عواصم - وكالات - طغت الأخبار المرتبطة بتفشي فيروس «كورونا» حول العالم، وإمكان تعليق وإلغاء بطولات مهمة، على خروج ليفربول الإنكليزي حامل اللقب من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، الأربعاء.فقد نجح أتلتيكو مدريد الإسباني في تحقيق «المعجزة» على استاد «أنفيلد» بتفوقه على المضيف 3-2 في الوقت الإضافي، مجدداً فوزه الذي سجله ذهاباً بهدف وحيد.ولم يتبقَ لليفربول من منافسات الموسم الراهن سوى الدوري الإنكليزي الذي بات قاب قوسين أو أدنى من حسم لقبه بعد 30 عاماً من الانتظار، فيما شق «أتلتيكو» طريقه إلى ربع النهائي إلى جانب باريس سان جرمان الفرنسي الذي قلب تخلفه ذهاباً أمام بوروسيا دورتموند الألماني 1-2 إلى فوز بهدفين إياباً على ملعبه «بارك دي برانس» من دون حضور جماهيري، ليفك بالتالي سوء الطالع الذي رافقه في المواسم الثلاثة الماضية وحرمه من الذهاب أبعد من ثمن النهائي.ويوم أمس، اتخذ الاتحاد الأوروبي قرارا بتأجيل مباراتي إياب ثمن نهائي دوري الأبطال بين مانشستر سيتي الإنكليزي وضيفه ريال مدريد الإسباني، ويوفنتوس الإيطالي وضيفه ليون الفرنسي، بسبب «كورونا».ولم يقتصر تهديد «كورونا» على دوري الأبطال، بل أن تفشي الوباء الذي بات عالمياً، بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، طرق باب كأس أوروبا 2020 المقررة في 12 مدينة مختلفة، ووضع الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) تحت ضغوط كبيرة بعدما أثّر على المنافسات المحلية والقارية.ودعا الاتحاد إلى اجتماع طارئ الثلاثاء المقبل يبحث فيه مصير مسابقاته للأندية والمنتخبات بعد اتساع تأثير الفيروس وبات يفرض تعديلات واسعة على جدولة الأحداث الرياضية على امتداد الكرة الأرضية.حتى الأيام القليلة الماضية، وقبل الإعلان عن اجتماع الثلاثاء، بقي «يويفا» على موقفه من أن البطولة ستنطلق في موعدها المقرر، 12 يونيو المقبل.وقال رئيس الاتحاد القاري، السلوفيني ألكسندر تشيفيرين، الأسبوع الماضي إنه «لا يجب التفكير بالسيناريو الأسوأ»، بينما أشار أمينه العام اليوناني ثيودور ثيودوريديس الى ان الاتحاد «أعد سيناريوهات مفصّلة».لكن سيناريو الإرجاء بدأ يتبلور. ويرى رئيس نادٍ فرنسي فضّل عدم ذكر اسمه، ان الإرجاء الى موعد غير محدد بات «سيناريو محتملاً»، معتبرا أن «يويفا سيضطر الى تعليق مسابقتيه (دوري الأبطال والدوري الاوروبي). ومن أجل إفساح المجال أمام إمكانية إنهائهما، يتعيّن عليه إرجاء كأس أوروبا».وتابع: «هذا سيناريو منطقي عندما نرى أن الفيروس بدأ يصيب اللاعبين».وأشار مسؤولون في قنوات تلفزيونية ناقلة للبطولة، الى ان «يويفا» لم يتواصل معها بعد بشأن أي قرار، وأنها بانتظار أي قرارات مقبلة.وبحسب الرئيس السابق للجنة المنظمة لـ»يورو 2016، في فرنسا جاك لامبير: «للمرة الأولى، نجد أنفسنا في وضع يحتم على بلدان مضيفة مختلفة تطبيق تدابير الاحتواء أو فرض قيود قاسية على حركة التنقل».ويسأل بشأن مسألة بيع التذاكر: «ماذا سيكون (عليه) الموقف من المشجعين في وقت لا يعرف الاتحاد الظروف التي ستكون عليها حركة التنقل بعد 3 أشهر؟ لا يمكن أن يتخذ قرارا بشأن ذلك في اللحظة الاخيرة، إلا في حال قرر إقامة كل المباريات خلف أبواب موصدة».وتشير التقارير الى احتمال جدي لتعليق دوري أبطال أوروبا و«يوروبا ليغ»، ما يعني ان الموسم في القارة سيمتد أكثر من المتوقع، ما سيحول دون إقامة كأس أوروبا في موعدها.ويعتبر الخبير الرياضي فيرجيل كاييه ان «يويفا يجد نفسه أمام معضلة: هل يضع المسابقات الأوروبية الأكثر درا للأرباح مثل دوري الأبطال (في خطر)، أو يرجئ كأس أوروبا، وبالتالي يفسح المجال أمام استمرار البطولات حتى نهاية يونيو؟ إمكانية انقاذ المسابقتين تبدو معقدة بالنسبة إليّ».المعضلة الأخرى التي يواجهها الاتحاد هي استكمال عقد المنتخبات المشاركة في البطولة القارية، قبل موعد انطلاقها في يونيو.فحسم هوية المنتخبات الأربعة المتبقية يرتبط بنتيجة الملحق المقرر أواخر الشهر الجاري. لكن إحدى المباريات أرجئت، بعدما طلب الاتحاد البوسني من «يويفا» تأجيل مباراته مع ايرلندا الشمالية، لأن غالبية لاعبيه الدوليين يلعبون في دول موبوءة وسيضطرون للخضوع للحَجْر الصحي.وشهدت الأيام الماضية أزمة، خاصة على صعيد الأندية الإيطالية، بعدما رفضت السلطات الإسبانية السماح لنادي روما بالتوجه إليها، حيث كان سيواجه إشبيلية في ذهاب ثمن نهائي «يوروبا ليغ»، أمس، بيد أن المباراة تأجلت.كما أعلن رئيس نادي خيتافي الإسباني أنه يرفض ذهاب فريقه إلى إيطاليا لمواجهة إنتر ميلان في المسابقة ذاتها، أمس، ما فرض تأجيلها.ويأتي ذلك في وقت أوصت فيه منظمة الصحة العالمية الاتحاد الدولي للعبة بإيقاف الأنشطة كافة، بالنظر الى سلطته على الاتحادات المحلية التي تنظم البطولات الوطنية. كما طلب اتحاد أميركا الجنوبية «كونميبول» من «فيفا»، تأجيل مبارياته ضمن تصفيات مونديال 2022.وجاء في رسالة اتحاد «كونميبول» الى الأمينة العامة لـ«فيفا»، السنغالية فاطمة سامورا: «تخشى منتخبات أميركا الجنوبية عدم التمكن من الاعتماد على لاعبيها المحترفين في أوروبا، لأن القادمين من دول فيها مستوى مرتفع من العدوى يمكن وضعهم في حجر صحي».ومن المقرر أن تنطلق التصفيات في 26 الجاري بمشاركة 10 منتخبات، وتمتد على مدى 18 مرحلة حتى نوفمبر 2021.وذكر مصدر في الاتحاد البرازيلي أن أول مباراتين للمنتخب في التصفيات سيتم تأجيلهما.ولم يكشف الاتحاد القاري مصير «كوبا أميركا» المقررة في الأرجنتين وكولومبيا بين 12 يونيو و12 يوليو.وسبق للاتحاد الدولي أن أعلن بالاتفاق مع الاتحاد الآسيوي، إرجاء التصفيات المزدوجة المؤهلة الى كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، والتي كانت مقررة في مارس ويونيو. كما تتجه الأنظار نحو أولمبياد طوكيو 2020، حيث تدور التكهنات في فلك إلغائه أو تأجيله، رغم اصرار المنظمين واللجنة الأولمبية الدولية، على أنه سيقام في موعده بين 24 يوليو و9 أغسطس.ووسط عدم وضوح الرؤية، تم إيقاد شعلة الأولمبياد عن طريق أشعة الشمس في أولمبيا القديمة في اليونان، أمس، دون حضور جماهيري.ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث عن إمكانية إرجاء الدورة الأولمبية «عاماً واحداً»، فإن رئيس اللجنة الأولمبية، الألماني توماس باخ، قال خلال الحفل: «قبل 19 أسبوعا من حفل الافتتاح، زاد إصرارنا والتزامنا بفضل وجود عدد من المنظمات حول العالم تقوم بإجراءات مؤثرة للحد من انتشار كورونا».ورغم الإصرار على إقامة الأولمبياد في موعده، قرر الاتحاد الدولي للمصارعة تأجيل التصفيات الأوروبية المؤهلة للألعاب، والجولة الأخيرة من التصفيات الأولمبية العالمية إلى موعد لاحق. ومن تداعيات الفيروس على النشاطات الأخرى، قررت رابطة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين، تعليق الموسم «حتى إشعار آخر»، بسبب إصابة لاعب يوتا جاز، الفرنسي رودي غوبير بـ«كورونا».وعشية انطلاق المرحلة الافتتاحية من بطولة العالم للـ«فورمولا واحد»، أعلن فريق «ماكلارين» انسحابه من جائزة أستراليا الكبرى، بسبب إصابة أحد أعضاء طاقمه بالفيروس.
مشاركة :