في وباء 1918.. سكان جزر نائية ظنّوا أنهم بمأمن فقتلتهم سفينة

  • 3/14/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع بداية تفشّي الأنفلونزا الإسبانية عام 1918، اتجهت العديد من المناطق المنكوبة لاتخاذ إجراءات صارمة للحدّ من انتشار المرض واحتواء الأزمة، لكن سكان العديد من الجزر النائية في المحيط الهادئ أمنوا أنهم بمأمن من المرض بفضل عزلتهم الجغرافية، حتى جاءت سفينة إلى موانئهم وغيّرت كل شيء. ظنّوا أنهم بمأمن.. ولكن وحسب تقرير على موقع "العربية نت"، دخلت سفينة "إس. إس. تالون" الخدمة رسميًّا سنة 1890 لصالح إحدى مؤسسات النقل البحري النيوزيلندية، وقد قدر وزن الأخيرة بأكثر من ألفي طن، وبلغ تعداد طاقمها 56 فردًا، وكانت قادرة على نقل 175 شخصًا. يوم 7 نوفمبر 1918، دخلت السفينة "إس. إس. تالون" النيوزيلندية منطقة أبيا الواقعة شرقي جزر ساموا جنوبي المحيط الهادئ، كانت السفينة قادمة من ميناء أوكلاند بنيوزيلندا. وبطريقها مرت هذه السفينة بمناطق في كلٍّ من: فيجي وتونغا وناورو بعرض المحيط الهادئ، قبل أن تعود أدراجها نحو أوكلاند. وخلال تلك الفترة شهدت نيوزيلندا انتشارًا للأنفلونزا الإسبانية، رافقه سقوط أعداد هامة من الضحايا، وقبل مغادرتها لميناء أوكلاند أعلنت "إس. إس. تالون" عن إصابة عدد من طاقمها المكون من 56 فردًا بالمرض، فاضطرّت للتخلّي عن بعضهم عن طريق إجبارهم على البقاء على اليابسة، ومع بلوغها لمنطقة سوفا بفيجي شهدت السفينة ظهور أعراض المرض على مزيد من أفراد طاقمها. سفينة تنشر الوباء وفي فيجي اتّجه نحو 90 عاملًا محليًّا لإنزال حمولة "إس. إس. تالون". ومع بلوغ السفينة مناطق ساموا بعد بضعة أيام فقط أُعلن رسميًّا عن إصابة هؤلاء العمال التسعين بالمرض، ليبدأ بذلك الوباء انتشاره بشكل سريع بفيجي. وبكل المناطق التي حلّت بها، نشرت " إس. إس. تالون" عدوى الأنفلونزا الإسبانية متسبّبة بذلك في نقل المرض نحو مناطق نائية من العالم. في نيوزيلندا تسببت الأنفلونزا الإسبانية في وفاة نحو 10 آلاف شخص خلال ستة أسابيع فقط. لكن بالجزر التي حلّت بها "إس. إس. تالون" كان تأثير المرض أكبرَ بكثير؛ ففي ساموا فارق 8500 الحياة بسبب المرض، وهو العدد الذي يعادل حوالي 22 بالمائة من سكان المنطقة. وفي تونغا تجاوز عدد الضحايا الألفين؛ وهو ما يقارب عشر سكانها. أما فيجي فقد أتت الأنفلونزا الإسبانية على حوالي 5 بالمائة من سكانها. وبالنسبة لتاهيتي فقد عرفت هي أيضًا مصيرًا مشؤومًا؛ حيث أجهز المرض على قرابة 17 بالمائة من سكانها.

مشاركة :