الحاجة عازة يوسف حامد ذات الستين ربيعًا، عاشت رحلة كفاح مليئة بالإنجازات حصدت بها لقب الأم المثالية على مستوى محافظة مطروح، وضربت أروع الأمثلة في التضحية والعطاء، وأقصى أمانيها زيارة بيت الله الحرام، ومصافحة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.عاشت وتربت يتيمة الأب ولديها 6 من الأخوة والأخوات، 4 من الذكور واثنين من الإناث، وعندما اكملت العام السادس عشر من عمرها، تزوجت من ابن عمها، وأنجبت طفلة، وانفصل عنها زوجها وطلقها بسبب إنجابها أنثى، وقد كان يريد ذكر، وامتنع عن الإنفاق عنها وعن الطفلة الرضيعة.وهي في مقبل العمر وبداية الحياة، صدمت بما حدث بينها وبين زوجها، وسرعان ما عادت إلى بيت والدها، وقامت بخدمه والدتها وشقيقها وزوجته، ولم تقف الحياة عند هذا الحد، بل واصلت حياتها الطبيعية، وتعلمت الحرف اليدوية لتنفق على طفلتها الرضيعة، وتساعد شقيقها في الإنفاق على احتياجات المنزل، حيث إنه كان يعمل صيادًا في البحر، ويقضي أوقات طويلة في عملية الصيد، وعملت كعاملة بديوان عام المحافظة، وبعد وفاه شقيقها تكفلت بأبنائه.أكدت الحاجة عازة، أنها تقدمت في مسابقة الأم المثالية على مستوى المحافظة منذ عدة سنوات، ولم يحالفها الحظ، ولم تيأس مصممة على الحصول على هذا اللقب المستحق، وواصلت التقديم في المسابقة حتى حصلت على اللقب في مسابقة مديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة، مؤكدة أنها فخورة بهذا اللقب.وكان الصبر والعزيمة عنوان لرحلة كفاحها من أن كانت فتاة صغيرة، وبالرغم من العادات والتقاليد السائدة في المجتمع البدوي بما يخص تعليم الإناث، إلا أنها تعلمت في فصول محو الأمية، وعلمت ابنتها حتى حصلت على شهادة ليسانس تربية قسم لغة عربية ودراسات إسلامية، وقامت بتجهيزها من مصروفات رحلة العمرة التي كانت تحلم بها، وذلك بعد رفض والدها من الإنفاق على زواجها.
مشاركة :