«تجمع الوحدة الوطنية» الفارس البحريني النبيل

  • 3/11/2020
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المتابع للتجمعات السياسية والاجتماعية المعاصرة في الوطن العربي على مختلف مسمياتها «حركات، أحزاب، جمعيات، وغيرها» يجد أن كثيرا منها ينشط في أوقات الرخاء السياسي والأمني والاجتماعي، ويتعاظم نشاطه وتدب فيه الحيوية قبيل الانتخابات النيابية، إلا أنه ينكمش على نفسه حينما تشتد التحديات، ويتراجع عن كثير من شعاراته وثوابته حينما يجد أن الريح تخالفها حقا أو باطلا، وتلوذ قيادته على أحسن تقدير بعشيرتها أو طائفتها أو أعضائها المقربين أو ما يسمى بالنخبة من أعضائها، متخلية عن طبولها وإعلامها وبياناتها الرنانة وقت الرخاء ووعودها الوردية للجماهير. لو نعكس ذلك على مملكة البحرين لنلاحظ أين موقع تجمع الوحدة الوطنية من هذه الظاهرة، سيما وأن التجمع يستعد لعقد مؤتمره الخامس في الرابع من شهر أبريل القادم، وأعلنت هيئته المركزية عن فتح باب الترشيح لعضويتها منذ الأول من مارس الجاري. نذكِّر بدءا شعب البحرين الكريم «والذكرى تنفع المؤمنين» أن تجمع الوحدة الوطنية وُلد من رحم تجمع الفاتح وكانت قيادته وأعضاؤه المكوِّن والمحرك الرئيسي لذلك التجمع الذي أعاد إلى شعب البحرين هيبته، وعزز مكانته الوطنية والإقليمية والدولية، لا بل أعاد إلى تاريخ البحرين وهويته الوطنية رسوخها، بعد أن حاول قصيرو النظر وعملاء الأجنبي سلخ البحرين عن هويتها الوطنية الموحدة، لينادوا بهويات طائفية ونزعات تجزيئية، وشعارات يأنف الآباء والأجداد سماعها وهم في عليين. سيما وأن المتآمرين وهم يلهثون لتحقيق أهدافهم لا يعرفون محرمات، ولا يقيمون وزنا لقيم وأعراف، ولا ينظرون لما يمكن أن يخسره الوطن، ولا الضياع الذي قد يلحق بأجيالنا الحاضرة والقادمة جراء تصرفاتهم وسياساتهم الهوجاء. وعلى الرغم من أن مؤامرتهم كانت حلقة في إطار سلسلة من المؤامرات والأزمات التي تعرضت لها المملكة خلال تأريخها الحديث، إلا أنها اتسمت عن ما سبقها بدقة التخطيط وتشابك الحلقات وتوزيع الأدوار وعمق التحدي وتناغم وتكامل القوى المخططة والممولة والمحركة والمنفذة لها داخليا وخارجيا، فتمكنوا من إرهاب جمعيات وأشخاص وحتى موظفين في الدولة بما سُخر لهم من دعم إعلامي وسياسي خارجي قل نظيره، واهتزت فرائص البعض وانزوى قسم من المواطنين، ولاذ آخرون خلف الصمت المطبق، لكن رجال الفاتح فرسان البحرين، قالوا نعم للمنازلة، إنها منازلة يعلو فيها الحق على الباطل، قالو نحن شعب البحرين الواحدة الموحدة بكل أطيافها الكريمة ومكوناتها الإثنية المتآخية عبر التاريخ، والمتمسكة ببيعتها وولائها لقيادتها الخليفية الحكيمة، لا نتراجع عن بيعتنا، ولا نتراجع عن وحدة شعبنا، فهي ثروتنا الحقيقية وهي أعز ما نملك، هي وجودنا، وغيره محط نقاش، سواء كانت سياسات أو مطالب، فنحن لنا مطالب، ولنا انشغالات، لكنها تذوب حينما يصبح الخيار بين تمزيق الوطن وضياعه أم تحقيقها إن صدقوا! وإنهم لن يصدقوا، فالمطالب لا تتحقق بتمزيق الأوطان وضياع السيادة وتفشي الإرهاب وغياب الأمن والأمان والتبعية للأجنبي والخضوع لأبواق الفتنة ومصدري فتاوى الكراهية سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها. لقد كانت رؤية رجال الفاتح بعيدة، وفراستهم تخترق معادن المتآمرين، فتكشف عن بواطن نياتهم وتسفه شعاراتهم، وتدحض ادعاءاتهم، وتقوي قلوب الخائفين من شعاراتهم، وتثبت أقدام المترددين من المنازلة معهم، وتعيد الوعي إلى من فقد وعيه سواء كان مواطنا أو مراقبا، فردا أو منظمة إقليمية أو دولية، وكانت دعوة أهل الفاتح إلى الشعب بكل أطيافه واضحة، أن يقفوا وِقفة رجل واحد خلف قيادة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وخلف المشروعية التاريخية والدستورية للأسرة الخليفية المباركة، ليأمنوا الحاضر ويضمنوا المستقبل، فقد كان ذلك صمام الأمان لشعب البحرين عبر القرون الماضية، وينبغي أن يبقى في الحاضر والمستقبل، أو يفقدوا الوطن، ويقامروا بالمستقبل. لا بل تمكَّن رجال الفاتح من تصحيح الموازنة السياسية الخارجية لصالح وحدة البحرين واستقرار أمنها ونظامها بعد أن أوهم المتآمرين والعديد من المنظمات الحقوقية والسياسية الدولية بمرئياتهم الزائفة وتشويه الوقائع لصالح تلك المرئيات، فكانت وفود تجمع الوحدة الوطنية تجوب البلدان والمنظمات الدولية لتظهر صورة الوطن التي حاول المتآمرون تشويهها، عبر نقل الحقائق للرأي العام العالمي وكسب وتعزيز مواقف المنظمات والأحزاب العربية والدولية الداعمة للمملكة ورفض كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية وقضاياها السيادية سيما وأن التجمع مدرك تمام الإدراك تشابك الخيوط الخارجية والإقليمية والمحلية المخططة والمنفذة والممولة للمؤامرة. وبعد عودة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن العزيز واصلت جمعية تجمع الوحدة الوطنية مسيرتها الداعمة لقيادة البلاد الحكيمة في ترصين وتحديث البناء الديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي للبلاد من خلال رصد وتحليل السياسات الاقتصادية والمالية والتعليمية والصحية وإبداء الملاحظات وتقديم المقترحات البناءة لتعزيز كل ما يخدم الوطن والمواطنين حاضرا ومستقبلا، ورفض، واقتراح تعديل أو تصحيح البرامج والقرارات التي يمكن أن ينتج عنها تداعيات سلبية على بعض القطاعات الاجتماعية أو التنموية، بحيث كانت ولم تزل تقيم ندوات وورش عمل دورية متواصلة ترفع نتائج تحليلاتها ودراساتها وتوصياتها إلى قيادة البلاد الحكيمة مركزة على انشغالات المرأة والشباب والتشغيل والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى تفاعلها مع الأحداث والمستجدات على الساحة الوطنية والإقليمية والدولية، متبنية وداعمة قضايا التكامل والوحدة الخليجية، وتعزيز وتطوير العلاقات البينية العربية، والانفتاح على العالم من موقع متكافئ، والإيمان بعدالة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية العربية، ولم تحصر نشاطاتها الوطنية قبيل الانتخابات النيابية والبلدية وكأنها الهدف الأسمى لها كما هو حال البعض، بل إنها وهي تخوض الانتخابات النيابية والبلدية اتسم خطابها بالاعتدال والمصداقية فلم تضع القمر بيد الناخب والشمس بيده الأخرى، إنما كان مرشحوها يعلنون أنهم يسعون إلى بذل أقصى جهودهم للتعاون مع زملائهم الآخرين في مجلس النواب والمجلس البلدي لدعم كل ما يخدم الوطن والمواطن دون تردد، ولا مزايدات على الغير، فالوصول إلى المجلسين ليس غاية في حد ذاته، بل هي إحدى الوسائل التي تيسر تحقيق قسم من أهدافها الوطنية. تحية لتجمع الوحدة الوطنية ولرئيسه الفذ الشيخ الدكتور عبداللطيف المحمود، وهو على أبواب عقد مؤتمره الخامس، وتحية لأعضاء تجمع الوحدة الوطنية من رجالات الفاتح فرسان البحرين النبلاء سواء الذين مازالوا يمتطون صهوة جواد التجمع أو الذين غادروا المسؤولية المباشرة لينعموا باستراحة المحارب، لكنهم سيوف في أغمادها وجنود احتياط لن يبخلوا بأنفسهم حينما يتطلب الموقف الوطني، والجود بالنفس أقصى غاية الجود. ونقول للمؤتمرين من رجال ونساء وشباب تجمع الوحدة الوطنية واصلوا مسيرتكم على بركة الله فأنتم الأعلون، ماضيكم وضاء وحاضركم مشرق ومستقبلكم أكثر نورا، وجمعيتكم باقية لأنها ما نشأت لمصلحة شخصية، وما مثلت فئة طائفية أو إثنية أو شريحة مجتمعية بعينها، وما اشترت الأصوات لتضمن من يصوِّت لمرشحيها، ويكفيها فخرا رضا الله العزيز الحليم لصدق نواياها، ورضا قيادة البلاد الحكيمة وثقتها بها، وشهادة التاريخ على مواقفها وتضحيات رجالها، وإدراك الشعب الذي لولا عون الله جل في علاه وحكمة القيادة وفزعة أهل الفاتح لأصبح حاله كحال شعوبنا العربية في العراق واليمن وليبيا وسوريا ولبنان وغيرها من البلاد العربية التي أحرقها الخريف العربي ونار الطائفية والفئوية. ولتحيا البحرين خليفية خليجية عربية مسلمة.‭{‬ أكاديمي وخبير اقتصادي

مشاركة :