يضرب الإرهاب الأعمى والحاقد في مصر، وهذه المرة في الأقصر حيث عصب السياحة المصرية، في حادثة تفجير مشينة تعيد إلى الأذهان حوادث التفجير والقتل التي شهدتها مصر دوماً في المواقع السياحية، بحيث يصير هذا الإرهاب سبباً في خراب الحياة، ونفور السياحة وتضرر جاذبية مصر على المستوى العربي والإقليمي. تأتي هذه الحادثة في سياقات ترفع شعارات براقة وخادعة، لكن الخلاصات تريد تدمير الحياة في مصر خصوصا حين نقرأ توقيت الحادثة وارتباطها بموسم السياحة والصيف، ومساعي مصر لإعادة استقطاب السياحة، والحادثة جريمة نكراء تصب في إطار تدمير الدولة المصرية وهتك بنيتها الاقتصادية والسياحية. إن هدر الحياة الإنسانية وتدمير الموارد والانتحار على عتبات شعارات فارغة هدر لا يمكن أن يمر ببساطة، ولعل الاستغراب يعود إلى قدرة هؤلاء التكفيريين والانتحاريين على إقناع أنفسهم أن عقيدة الانتحار بوابة للحياة ولغدٍ أفضل. إنها دعوة للجميع في مصر والعالم العربي والإسلامي لمحاربة الإرهاب، وخلع جذوره الفكرية التي تتغلغل مثل مرض لا بد من مقاومته، ونحن نرى يومياً كيف تتم تشظية الدول وتدمير حياة الشعوب تحت عناوين مختلفة، غير أن المؤسف بحق أن يتم زج الدين بكل قيمه النبيلة في هكذا أفعال قبيحة لا تجعل لحياة الإنسان والبلاد أي قيمة، بل تضحي بهما في إطار ما تراه تقرباً ورضى لله عز وجل، الذي اتصف بالرحمة قبل كل شيء.
مشاركة :