كثفت طائرات التحالف الذي تقوده المملكة لردع المتمردين الحوثيين المدعومين من فلول الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، ودعم الشرعية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، غاراتها أمس على مواقع الانقلابيين في صنعاء، وعدن، وصعدة، والجوف، وتعز، حيث استهدفت منازل كبار القادة الموالين للمخلوع، إضافة إلى مواقع عسكرية تحتوي على مخازن أسلحة يستخدمها الإرهابيون في حروبهم ضد الشعب اليمني. وأشارت مصادر من داخل اليمن إلى أن الغارات اتسمت بالقوة الشديدة، ما أدى إلى تدمير المواقع التي استهدفتها تماما، وتسببت كذلك في مصرع وإصابة كثير من الإرهابيين. يأتي ذلك فيما واصل مقاتلو المقاومة الشعبية صمودهم الكبير في وجه ميليشيات الانقلاب، وتمكنوا من دحرهم في كثير من جبهات القتال، وأوقعوا بينهم قتلى وجرحى. ففي صنعاء، أكدت مصادر ميدانية أن طائرات التحالف شنت غارات جديدة على مواقع عسكرية لميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع جنوبي العاصمة. وأن القصف ركز على مقر وزارة الدفاع الذي يسيطر عليه مسلحو التمرد. كما شنت الطائرات غارات أخرى متتابعة على مخازن الأسلحة في جبل عطان، وأظهرت صور بثها ناشطون تصاعد أعمدة الدخان من الجبل. كما سمع دوي انفجارات هائلة في المكان، ما يؤكد تدمير الأسلحة، وتطايرت بقايا القذائف والصواريخ في محيط المكان. وأضافت المصادر أن المضادات الأرضية ردت على القصف بشكل كبير، ما يرفع من احتمالات إصابتها للمدنيين، وتسببها في قتل العشرات، على غرار ما أكدته منظمة العفو الدولية في وقت سابق ونشرته "الوطن" على صفحاتها. استهداف قادة التمرد وفي وقت مبكر فجر أمس، وقبل ذلك استهدف طيران التحالف بثلاث غارات جوية منزل اللواء على الذفيف، الموالي لمليشيات الحوثي، كما قصف كذلك مكتب أحمد علي نجل المخلوع صالح في صنعاء بشارع الجزائر. كما أشارت مصادر إخبارية إلى أن القيادي الحوثي حسين الهبيلي، قتل أمس في قصف جوي لطيران التحالف على منطقة الفيل بمحافظة الجوف باليمن. كذلك أشار شهود عيان إلى أن قصفا عنيفا استهدف مجمع الدفاع بمنطقة العرضي، الواقعة بالقرب من باب اليمن، وسط العاصمة صنعاء، وكلية الشرطة، والمدرسة الفنية. وأضافوا أن دوي انفجارات عنيفة هز المدينة، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من الموقع. واستهدفت غارة أخرى منزل وزير الدفاع الأسبق، عبدالملك السياني في حي الصافية. حيث أكد مصدر عسكري مطلع إصابة السياني إثر الغارة الجوية. وأضاف المصدر أن سبب استهداف المنزل يعود إلى أن مسؤول الحوثيين على منطقة سنحان كلها، كان أغلب الأوقات يقيم في منزل السياني، وكان يدير كل عمليات وتحركات المتمردين الميدانية والعسكرية من المنزل ذاته، منذ أول يوم لدخول الحوثيين العاصمة صنعاء". لكن المصدر ذاته أكد عدم وجوده داخل المنزل أثناء القصف. ويعد السياني من القيادات العسكرية الكبيرة الموالية والداعمة للحوثيين وأحد القادة الذين أعلنوا انضمامهم لثورة 2011. وكان طيران التحالف قد استهدف أمس معسكر الغوش التابع للدفاع الجوي في منطقة ضلاع همدان ومنطقة المحجر في وادي ظهر، وهي مواقع يسيطر عليها الحوثيون وقوات موالية لصالح. مقتل عشرات الانقلابيين وفي عدن، كثفت طائرات التحالف غاراتها أمس على مواقع تجمع ميليشيات الحوثي في منطقة بئر أحمد، ما أوقع أكثر من 23 قتيلا في صفوف الانقلابيين. وقال شهود عيان إن حريقا نشب من موقع غارة جوية نفذها طيران التحالف بالقرب من مدينة رأس عمران غرب مدينة عدن. وأضافوا أن ألسنة اللهب تصاعدت عقب وقوع الغارة في وقت متأخر من مساء أمس. ووقعت الغارة في منطقة تخضع لسيطرة الحوثيين وصالح، حيث استهدفت تجمع هذه القوات. وجاءت عملية القصف هذه عقب ساعات من قيام القوات الموالية للمتمردين وصالح بقصف مساكن الأهالي بصلاح الدين القريبة من عمران. وكذلك استهدفت الغارات منطقة بئر أحمد، من بينها مزارع لبعض المسؤولين الموالين لصالح، كانت تختبئ فيها الميليشيات. وقصفت الطائرات كذلك مقرا كان يستخدم كمخزن للأسلحة في المدينة الخضراء شمال عدن، واستهداف عتاد قرب المدخل الشرقي لعدن. كما شهدت مدينة حرض بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية طلعات جوية لطائرات التحالف، التي شنت غارات عدة على تجمعات المليشيات الإرهابية. واستهدف القصف كذلك تجمعاتهم في صعدة، والجوف، وتعز. وفي محافظة صعدة، معقل الحوثيين، شنت طائرات التحالف كثيرا من الغارات ضد أهداف في منطقة بني بحر في مديرية ساقين، كما استهدف بنحو أربع غارات مديرية شدا، وغارتين في مديرية غَمر، وغارات أخرى استهدفت منطقة وادي صبر في مديرية سحار، بالإضافة إلى غارات ضد موقع اللواء 131 الذي يسيطر عليه المتمردون، في مديرية كِتَاف. استعدادات حدودية وتفيد الأنباء أن المناطق الحدودية الشمالية الغربية بين اليمن والسعودية تشهد قصفا مدفعيا وصاروخيا من القوات البرية السعودية. وتأتي هذه التطورات بعد أن عززت المملكة قواتها في الأيام الماضية بمنطقة جازان الحدودية مع محافظتي صعدة وحجة من جهة اليمن، وتتعرض المناطق الحدودية من الجانب السعودي لمقذوفات بصورة شبه يومية من جانب المتمردين، إلا أنها تتسم بالعشوائية، حيث تسقط غالبية المقذوفات في مناطق غير مأهولة بالسكان. وفي مأرب وسط اليمن، جدد التحالف مساء أمس شن غاراته العنيفة ضد مواقع للحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح جنوب وغرب المدينة. وعلى صعيد المواجهات الميدانية بين مقاتلي المقاومة الشعبية وميليشيات التمرد، أكدت مصادر في المقاومة الشعبية أن الثوار سيطروا على مواقع جديدة في جبهة الجفينة جنوب غرب محافظة مأرب، بعد معارك عنيفة مع المسلحين وقوات صالح وبعد الضربات الجوية التي شنتها طائرات التحالف على مواقع هذه القوات. كما تدور معارك عنيفة على مداخل منطقة المخدرة التابعة أيضا لمحافظة مأرب بين المقاومة ومسلحي الحوثي سقط أثناءها قتلى من الطرفين. وتعد المخدرة منطقة استراتيجية وتسعى المقاومة إلى بسط سيطرتها عليها لقطع اﻹمدادات القادمة من مناطق خولان في محافظة صنعاء. صمود المقاومة كما سقط 11 قتيلا وعدد من الجرحى في صفوف ميليشيات الحوثي والمخلوع في هجوم شنه رجال المقاومة الشعبية على مواقع متفرقة للميليشيات بجبهة الجفينة غربي مأرب صباح أمس. وقال مصدر في المقاومة الشعبية إنه تم تحرير مواقع مختلفة بالجفينة كانت تحت قبضة الانقلابيين؛ فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة. وكان طيران التحالف شن غارتين جويتين على مواقع ميليشيات الحوثي والمخلوع فجر أمس في منطقة الجفينة جبهة صرواح غرب مدينة مأرب. وفي عدن، أكدت المقاومة أنها سيطرت على مواقع جديدة في جبهة العريش شمال عدن بعد معارك ضارية مع الإرهابيين أسفرت عن مقتل وأسر عدد منهم. وقالت المقاومة في عدن إن المعارك أسفرت عن مقتل اثنين من أفرادها، مقابل 33 من ميليشيات التمرد، إضافة إلى تكبيد الجماعة خسائر كبيرة في العتاد. وأضافت المصادر أن مجموعات من مسلحي الحوثي والقوات الموالية لصالح فرت باتجاه مزارع بير فضل، وأن المقاومة وطائرات التحالف تطارد هذه المجموعات. وقالت مصادر إن المقاومة صدت هجوما عنيفا لميليشيات التمرد، يتكرر بشكل يومي، من ناحية بئر أحمد، في سبيل الوصول إلى مدينة الشعب غرب عدن، وسط مقاومة شديدة ومعارك هي الأعنف، مؤكدة أن "المقاومة تمكنت من تدمير عدد من الآليات للميليشيات. وكانت قيادة مجلس المقاومة، قد أكدت أن عناصرها يواجهون ميليشيات بأسلحة متطورة، وقد تمكنوا من صد محاولات توغلهم شمال غرب عدن. وفي محافظة لحج، تشهد منطقة المسيمير مواجهات عنيفة بين المقاومة ومليشيات الانقلابيين. وأضافت المصادر أن المقاومة حققت تقدما كبيرا وتمكنت من طرد المليشيات من بعض المواقع، مشيرة إلى أن الميليشيات تحاول استعادة السيطرة بقصف المنطقة بشكل كبير وعشوائي. قصف المدنيين أما في تعز، فقد قتل 18 من مسلحي الحوثي وقوات صالح أثناء محاولتهم اقتحام منطقة الجندية بمديرية التعزية شرق مدينة تعز، وقد تصدى أبناء المنطقة للمهاجمين وأجبروهم على التراجع. كما هاجم رجال المقاومة في مديرية مقبنة رتلا عسكريا كان متجها إلى مدينة تعز ضمن التعزيزات العسكرية للمتمردين، بينما واصل الانقلابيون قصفهم المدفعي للأحياء السكنية. وأكدت مصادر طبية مقتل عشرة مدنيين وإصابة نحو 90 آخرين في اليومين الماضيين. وعلى صعيد محافظة البيضاء، وسط اليمن، فقد سيطرت المقاومة الشعبية فجر أمس على مواقع للحوثيين في الظهرة والشقيق بقيفة، كما أحرقت عربة عسكرية في نجر بين خبزة وحمة صرار. وكانت مصادر قبلية أفادت في وقت سابق باندلاع مواجهات عنيفة فجر أمس بين الإرهابيين وعناصر المقاومة الشعبية في مدينة رداع. وفي محافظة الضالع، تتواصل جهود رجال المقاومة الشعبية التي أسفرت فجر أمس عن مقتل عدد من عناصر المليشيات المتمردة، بينهم القيادي الحوثي زكريا عسكر، وذلك في منطقة تلة صلاح شمال محافظة الضالع. وكانت المقاومة الشعبية قد تمكنت من طرد المتمردين خارج المدينة، بعد أن قتلت أعدادا كبيرة منهم، وأرغمت آخرين على تسليم أنفسهم. .. ومنظمات دولية تعلن عدن وتعز منطقتين منكوبتين إزاء الوضع الإنساني في عدن، ناشد ائتلاف الإغاثة المجتمع الدولي والدول الشقيقة لليمن إرسال مساعدات عاجلة إليها وإلى المدن المجاورة لها بسبب تردي الأوضاع المعيشية للمدنيين جراء النقص الحاد في الغذاء والأدوية. وحذر من كارثة صحية ستصيب المدينة جراء انتشار الأوبئة وحمى الضنك، حيث وصل عدد الإصابات بالمرض إلى نحو أربعة آلاف شخص، توفي منهم أكثر من 100 حالة، وأكد الائتلاف أن الوضع الإنساني يتفاقم بشكل ملحوظ، بسبب انخفاض المخزون الاستراتيجي الغذائي نتيجة عدم دخول بواخر للميناء منذ أكثر من 90 يوما. وحذر رئيس الائتلاف القاضي فهيم الحضرمي من خطورة الأوضاع التي تشهدها المدينة. في سياق متصل، أعلنت 50 منظمة إغاثية أن محافظة تعز باتت منطقة منكوبة، من جرّاء استمرار المعارك بين المقاومة العشبية والانقلابيين الحوثيين وحالة النزوح وانعدام المواد الغذائية. ووجهت المنظمات نداء استغاثة لمساعدة سكان المحافظة، واتهمت ميليشيا الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح بفرضِ حصار خانق عليها. وكشف ائتلاف "عدن" للإغاثة الشعبية أن إجمالي عدد النازحين من المدينة جراء حرب ميليشيات الحوثي وصالح وصل إلى نحو 700 ألف نازح، مشيرا إلى تسجيل نحو 113 حالة وفاة، بسبب حمى الضنْك والملاريا في ظل نقص الدواء والأمصال. وكانت قوات المتمردين الحوثيين وفلول صالح قد فرضت حصارا متواصلا على كافة مداخل مدينتي عدن وتعز، ومنعت دخول أي مواد إغاثية لهما، كما لم تستفد المدينتان من فترة الهدنة التي استمرت خمسة أيام، بعد أن أقرتها المملكة والتزمت بها قوات التحالف، مقابل انتهاكات متكررة من جانب الحوثيين. وتهدف قوى التمرد من حصارها للمدينتين إلى إرغام أهلهما على الاستسلام. كما أقدمت ميليشيات التمرد على قصف سفينة إغاثة كانت تحمل مئات الأطنان من المواد الإغاثية والطبية ومشتقات البترول، كانت في طريقها للرسو في ميناء عدن، لكن القصف العنيف أرغمها على التراجع والعودة من جديد إلى جيبوتي.
مشاركة :