تحقيق إخباري: زيادة الطلب على المطهرات والأقنعة الواقية أدى إلى رفع أسعارها بشكل جنوني في سوريا

  • 3/18/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق 17 مارس 2020 (شينخوا) منذ أيام والشغل الشاغل للسوريين هو البحث عن أفضل المطهرات والمعقمات الطبية، والاقنعة الواقية (الكمامات) اللازمة للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، وشرائها، إلا أن هذا الطلب المفاجئ على تلك الأشياء أدى إلى ارتفاع اسعارها بشكل جنوبي نظرا لزيادة الطلب عليها، واحتكار البعض منهم لتلك المطهرات بهدف خلق سوق سوداء. وبالرغم من رفع أسعار تلك الأشياء الانفة الذكر فإن هذا لم يمنع السوريون من شرائها، واقتنائها كإجراء احترازية للوقاية من الفيروس الذي بات يهدد حياة مئات الالاف من حياة البشر في عدة دول في العالم، مؤكدين أن الوقاية خير من العلاج. وشاهد مراسلو وكالة أنباء ((شينخوا)) عشرات الأشخاص وهم يدخلون الصيدليات للسؤال عن الأقنعة الواقية والمطهرات الناجعة للوقاية من الفيروس، وشراء ما يلزم منها، وحملها إلى منازلهم وتعقيمها، والتزام البقاء بالمنزل طيلة الفترة التي حددتها الحكومة السورية لغاية 2 من ابريل القادم. وقال فؤاد جميل (44 عاما) لـ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الثلاثاء) إن "رحلة البحث عن المطهرات بدأت من منطقة دمر غرب دمشق ، بعد ساعات من إعلان الحكومة السورية سلسلة من الإجراءات الاحترازية "، مؤكدا أن الطمع والجشع عن بعض التجار جعلهم يحتكرون تلك المواد بغية رفع سعرها. وأضاف جميل وعلامات الاستغراب على وجهه، إن " سعر علبة (الديتول) وهو معقم منزلي ارتفعت من 1200 ليرة سورية (دولار ونصف) إلى اكثر من 4500 ليرة سورية أي ما يعادل 6 دولارات ونصف تقريبا، (الدولار الواحد يساوي 700 ليرة سورية ) "، لافتا إلى انه قام بشرائها من اجل وقاية أهل بيته. من جانبه، رأى حسان حاتم (35 عاما) أن الحصول على تلك المطهرات والاقنعة الواقية ضرورة ملحة، لأنها تساهم في الوقاية من انتشار فيروس (كوفيد ـ 19) المستجد، داعيا إلى المساهمة في تأمين تلك الاحتياجات للناس، وليس احتكارها ورفع أسعارها . وبين أن الأقنعة الواقية (الكمامات) ارتفعت أسعارها بشكل كبير ، ما اضطره لشراء بعض القطع منها للأولاد. يشار إلى أن علبة الكمامات التي تحوي على خمسين قطعة ، قبل حوالي الشهرين تقريبا كان سعرها 2500 ليرة سورية ، فقد قفز سعرها إلى 11 الفا ليرة سورية ، وتباع القطعة الواحدة منها ما بين 250 ـ إلى 300 ليرة سورية. ولم تخف ام عدنان تخوفها من هذا الفيروس الذي انتشر في عدة دول مجاورة لسوريا، قائلة "علينا أن نكون واعين اكثر تجاه هذا الفيروس الخطير وان نستفيد من تجارب الدول التي انتشر فيها هذا الفيروس"، مؤكدة أن النظافة والالتزام بتعليمات وزارة الصحة السورية ستشكل طوق نجاة للسوريين. وقالت "هناك صعوبة في تأمين بعض المطهرات والمعقمات لكن علينا ان نشتريها مهمها بلغ سعرها، حفاظا على سلامتنا وسلامة أولادنا". بدوره، برر الصيدلاني حسن، وهو صاحب صيدلية في منطقة المزة بدمشق لوكالة ((شينخوا)) ارتفاع بعض المطهرات والمعقمات الطبية بسبب غلاء أسعارها من المصدر، وان المستودعات الطبية باتت تشتري المواد الأولية بأسعار مرتفعة. وقال حسن إن "كل ما يطلبه الناس متوفر في الصيدلية، ولكن بأسعار تختلف من مكان لأخر"، مؤكدا أن البعض يحاول الاحتكار، ولكن هذا أسلوب غير ناجع في الازمات التي نشهدها. وقامت وزارة الصناعة السورية بالإيعاز للشركات التابعة لها برفع انتاجها من المطهرات والمعقمات إلى الدرجة القصوى تنفيذا لقرار الحكومة السورية بتطبيق الإجراءات الاحترازية. ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) اليوم عن الدكتور نضال عبد الفتاح مدير المؤسسة العامة للصناعات النسيجية قوله إن " الشركات التابعة للمؤسسة بدأت بإنتاج الكمامات والشاش والقطن الطبي ومضاعفة ساعات العمل لتصبح 24 ساعة يوميا بهدف تلبية احتياجات المشافي والمواطنين خلال هذه الفترة وتم العمل على تأمين مراكز لتوزيع منتجات التعقيم والشاش والقطن والكمامات في محافظات دمشق وحمص وحلب واللاذقية " ، مبينا أن جميع المواد الأولية اللازمة من إنتاج محلي ولا يتم استيراد أي منها ويتم العمل على تحديث وإعادة إقلاع وتأهيل بعض الخطوط بخبرات وطنية لتعزيز تواجد هذه المنتجات في الأسواق. ونفذت الحكومة السورية أمس حملة لتنظيف وتعقيم وسائل النقل العام والحدائق والجسور في دمشق كجزء من إجراءات احترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي انتشر في عدة بلدان مجاورة لسوريا. وحتى الآن، لم تبلغ سوريا عن أي حالة إصابة بفيروس (كوفيدـ 19). وأصدرت الحكومة السورية السبت الماضي قرارا بتعليق الدوام في المدارس والجامعات إلى الثاني من ابريل المقبل، وتخفيض الدوام في المؤسسات العامة إلى 40 بالمئة كخطوة احترازية ضد انتشار فيروس كورونا. واتخذت الحكومة السورية عدة تدابير للوقاية من فيروس كورونا المستجد. ويوم السبت الماضي، أوقفت وزارة الأوقاف الصلاة في المساجد، كجزء من الإجراءات الوقائية. كما أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما بتأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في ابريل إلى مايو القادم.

مشاركة :