القدس 13 مارس 2020 (شينخوا) الإجراءات التي اتخذتها الصين منذ بداية ظهور فيروس كورونا أصبحت نهجا ونموذجا يحتذي به في العديد من الدول نظرا لنجاعة الخطوات التي طبقت من جانب مختلف الأجهزة المعنية بالصين والتي تؤكد جودة التدابير الاحترازية التي اتخذتها وساهمت في الحد من الفيروس والسيطرة عليه بشكل تدريجي، هذا ما أكده نائب مدير مركز شيبا الطبي الإسرائيلي أرنون أفيك. وقال أفيك إن إسرائيل تسعى إلى تطبيق نفس الإجراءات الناجحة التي اتخذتها الصين للسيطرة على تفشي المرض، ومع ذلك، يرى أن بلاده ما زالت لم تنفذ نفس القيود الصارمة التي طبقتها الصين على سكانها حتى الآن. وأضاف "نحن نعلم أن الاستجابة السريعة واتخاذ الإجراءات الصحيحة هي الطريق الأمثل لمحاربة المرض"، موضحا أن الاستراتيجية الإسرائيلية تهدف إلى إبطاء تفشي المرض حتى لا ينهار نظام الرعاية الصحية في إسرائيل. وأعرب أفيك عن تفاؤله بأن يتم السيطرة على الفيروس في إسرائيل، بالنظر إلى النجاح الذي حققته الصين في وقف تفشي المرض، مضيفا "من المهم أن تتعلم جميع الدول مما فعله الصينيون". وقال أفيك "قبل عام 2019، لم يكن أحد يعرف شيئا عن الكورونا أو (كوفيد - 19)، ولكن بطريقة أو بأخرى أصبح الصينيون أول من تعلم عن الفيروس، وتصرفوا بسرعة كبيرة وتغلبوا عليه". وتابع "قامت الصين بالحجر الصحي على المصابين في بؤرة تفشي المرض على الفور وانشأت مستشفيين ضخمين في وقت قياسي، ولا أعتقد أن أي دولة في العالم استطاعت أن تقوم بأمر مثيل من قبل". وقال أفيك لوكالة أنباء ((شينخوا)) نحن نتعلم طوال الوقت من العلماء والأطباء في الصين، أنهم ينشرون الكثير من الأوراق والنظريات في وسائل الإعلام حول المرض، وهذا أمر مفيد للغاية بالنسبة لنا، لأننا نستطيع بذلك التعلم من التجربة الصينية. وتقوم إسرائيل حاليا بعدة إجراءات من أجل السيطرة على تفشي المرض، حيث أصدرت تعليمات بضرورة أن يبتعد الأشخاص عن بعضهم البعض مسافة متر واحد على الأقل، وحظرت التجمعات غير الضرورية، إضافة إلى منع تواجد أكثر من شخص في مكان واحد. وأعلنت إسرائيل عن تعليق الدراسة في الجامعات والمدراس، وأيضا منع الزيارات للمسنين والمستشفيات. وطالبت وزارة الصحة الإسرائيلية من المواطنين الذين يعانون من أعراض نزلات البرد أو الانفلونزا عدم الاختلاط مع الناس أو الخروج إلى الأماكن العامة، وضرورة البقاء في المنزل من أجل التماثل للشفاء. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعلن عن إلزام جميع القادمين إلى إسرائيل سواء كانوا مواطنين أو أجانب بالحجر المنزلي لمدة 14 يوما. فيما تم إخضاع الذين تظهر عليهم أعراض الفيروس فقط للفحوصات، بسبب عدم القدرة على إجراء مئات من الفحوصات المختبرية يوميا في البلد بأكمله. وفي نفس السياق، أعلنت وزارة الصحة في إسرائيل عن عزمها توسيع قدرتها على إجراء الفحص للكشف عن فيروس كورونا لحوالي 2000 شخص خلال الأيام القادمة، ولكن يبدو أن هذا الرقم لن يكون كافيا أيضا. وقام مركز شيبا الطبي، وسط إسرائيل، ببناء جناح خاص لعلاج المصابين بمرض كورونا خارج منطقة المستشفى، من أجل الحفاظ على مسافة آمنة من المرضى الآخرين. أحد المرضى المعزولين في المنشأة هو طبيب من قسم الطوارئ في مركز شيبا الطبي، تم اكتشاف إصابته بفيروس كورونا يوم (الخميس) الماضي. ويقوم الأطباء الإسرائيليون داخل مركز شيبا الطبي برعاية المرضى عن بعد باستخدام تقنية التطبيب عن بعد (الرعاية الصحية عن بعد)، والذي تشتهر فيه إسرائيل. وقال أفيك "لدينا أيضا "روبوتات" لأخذ العينات من المرضى، وإجراء الفحوصات والتصوير، وأخبار المرضى والممرضات في غرف التحكم عن الحالة المرضية للمصابين". وأفادت إسرائيل أنه تم تسجيل إصابة 126 حالة بمرض كورونا، منوهة إلى أن جميع الإصابات حالاتها خفيفة أو بدون أعراض، فيما لم يتم تسجيل أي حالة وفاة. وأشار أفيك أنه إذا خرج الوضع في إسرائيل عن السيطرة، فسيتم فقط علاج الحالات الخطيرة من المرضى من قبل نظام الرعاية الصحية، في حين سيطلب من جميع المرضى الأخرين البقاء في الحجر الصحي المنزلي. وفي نفس السياق قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم (الجمعة) عقد الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية من خلال تقنية "الفيديو كونفرنس"، بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد. وقال بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه تم إبلاغ جميع الوزراء بأن اجتماع الحكومة الأسبوعي يوم بعد غد (الأحد) سيعقد من خلال الفيديو كونفرنس. وأضاف البيان أن اجتماع الحكومة سيتناول قضية فيروس كورونا. كما قررت السلطات الإسرائيلية اليوم تعليق كافة الأحداث الرياضية في البلاد لمحاولة وقف انتشار فيروس كورونا. وقالت وزارتا الرياضة والصحة في إسرائيل في بيان مشترك وصل وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه "إن القرار يهدف إلى الحفاظ على الصحة العامة، وسيبدأ تطبيقه فورا".
مشاركة :