتنا ولقيادتنا، وقد تجلى ذلك في أجلى صوره عندما لبى الجميع نداء الخدمة الوطنية وانضم شباب الوطن إليها. وقال إن العنصر الثاني من مؤثرات حراك العقل الإنساني متانة أو قوة الشخصية ودورها في الانتماء والولاء الوطني، مؤكداً أن الولاء والانتماء الوطني يمثل أحد أبرز الدعائم والمقومات الأمنية في كل وطن، حيث به يصلح شأن الأمة وتستقر وتأمن في عيشها، ما يجعل الجميع يبذلون الجهد والاخلاص في أعمالهم ومسؤولياتهم. وأكد المحاضر أن العنصر الثالث المؤثر في حراك العقل الانساني هو الشخصية، حيث تؤدي متانة أو قوة شخصية الإنسان دوراً بارزاً ولها أهمية كبيرة في تحديد سلوك العقلية السليمة لدى الفرد وثم تحصينها وتحفيزها إزاء مقاومة وصد السلوكات والتصرفات الشاذة وغير الحميدة، والشخصية القوية هي تلك الشخصية السليمة والسوية في تصرفاتها. وأكد أن الدولة والحمدلله وفرت الحرية الشخصية لأبنائها، وهو ما يتطلب منهم تحمل هذه المسؤولية والالتزام بالنظم والقوانين. وحذر من المخالفات التي يرتكبها بعض الأشخاص والتي تؤثر على استقرارهم واستقرار أسرهم، خاصة حين يتم نشر الإشاعات حيث تؤثر على أفراد المجتمع، لذا يجب عدم الترويج لها لتأثيرها السلبي. كما حذر من التصرفات الخاطئة، ومنها تيسير دخول المتسللين إلى الدولة، وهي من أخطر المشكلات، باعتبار أن المتسللين أناس لا نعرفهم ولا يجوز أن ندخلهم إلى حياتنا، وخطورتهم تكمن في أنهم غير معروفين يتسللون إلى المجتمع، مشيراً إلى أن القانون يحاسب أي شخص يقدم المساعدة للمتسللين. وتطرق إلى أهمية الاعتدال والوسطية وهو ما تؤكد عليه الدولة دائماً، وطالب بالابتعاد عن الغلو والتشدد والابتعاد أيضاً عن الفتاوى الزائفة التي يتم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو بعض الفضائيات. وأكد المحاضر أهمية المتابعة الجيدة للأبناء ورصد أي تغييرات في سلوكاتهم أو حدوث انتكاسة ما في حياتهم، وذلك من أجل الوقوف إلى جانبهم في المراحل الأولى وحمايتهم من أي سلوكات خاطئة. كما تطرق المحاضر إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وحذر من خطورة إساءة استخدامها. كما تحدث عن خطورة الخدم والخادمات، حيث إنهم مطلعون على جميع تفاصيل المنازل وأفراد الأسرة، محذراً من ترك تربية الأطفال بالكامل للخدم و خطورة ترك الأبناء معظم الوقت مع السائقين. وأكد أهمية المراقبة الجيدة للعمالة المساعدة وخدم المنازل، وأن لا تعطى لهم الصلاحيات الكاملة، وأن يظلوا تحت الرقابة خلال عملهم، والحد من أعدادهم قدر المستطاع، كما تحدث عن الدجالين والمشعوذين، داعياً إلى الابتعاد عنهم وعدم اللجوء لهم لدورهم في عمليات الاحتيال والنصب. وشدد المحاضر في ختام المحاضرة على أهمية التعاون مع الجهات المعنية ومنها بدالة أمان للمساعدة في الإبلاغ عن أي مخاطر أو سلوكات غير طبيعية، بحيث يكون كل فرد مشارك بشكل ايجابي في الحفاظ على الأمن والأمان في ربوع هذا الوطن الغالي.
مشاركة :