أقفلوا جمعيات الثقافة والفنون | عبدالله صالح القرني

  • 6/10/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أتذكَّر موقفًا لا أنساه، كنت ذات يوم ضيفًا لدى الزميل الصديق الأستاذ علي فقندش بصحيفة عكاظ، وطلب مني أن ننزل للشارع لنُسلِّم على العم الملحن الراحل سامي إحسان، فذهبنا له وكان يشكو لنا خذلان جمعية الثقافة والفنون بجدة، لندع كلمة الثقافة جانبًا ونتمسّك بالفنون، ماذا تُقدِّم هذه الجمعيات للفنان سواء كان موسيقيًّا، أو كاتبًا، أو رسّامًا؟، بل ما هو دورها في المدن الكبرى، هل تُنظِّم حفلات غنائية بمواسم السياحة؟ مات الشاعر المعنّى -رحمه الله- بشقته لمدة أسبوع، وهو الذي تغنَّى بكلماته كبار فناني الوطن! وتوفي الملحن عدنان خوج من أثر السرطان! ويقضي الموسيقار غازي علي عزلته بين عصافيره؟ أين جمعية الفنون عن رعاية أهل الفنون؟ أينها من رعاية مبدعي اليوتيوب المنتشرة برامجهم بجهود ذاتية! يرأس هذه الجمعيات أساتذة -لا شك- معنيون بالفنون، لكن أين الأثر بل أين المشكلات لنشاركهم الحلول؟ قضى العوز والذل برموز فنية لم تُقدِّم لها هذه الجمعيات شيئًا يُذكر، ولا حتى درع تكريم نحاسي بخمسين ريالاً، ولم تنجح في إنشاء صندوق تعاوني يسد حاجة الفنان فيما لو مسته الحاجة، وأبعدته عن فنه! لدينا ازدواجية، إما نعود للوراء أيام حفلات الصيف الغنائية ومسرح التلفزيون وبث المسرحيات، بخطط مدروسة، أو ندّعي حرمانية الفن ونتبنى البديل، الإنشاد والشيلات والقلطة والعرضة. الثقافة تولت رعايتها الأندية الأدبية، وتلك لها موال آخر، أمّا الفنون فنود نعلم فقط ما هي بالضبط التي ترعى فعالياتها الجمعيات، أعيدوا الزمن الجميل، أو ليكن على الأقل فقط جهودكم، إنشاء صندوق يرعى حياة المسنين من الفنانين، أولئك الذين انتبذوا مكانًا قصيًّا؛ لأنه من الحرام أن ننسى رموزنا لسبب أن لا رموز اليوم تخلفهم، ولا بعد بكرة! Twitter:@9abdullah1418 Asalgrni@gmail.com

مشاركة :