«كامكو إنفست»: ضربة مزدوجة لأساسيات سوق النفط

  • 3/16/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لفت تقرير لشركة كامكو إنفست إلى تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها المسجلة منذ 2015، بعد أن شهدت أكبر خسائر يومية منذ حرب الخليج في 1991 في أعقاب فشل منظمة أوبك وحلفائها «أوبك+» في التوصل إلى اتفاق لتعميق خفض حصص الإنتاج استجابة لضعف اتجاهات الطلب.وأوضح التقرير أن الأحداث الحالية في سوق النفط بمثابة ضربة مزدوجة للمقومات الأساسية للسوق، حيث يعزى تراجع الأسعار هذه المرة لانخفاض مستويات الطلب إضافة إلى زيادة الإنتاج، ما كان سيؤدي تحت ظروف أخرى إلى زيادة الطلب على النفط، مشيراً إلى أن تباطؤ الطلب على النفط جاء على خلفية التفشي السريع لفيروس كورونا خارج الصين، والذي أثار استجابة عالمية لاحتواء الوضع، وتمثلت غالبية تلك الإجراءات في فرض القيود على السفر وتقييد حركة السلع والخدمات، في حين ركزت بعض الخطوات الأخرى على توفير المحفزات اللازمة لإحداث انتعاش موقت في أسعار النفط الخام.وبين أن إنتاج «أوبك» من النفط شهد تراجعاً حاداً خلال فبراير الماضي، ليصل إلى أدنى مستوياته المسجلة منذ 10 أعوام على خلفية الهبوط الذي مُني به الإنتاج في ليبيا، والذي قابله جزئياً ارتفاع الإنتاج بصفة رئيسية من قبل العراق ونيجيريا، منوهاً إلى أنه وفقاً للبيانات الصادرة عن وكالة بلومبرج، بلغ الإنتاج 27.9 مليون برميل يومياً في فبراير، بانخفاض 480 ألف برميل يومياً عن الشهر السابق، وقدرت مصادر «أوبك» الثانوية أن يكون التراجع أكثر حدة بحيث يصل إلى 546 ألف برميل يومياً ليصل بذلك متوسط الإنتاج إلى 27.8 مليون يومياً خلال الشهر.وأشار إلى أنه في ضوء الحقائق الجديدة التي تواجه سوق النفط، خفّضت «أوبك» في تقريرها الشهري الأخير توقعات الطلب على النفط في 2020 بـ920 ألف برميل يومياً، إذ تتوقع حالياً أن يرتفع الطلب 60 ألف برميل يومياً فقط مقارنة بـ2019، كما رجّحت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد 2020 أول انخفاض سنوي في الطلب على النفط منذ الأزمة المالية العالمية في 2009، مخفضة توقعاتها للطلب 1.1 مليون برميل يومياً. أما إدارة معلومات الطاقة الأميركية فكانت الأكثر تفاؤلاً بخصوص توقعات الطلب في ظل توقعها تسجيل نمو بواقع 0.37 مليون برميل يومياً في 2020.وتابعت «كامكو إنفست» أنه من جهة العرض، تتطلع السعودية إلى رفع إنتاج النفط إلى أكثر من 12 مليون برميل يومياً، وأعلنت الإمارات عن اتخاذ خطوة مماثلة، حيث صرحت أنها في وضع يمكنها من زيادة الإنتاج إلى 4 ملايين برميل يومياً في أبريل 2020، أما بالنسبة للطاقة الإنتاجية، فإن السعودية تعمل على تسريع طاقتها الانتاجية من 12 إلى 13 مليون برميل يومياً، كما قد تزيد روسيا إنتاجها 0.5 مليون برميل يومياً وفقاً لبيانات الإنتاج الخاصة بشهر فبراير، ولدى «أوبك» طاقة احتياطية تبلغ 6.1 مليون برميل يومياً في كل من السعودية والكويت والإمارات بما يمثل 42 في المئة من تلك الكمية وفقاً لطاقتها الإنتاجية الحالية.وتوقع التقرير أن تتعافى أسعار النفط من أدنى مستوياتها المسجلة في مارس 2020 في إطار موجتين، تحدث الموجة الأولى عند توافر دليل أولي على تجديد اتفاقية حصص إنتاج النفط بين «أوبك» وحلفائها، خاصة السعودية وروسياـ في حين ستأتي الموجة الثانية من مكاسب أسعار النفط من خلال الإشارة المبكرة على انتعاش التجارة العالمية وغيرها من البيانات الاقتصادية كثيرة التكرار عندما يبدأ تأثير فيروس كورونا في التلاشي. عرض النفطوأفاد التقرير بأنه وفقاً للبيانات الأولية، تراجع المعروض العالمي للنفط 0.29 مليون برميل يومياً على أساس شهري في فبراير 2020 ليصل في المتوسط إلى 99.75 مليون برميل يومياً، أما بالنسبة لعام 2019 بأكمله، فتم مرة أخرى تعديل توقعات المعروض النفطي من خارج منظمة «أوبك» ورفعها 91 ألف برميل يومياً أي بمعدل نمو 1.99 مليون برميل ليصل إجمالي المعروض النفطي المتوقع إلى 64.97 مليون برميل يومياً.وأوضح أن تلك المراجعة تعكس بصفة رئيسية رفع التوقعات الخاصة بإنتاج الوقود الحيوي في الدول النامية ليصل إلى 67 ألف برميل يومياً، إضافة إلى ارتفاع التوقعات الخاصة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أكثر مما كان متوقعاً بمقدار 32 ألف برميل يومياً، كان معظمها في الأغلب خلال الربع الرابع من 2019، مشيراً إلى أن تلك الزيادات قابلها خفض جزئي لإنتاج الصين الخاص بتحويل الفحم إلى وقود سائل بالإضافة إلى خفض توقعات المعروض النفطي لكل من المملكة المتحدة وأستراليا.وتابع التقرير «أما بالنسبة لـ2020، فتمت مراجعة توقعات نمو العرض وخفضها 0.49 مليون برميل يومياً مع توقع أن يسجل نمواً بواقع 1.76 مليون برميل يومياً ليصل في المتوسط إلى 66.74 مليون يومياً خلال العام، كما تمت مراجعة توقعات المعروض النفطي للولايات المتحدة وخفضها 0.36 مليون برميل يومياً، أي بنمو يصل إلى 0.9 مليون»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أعلنت عن خفض إنتاجها خلال ديسمبر 2019، وتظهر التقديرات خفضاً إضافياً بـ80 ألف برميل يومياً لكل من شهري يناير وفبراير 2020، إلا أنه من المتوقع أن يشهد الإنتاج انتعاشاً موسمياً في مارس وأبريل. جانب مشرق لانهيار الأسعار ذكر تقرير «كامكو إنفست» أن انهيار أسعار النفط كان له جانب مشرق للدول المستهلكة للنفط وعدد من القطاعات التي قد تساهم في تعزيز الأسعار على المدى القريب، فوفقًا للتقارير، بعد أن خفضت السعودية سعر البيع الرسمي ارتفع الطلب 50 في المئة تقريبا من قبل بعض كبار المستهلكين، كما شهدت شحنات النفط عبر خطوط الأنابيب إلى ساحل الخليج الأميركي ارتفاعاً حاداً، أما بالنسبة للمستهلكين الأوروبيين، زادت مخصصات النفط السعودي مرات عديدة، ووفقاً لتقارير وكالة بلومبرج، ارتفعت تكلفة استئجار ناقلات النفط من الشرق الأوسط إلى الصين 6 أضعاف على خلفية ارتفاع الطلب.وأوضح التقرير أنه على صعيد استهلاك القطاعات المختلفة، انعكس تراجع أسعار النفط إيجابياً على قطاع المزارعين الأميركيين، حيث استفاد مزارعو الذرة وفول الصويا في منطقة وسط غرب الولايات المتحدة من هذا التراجع بما أدى إلى زيادة الطلب على الديزل الرخيص، تحضيراً لموسم الزراعة لمحاصيل الربيع، مضيفاً أنه يمكن رؤية الاندفاع في الأسواق الفورية في ظل قيام المزارعين بملء خزانات الوقود، إضافة إلى تثبيت الأسعار للعقود المستقبلية، كما استفادت أيضاً شركات التعدين من تراجع أسعار النفط نظراً لأن الوقود من أهم العناصر الرئيسية للتكاليف التشغيلية لتلك الشركات.

مشاركة :