كتبت - هناء صالح الترك: أكّد عددٌ من الأساتذة الأكاديميين والطلاب بجامعة قطر، على وجود بعض المعوقات التقنية التي تواجه تجربة التعليم عن بُعد، كالضغط الكبير الذي يبطئ عمل الخادم «السيرفر» بين الفينة والأخرى، في الجامعة وفي البيوت عند بعض الطلبة، وما نتج عن ذلك من توقف بث الفيديو التعليمي، أيضًا رداءة جودة الاتصال وضعف الشبكة يعوق فهم المحاضرات، لافتين إلى أن التعليم عن بُعد يحرم الطلبة من الدعم الذي يحصلون عليه عبر التعليم المباشر، كما أن تخصيص 40 ثانية للإجابة عن كل سؤال مدّة غير كافية، هذا بالإضافة إلى رفض الطلبة تصوير أنفسهم خلال المحاضرات. وقال هؤلاء في تصريحات خاصة لـ الراية إن مطالبة بعض الأقسام للطلبة بتصوير أنفسهم أثناء المحاضرات قُوبلت بالرفض، كما أن معايير تقييم الامتحانات ووضع الأسئلة غير واضحة، مطالبين بمنح الطلبة المزيد من الوقت للإجابة ومراعاة بطء البعض في الكتابة على الكيبورد، والعمل على تمكين الطلبة من صيغ مختلفة من المحتويات التعليمية عن بُعد. أكّد الدكتور حسام الضامي مدير مركز التميّز في التعليم والتعلم بالإنابة في جامعة قطر، أن مركز تقنية المعلومات قام بمضاعفة أعداد «السيرفرات« بالجامعة لزيادة السرعة، وتوقع أن تكون الخدمات الإلكترونية أسرع في قادم الأيام، مُعتبرًا أن الضغط على المنصات موجود من الدول المجاورة لأن أغلب جامعات المنطقة ارتأت التدريس عن بُعد، وستشهد المرحلة المقبلة عملية تقييم لهذه الخطوات. بطء الإنترنت من جهته، قال الدكتور كمال حميدو رئيس قسم الإعلام بكلية الآداب والعلوم في جامعة قطر هناك طبعًا بعض المعوقات التقنية التي تواجه التجربة، كالضغط الكبير الذي يبطئ عمل الخادم «السيرفر» بين الفينة والأخرى، أو بطء خدمات الإنترنت في البيوت عند بعض الطلبة. كما تفرض التجربة أيضًا مراعاة خصوصيات الطلبة من ذوي الإعاقة، غير أن الجهات الإدارية في الجامعة تتابع يومًا بيوم سير العملية، وتوجه يوميًا بتكييف العمل مع التحديات التي قد تظهر هنا وهناك، كما وجهت الجامعة كذلك بتمكين الطالب من صيغ مختلفة من المحتويات التعليمية عن بُعد، لضمان وصول المحتوى التعليمي للطالب حتى في حالة العطل الآني، كتسجيل المحاضرات ورفعها، وإرسال شرائح البوربوينت مع الشروح المسجلة وغيرها. ضغط على الإنترنت إلى ذلك، قال الطالب فيصل الحنزاب رئيس المجلس التمثيلي الطلابي في الجامعة، إن يوم أمس شهدت شبكة الإنترنت ضغطًا كبيرًا مما سبب توقف بث الفيديو التعليمي لمرات عديدة أثناء الشرح، ولا يوجد تواصل مباشر في الساعات المكتبية، كما لا يوجد تعميم واضح لأعضاء هيئة التدريس بالنسبة للامتحانات، والتي جرت أمس أون لاين في أغلب التخصصات ماعدا كلية القانون مما سبب تذمرًا لدى الطلبة، بحيث عمد بعض الأساتذة إلى وضع سؤال الامتحان في مدة 40 ثانية ومن ثم انتقل إلى سؤال آخر، وهذا يعد تصرفًا غير مقبول من الطلبة فهم بحاجة إلى فترة زمنية للتركيز واستيعاب ما يطرح في الامتحانات، إضافة إلى ذلك طلبت بعض الأقسام من الطالبات تصوير أنفسهن في المحاضرات، ورفضن هذا الجانب نظرًا لثقافة المجتمع، وكان من الممكن الاكتفاء بتسجيل الصوت فقط منعًا للإحراج، كما أن من المشاكل التي تواجه الطلبة أيضًا معايير تقييم الامتحانات ووضع الأسئلة غير الواضحة، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم تدرب الطلبة على الدراسة عن بُعد وإجراء الامتحانات، ولابد من مراعاة الطلبة بإعطاء المزيد من الوقت لأن غالبيتهم غير مستعدين للكتابة بسرعة على الكيبورد، سرعة تماثل سرعة الكتابة باليد في مدة أقصاها 50 دقيقة. وأوضح أن المجلس التمثيلي لايزال يتواصل مع إدارات الكليات لإيجاد الحلول الناجعة والرد عليهم. رداءة الصوت من جهتها، قالت الطالبة فاطمة علي فلامرزي - سنة رابعة تخصص إعلام- شؤون دولية- في اليوم الأول من الدراسة واجهت الطلبة بعضُ المشاكل والعراقيل، لافتةً إلى أن الجامعة لم تكن على أتمّ الاستعداد لذلك، ما أدّى إلى ظهور بعض السلبيات مثل: جودة الصوت، صعوبة في إتمام بعض المهام، التأخر في الرد على الإيميل المرسل من الطلاب، إلى جانب عدم جودة الاتصال وضعف الشبكة ما يشكّل صعوبة في فهم المحاضرات فضلًا عن وجود بعض من الطالبات ممن يحتجن إلى الدعم بشكل مباشر والتعليم عن بُعد يشكل صعوبة لهنّ في الفهم، واقترحت حفظ جميع المحاضرات على (البلاك بورد) لرجوع الطلبة إليها. هذا، وقال الطالب فؤاد محمود، إن من أبرز الصعوبات التي تواجه الطلاب، انقطاع الإنترنت وتوقف البث، حيث إن التعليم عن بُعد يعتمد على الإنترنت وبدونه لا يوجد تكنولوجيا.
مشاركة :