تراجع النفط يرفع أرباح شركات الطيران

  • 6/10/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رفع «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» (إياتا)، توقعاته لأرباح شركات الطيران من 25 بليون دولار إلى 29.3 بليون، بعد هبوط أسعار النفط العام الماضي 37 في المئة، والذي ترافق مع ارتفاع سعر صرف الدولار أمام عملات أخرى. وتوقعت «إياتا» أن تنقل شركات الطيران خلال العام الحالي 3.5 بليون راكب، وتشحن 55 بليون طن من البضائع. ورجّح المدير العام الرئيس التنفيذي لـ «اياتا» توني تايلر، خلال اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد في ولاية فلوريدا الأميركية أمس، أن تبلغ أرباح شركات الطيران العربية خلال العام الحالي 1.8 بليون دولار، بنمو تجاوز 29 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وواصلت شركات الطيران الأوروبية والأميركية حملتها ضد شركات الطيران الخليجية في تصريحات جانبية، بعيداً من الاجتماعات الرسمية والجلسة الافتتاحية التي حضرها وزير النقل الأميركي أنتوني فوكس. وعلى رغم موجة التفاؤل التي سادت أقطاب صناعة الطيران خلال المؤتمر، إلا أن المنافسة والاتهامات المتبادلة بين الناقلات الأميركية والأوروبية من جهة، وشركات الطيران الخليجية من جهة أخرى، فرضت نفسها في كواليس الاجتماعات، وخلال المحادثات الجانبية بين المسؤولين في شركات الطيران. واتّهم الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية الألمانية «لوفتهانزا»، كارستن سبوهر، الناقلات الخليجية بتلقّي دعم من حكوماتها قيمته 42 بليون دولار، وقدّر بعض المسؤولين في شركات الطيران الخليجية إجمالي المساعدات المالية التي تلقّتها شركات الطيران الأميركية الثلاث، «أميركان إرلاين» و «يونايتد» و «دلتا»، بـ70 بليون دولار منذ عام 2000 على شكل قروض وتسهيلات وضمانات. وانتقد الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، تجاهل الجمعية العمومية لـ «اياتا» عدم إدراج بند تحرير الأسواق والأجواء المفتوحة، للردّ على الحملة التي تشنّها شركات الطيران الأميركية الثلاث على الناقلات الخليجية. وقال: «هذه الحملة تعرقل سياسة الأجواء المفتوحة بين شركات الطيران»، وأيدته في ذلك «إياتا» عام 2008. واستبعد في تصريحات صحافية، اتخاذ الحكومة الأميركية أي إجراء، حرصاً على مصالحها. وقال: «لا أرى سبباً لأن تقترح حكومات دول الخليج أي تغييرات على سياستها للنقل الجوي، لإرضاء شركات طيران أميركية تزعم أنها تواجه منافسة غير عادلة من شركات خليجية». وشدّد على أن «هناك اتفاقات وقعتها حكومتان ناضجتان، ونحن ننفّذها». وأضاف: «لا مهادنة في هذه القضية، فبموجب الاتفاقات يمكننا تسيير رحلات بالقدر الذي نريده في الولايات المتحدة، ويمكن لشركات الطيران الأميركية تسيير عدد الرحلات الذي تريده في بلدي». وفي المقابل، أكد تايلر أن «إياتا لا تتخلى عن مسؤولياتها في ما خصّ الأجواء المفتوحة، ولكن هذه القضية تخضع للاتفاقات بين الدول». أما فوكس فأكد أن «قطاع الطيران يساهم في شكل كبير في دعم اقتصادات الدول، ولكن الناقلات في العالم تواجه تحديات كبيرة»، مشدداً على أهمية التعاون في ما بينها. وأكد نائب رئيس «إياتا» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسين دباس، في تصريح الى «الحياة»، أن «الاتحاد يدعم الأجواء المفتوحة وحرية الحركة في مجال النقل الجوي، ولكن في الوقت ذاته لا نتدخّل في الاتفاقات بين الدول». وأضاف: «على رغم أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر من المناطق الأسرع نمواً في قطاع الطيران، إلا أنها تواجه تحديات كثيرة، أبرزها ازدحام الأجواء، وحرمانها من الطيران فوق بعض الدول التي تشهد مشاكل أمنية مثل سورية واليمن وليبيا». وحضّ «المنطقة على الاستثمار في فتح ممرات جوية جديدة وتطوير مطاراتها». وعلى رغم الأرباح الكبيرة المتوقّع أن تسجّلها شركات الطيران خلال العام الحالي، إلا أن تايلر أشار إلى أن شركات كثيرة تواجه تحديات كبيرة، أبرزها أزمة الأجواء، وتطوير معايير السلامة، وتعزيز التنافسية، وتحسين الأداء. وتوقّع أن تبلغ عائدات شركات الطيران خلال العام الحالي 733 بليون دولار في مقابل 727 بليوناً عام 2014، بعد تراجع أسعار النفط. وأكد أن «العام الحالي سيشهد دخول نحو 1700 طائرة جديدة إلى الأسواق قيمتها 180 بليون دولار، كما أن شركات عدة تكافح لخفض النفقات وتحقيق أرباح». وتطرّق تايلر إلى مشاكل الضرائب التي تفرضها دول على الشركات، مشيراً إلى أن «إياتا تعمل على تعزيز الشفافية والسلامة في العالم بالتعاون مع الحكومات، ومن ضمن أولوياتنا في الفترة المقبلة تحسين أداء الشركات وتعزيز التنافسية والسلامة الجوية». ولفت إلى «تطورات عدة حقّقها القطاع خلال السنوات الماضية، أهمها خفض الكلفة عبر سلسة مبادرات، مثل التذكرة الإلكترونية وبطاقة الصعود، فضلاً عن تعزيز معايير السلامة من خلال تبنّي منظومة «أيوسا» التي باتت ملزمة لشركات الطيران الأعضاء كافة». وأضاف: «مع تدنّي نسبة الطائرات المنكوبة إلى طائرة واحدة من بين كل 4.4 مليون طائرة العام الماضي، بلغت نسبة الأمان في الرحلات الجوية مستوى غير مسبوق». ورأى أن «حوادث مثل الاختفاء الغامض للطائرة الماليزية في آذار (مارس) 2014، وتحطّم طائرة ماليزية أخرى في أوكرانيا في تموز (يوليو) الماضي، أو تحطّم الطائرة الألمانية بعدما هوى قائدها بها عمداً في جبال الألب الفرنسية في آذار الماضي، حوادث استثنائية».

مشاركة :