قفزت أسعار النفط خلال تعاملات أمس، لكنها تكبدت ثالث خسارة أسبوعية على التوالي بعد تراجعات حادة بفعل مخاوف من التأثير الاقتصادي لرفع أسعار الفائدة وتباطؤ الطلب الصيني. وبحلول الساعة 13:36 بتوقيت جرينتش، ارتفع خام برنت 2.61 دولار، أو 3.6 في المائة، إلى 75.11 دولار للبرميل، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.70 دولار، أو 3.9 في المائة، إلى 71.26 دولار للبرميل بعد تسجيل خسائر على مدى أربعة أيام متتالية دفعت العقد للهبوط إلى أدنى مستوياته منذ أواخر 2021. وأنهى خام برنت الأسبوع منخفضا نحو 5.5 في المائة، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط تراجعا نسبته 7 في المائة. وقال جون رونج يب، محلل السوق في آي.جي، في سنغافورة "لقد كانت ضربة مزدوجة لأسعار النفط"، مشيرا إلى أن "تجدد الأزمات المصرفية الأمريكية أثار مخاوف من انتشارها وتزايد الحديث عن ركود، في حين أدى الانكماش المفاجئ في أنشطة الصناعات التحويلية في الصين إلى انحسار التفاؤل حيال آفاق الطلب على النفط". واستمرت المخاوف من الأزمة المصرفية في الولايات المتحدة بعد إعلان بنك باك ويست بانكورب اعتزامه بحث الخيارات الاستراتيجية وسط أزمة تعصف به. وفي الصين، انكمش نشاط المصانع بشكل غير متوقع في نيسان (أبريل) مع انخفاض الطلبيات وتراجع الطلب المحلي. ومع ذلك، قال كلفن وونج، كبير محللي السوق في أواندا في سنغافورة "إن الأسعار تلقت بعض الدعم من توقعات خفض الإمداد المحتمل في اجتماع (أوبك +) المقبل في يونيو". إلى ذلك، قالت ثلاثة مصادر تجارية أمس، "إن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) أبلغت ثلاثة مشترين آسيويين على الأقل بأنها ستمدهم بكامل الكميات المتعاقد عليها من الخام في يوليو دون تغيير عن الشهر السابق". وذكرت المصادر أن "أدنوك" أبلغت المشترين بعقود محددة المدة أنها ستخفض أحجام الخام 5 في المائة في مايو، الأمر الذي يعكس التخفيضات الإضافية التي أعلنتها مجموعة "أوبك +" لمنتجي النفط في الشهر الماضي. وتعتزم "أوبك +" خفض الإنتاج 1.16 مليون برميل يوميا بدءا من مايو حتى نهاية العام. وقال أحد المصادر "قد نشهد تحميلا أقل من (أدنوك) بدءا من مايو وما يليه". وتعاني المصافي الآسيوية ركود هوامش التكرير بسبب زيادة المعروض من المنتجات المكررة. وقد يدفع خفض أقل لسعر البيع الرسمي بعض المصافي إلى تقليص المشتريات أو حتى خفض العمليات هذا الشهر. وقال متعامل يعمل انطلاقا من سنغافورة "مايو شهر حاسم لشركات التكرير الآسيوية، إذ يكافح بعضها بالفعل للوصول إلى نقطة التعادل في ميزانيتها العمومية. إذا لم يتحسن الوضع قريبا، فستعدل معدلات التشغيل". وقال متعامل آخر في قطاع النفط "تخفيضات الأسعار الكبيرة للخامات الأثقل غير متوقعة، لكنها تجعل أسعار البيع الرسمية قريبة من أسعار السوق الفورية". وبالنسبة إلى المناطق الأخرى، حددت سعرها الرسمي للخام العربي الخفيف لشمال غرب أوروبا بعلاوة 2.10 دولار للبرميل فوق أسعار خام برنت في يونيو، بارتفاع 1.10 دولار للبرميل. وفي الوقت نفسه، خفضت سعر البيع الرسمي للولايات المتحدة 50 سنتا عن الشهر الماضي عند 6.25 دولار مقابل مؤشر خام أرجوس عالي الكبريت لشهر يونيو. وتنبأ "ستاندرد تشارترد" بأن تخفيضات "أوبك +" ستقضي في النهاية على الفائض الذي تراكم في أسواق النفط العالمية، وستعيد التوازن بين العرض والطلب في القطاع. وتتفق ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة أفريكان إنجنيرينج الدولية مع أن أسعار النفط الخام استمرت في الانخفاض بعد أن أعلنت إدارة معلومات الطاقة سحبا أسبوعيا آخر لمخزونات النفط الخام وذلك بعد يوم من تقدير معهد البترول الأمريكي أن المخزونات تقلصت بنحو أربعة ملايين برميل في الأسبوع الماضي. وأشارت إلى أنه يبدو أن القلق بشأن الاقتصاد الأمريكي هو المزاج السائد حاليا في سوق النفط الخام وهناك دلائل على أن الطلب على البنزين قد يكون في طريقه إلى الانخفاض على الرغم من اقتراب موسم القيادة، منوهة بأن هذا يؤثر بشكل طبيعي في أسعار النفط الخام. من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 73.75 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 78.55 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس "إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق ثاني انخفاض حاد على التوالي، وإن السلة خسرت نحو ثمانية دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 81.12 دولار للبرميل".
مشاركة :