تحل اليوم الاثنين ذكرى وفاة مؤسس علم الاجتماع المؤرخ التونسي الكبير عبدالرحمن بن محمد بن خلدون أبو زيد، الذي اشتهر بـ" ابن خلدون"، الذي يعد من أشهر الشخصيات التاريخية العلمية.يعتبر ابن خلدون من أبرز المفكرين والمؤرخين العرب المسلمين، عمل بالقاهرة عندما ولاه الظاهر برقوق قضاء المالكية، وألف كتابه الشهير بـ "المقدمة" والذي سماه" العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" .و"مقدمة ابن خلدون " كتاب ضخم وموسوعي يتناول فيه أحوال البشر وأطوار الممالك والأمم التي تمر بها وأسباب نشوئها وتدهورها، نالت تقدير الكثير من علماء الشرق والغرب حتى اعتبروه مؤسس علم الاجتماع قبل إجوست كونت.ويمثل التاريخ عند ابن خلدون خبرًا عن الاجتماع الإنساني، وغرضه التعليل والنظر، وكان تناوله للتاريخ تناولا متنوعا فكان موضوع التاريخ هو الإنسان والماضي متمثلا في القرون الأولى مع مراعاة التقلبات وتعليل أسباب حدوث الأحداث واكتشاف فلسفتها، فالتاريخ كما قال ابن خلدون "في ظاهره لا يزيد عن أخبار عن الأيام والدول، وفي باطنه نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات دقيق، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق، يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم والملوك في دولهم وسياستهم".وتعرض ابن خلدون لكتب الكبار الذين سبقوه من كتاب التاريخ وشتى العلوم فبدأ بنقدهم وتمحيص أخبارهم على غير العادة، فقد كان كثير من العلماء يميل إلى تصديق أخبارهم واعتبار مصنفاتهم أفضل ما كتب، ولقد نصح ابن خلدون الباحثين والكتاب من بعده قائلا في مقدمته: لا تثقن بما يلقى إليك من ذلك وتـأمل الأخبار وأعرضها على القوانين الصحيحة يقع لك تمحيصها بأحسن وجه".
مشاركة :