علقت رابطة دوري كرة السلة الأميركي منذ الأربعاء الماضي المنافسات «حتى إشعار آخر» في أعقاب اكتشاف إصابة لاعب ارتكاز فريق يوتا جاز؛ الفرنسي رودي غوبير بفيروس «كورونا» المستجدّ الذي يجتاح العالم، وسط ترجيح بتوقف المباريات لشهر على الأقل. بعد مرور نحو أسبوع على هذا القرار، تُطرَحُ تساؤلات حول مصير الموسم والتطورات الجديدة والعواقب المحتملة لقرار التعليق. الآن ارتفع عدد اللاعبين المصابين إلى 3، وذلك بانضمام لاعب ديترويت بيستونز كريستيان وود إلى غوبير وزميل الأخير في يوتا دونوفان ميتشل. ولم يكشف ديترويت السبت عن هوية اللاعب، قائلاً في بيان إن نتيجة فحص أحد لاعبيه جاءت إيجابية بفيروس «كوفيد 19». وشدد بيستونز على أن «صحة وسلامة لاعبينا، ومؤسستنا، وجميع الذين لهم علاقة بالدوري، وكل من يحتمل أن يتأثروا بهذا الوضع، أمر بالغ الأهمية. نحن نعمل بشكل وثيق مع الفريق الطبي للفريق، وحكومة الولاية والحكومة المحلية ومسؤولي الصحة العامة ورابطة دوري كرة السلة، على إعداد التقارير. سيبقى الفرد في عزلة وتحت رعاية فريق طبي». وسبق أن أعلن بيستونز الخميس أن جميع اللاعبين والمدربين والموظفين سوف يعزلون أنفسهم حتى إشعار آخر. ولم يبق اسم اللاعب طي الكتمان، بل كُشِف عنه من قبل مدير أعماله آدم بنساك الذي قال لصحيفة «ديترويت نيوز» إن موكله هو اللاعب المصاب، مؤكداً أنه «بصحة جيدة 100 في المائة». وعانى اللاعب، البالغ 24 عاماً، من أعراض شبيهة بالإنفلونزا قبل مباراة ضد فيلادلفيا سفنتي سيكسرز الأربعاء الماضي. ويعتقد أن إصابة وود مرتبطة بإصابة غوبير لأنه تواجه مع الأخير حين التقى بيستونز مع جاز في 7 مارس (آذار) الحالي، أي في اليوم الذي تم فيه تشخيص إصابة الفرنسي بالفيروس. ومنذ أن تم الكشف عن إصابة غوبير، طلب من لاعبي يوتا والطواقم و5 فرق أخرى تواجهت مع جاز في الأيام العشرة الماضية، وهي كليفلاند كافالييرز ونيويورك نيكس وبوسطن سلتيكس وديترويت بيستونز وتورونتو رابتورز حامل اللقب، أن يضعوا أنفسهم في الحجر الصحي. ورغم أن إجراءات الحجر لم تطل جميع الفرق الـ24 الأخرى في الدوري، فإنه طلب من الجميع البقاء في الحجر الانفرادي حتى إشعار آخر. وأعلن مفوض رابطة الدوري آدم سيلفر أن إيقاف البطولة سيستمر على الأرجح «ما لا يقل عن 30 يوما»، أي حتى 10 أبريل (نيسان) المقبل. وكان من المقرر أن ينتهي الموسم المنتظم في 15 أبريل على أن تبدأ الأدوار الإقصائية «بلاي أوف» في 18 أبريل المقبل. ولم يقدم سيلفر أي إشارة حول ما إذا كانت الرابطة تفكر في تقصير الموسم العادي أو الأدوار الاقصائية، عادّاً أنه من الصعب معرفة ما الخيارات في هذه المرحلة. لكنه استطرد: «حتى وإن غبنا لمدة شهر... 6 أسابيع، فبإمكاننا دائماً أن نعاود الموسم»، دون أن يتطرق إلى السيناريو الأسوأ؛ وهو إلغاء الموسم بأكمله. لكن يبدو أن الأسابيع الستة لن تكون كافية لكي يعاود الدوري والرياضات الأخرى نشاطها في البلاد، وذلك استناداً إلى التوصيات التي صدرت الأحد الماضي عن مراكز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة (سي دي سي)، والتي أوصت بإلغاء أو تأجيل الأحداث الرياضية والأحداث الكبيرة والتجمعات الجماهيرية على مدى الأسابيع الثمانية المقبلة. وفي حال أجبرت رابطة الدوري على اتخاذ قرار إلغاء الموسم المنتظم بأكمله، فقد تصل الخسارة إلى حدود 500 مليون دولار بحسب تقدير جون فرومان، الأستاذ في جامعة فاندربيلت. وبحسب مجلة «فوربس»، تبلغ عائدات كل مباراة في الموسم المنتظم نحو 1.2 مليون دولار، وتتبقى 259 مباراة قبل الأدوار الإقصائية «بلاي أوف»، مما يعني خسائر فادحة في حال اتخاذ قرار إلغاء هذه المباريات. وفي حال أقيمت خلف أبواب مؤصدة في وجه الجمهور، فستصل الخسائر إلى نحو 310 ملايين دولار من مبيعات التذاكر. أما بالنسبة إلى الـ«بلاي أوف»، فالعائدات تبلغ مليوني دولار للمباراة الواحدة، علماً بأن كل سلسلة من المواجهات قد تصل إلى 7 مباريات (الفريق الذي يسبق منافسه للفوز بـ4 من أصل 7 يتأهل إلى الدور التالي). وفي حال اتخذ القرار بإقامة الـ«بلاي أوف» من دون جمهور، فستصل الخسائر إلى 160 مليون دولار من مبيعات التذاكر. وأرسلت نقابة اللاعبين مذكرة تفيد بأن اللاعبين «سيستمرون في تلقي أجورهم يوم الدفع خلال تعليق الموسم». لكن في الاتفاق الجماعي الموقع مع الأندية ورابطة الدوري، ثمة بند يتعلق بالوباء بين «حالات القوة القاهرة»، يسمح للأندية بتقليص أجور اللاعبين استناداً إلى المباريات التي لم تُقَمْ (عددها حالياً نحو 15 لكل فريق فيما تبقى من الموسم المنتظم).
مشاركة :