شكك كثير من الخبراء في إمكان إجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في فرنسا، في موعدها 22 مارس/آذار، في ظل عزوف نسبة كبيرة من الناخبين عن المشاركة في الجولة الأولى التي عقدت أول أمس الأحد، وسط مخاوف من تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد. وبدا أنّ المضيّ قدماً بإجراء الانتخابات التي دعي إليها نحو 47,7 مليون ناخب لاختيار رؤساء بلدياتهم ومجالسهم البلدية أمر غير واقعيّ، في أعقاب قرار السلطات وقف الحركة في البلاد على نحو واسع، فيما طغت الأزمة الصحية تماماً على الاقتراع. وقدّر مركزا استطلاع نسبة العزوف عن المشاركة بين 54 و56%، علما أن نسبة العزوف في الانتخابات البلدية الأخيرة التي أجريت في عام 2014 بلغت 36,45 في المئة. ومساء الأحد قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب إن نسبة العزوف «تشكل دليلاً على تزايد القلق لدى المواطنين». وقال إنه ستجري استشارة خبراء ومسؤولي الأحزاب مطلع الأسبوع لاتخاذ قرار بشأن إجراء الجولة الثانية من عدمه. وطالب مسؤولو حزب الخضر وأحزاب اليمين المتطرف واليسار المتشدد واليمين بإرجاء الجولة الثانية من الانتخابات. واعتبر أستاذ القانون الدستوري ديدييه موس أنّ إرجاء موعد الجولة الثانية من شأنه إلغاء نتائج الجولة الأولى. من الواضح أنّ الناخبين لم يستجيبوا لدعوة الرئيس إيمانويل ماكرون الذي شدد على أهمية التصويت «في هذه الأوقات» إثر اقتراعه الأحد في مدينة توكيه (شمال). وبدأت أولى التقديرات بالظهور مساء الأحد. في باريس، التي شهدت حملة محمومة جداً حيث تتصدر رئيسة البلدية المنتهية ولايتها الاشتراكية آن هيدالجو بفارق كبير على رشيدة داتي وهي محافظة. وطبقا للاستطلاع الذي أجرته شركة إبسوس حصلت هيدالجو على 30 في المئة من الأصوات مقابل 22 في المئة لداتي و17.7 في المئة للمرشحة أنييز بوزن من حزب (الجمهورية إلى الأمام) الذي يتزعمه ماكرون. وجرى تعقيم مقابض الأبواب والطاولات وغرف العزل قبل بدء التصويت، كما اتخذت إجراءات لتفادي تشكل صفوف انتظار واحترام مسافة الأمان بين الأشخاص. وأوصت وزارة الداخلية الناخبين بإحضار أقلامهم الخاصة للتوقيع في لوائح القيد، واحترم الناخبون ذلك على نطاق واسع. وعلاوة على انخفاض الإقبال، سرت خشية في عدد من مراكز الاقتراع من عدم توافر متطوعين لأعمال فرز الأصوات،لأن الكثيرين يخافون ملامسة البطاقات. (أ.ف.ب،رويترز)
مشاركة :