إحباط هجوم انتحاري استهدف معبد الكرنك

  • 6/11/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة ــ البيان والوكالات فجر انتحاري نفسه، أمس، في الأقصر بجنوب مصر قرب معبد الكرنك، أحد أهم المواقع الأثرية في مصر، حيث قتل مهاجم آخر في تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن لم يسفر عن إصابة أي من السياح، فيما شهدت المدينة حالة من الاستنفار الأمني بعد الحادث، وتم الدفع بعدد كبير من قوات الأمن بمحيط المعابد بالمحافظة، تحسباً لوقوع أي عمليات مفاجئة من قبل الجماعات الإرهابية، في وقت هاجم إرهابيون بالصواريخ مطاراً في سيناء، بينما قتل جندي في هجوم آخر، تزامناً مع حرب نفسية يخوضها تنظيم داعش الإرهابي ضد مصر. وقال مسؤول أمني في موقع الحادث إن «مهاجماً فجر نفسه عند موقف السيارات، ما تبعه مقتل مهاجم وإصابة آخر في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة». وأضاف المسؤول أن «عامل نظافة أصيب في تبادل إطلاق النار» الذي وقع عند مدخل موقف السيارات الذي يبعد نحو 500 متر من معبد الأقصر الشهير. إحباط هجوم وقال مسؤول آخر في وزارة الداخلية، إن أياً من السياح الموجودين في الموقع لم يصب بأذى. وأكد مصدر أمني بوزارة الداخلية، نجاح قوات الأمن في إحباط محاولة لاستهداف حافلة سياحية بالقرب من معبد الكرنك، موضحاً أن إرهابيين حاولا استهداف حافلة سياحية بالقرب من معبد الكرنك، إلا أن الخدمات الأمنية تعاملت معهما وتبادلت معهما إطلاق النار، فقام أحدهما بتفجير عبوة متفجرة كانت بحوزته، ما أدى إلى إصابتهما. وقال المصدر إنه تم نقل الإرهابيين إلى المستشفى وسط حراسة أمنية مشددة، إلا أن أحدهما توفي متأثراً بإصابته، مؤكداً عدم وقوع أي إصابات في صفوف السائحين. وأعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان، أن الأجهزة الأمنية بالأقصر تمكنت من إحباط عملية إرهابية، وصرعت اثنين من الإرهابيين وأصابت الثالث. وقدم بيان آخر للداخلية تفاصيل عن الهجوم وجاء فيه: «حاول ثلاثة من العناصر الإرهابية اجتياز النطاق الأمني لمعبد الكرنك بالأقصر، مستخدمين الأسلحة النارية والمواد المتفجرة، حيث تصدت لهم على الفور قوات تأمين المعبد وتعاملت معهم وأحبطت محاولتهم». وأوضح مسؤول كبير في وزارة الآثار، أن الشرطة أبقت السياح داخل المعبد أثناء العملية حرصاً على سلامتهم. وأكدت مسؤولة في وزارة الصحة أن العملية أسفرت عن مقتل مهاجمين أحدهما الانتحاري وإصابة آخر إلى جانب إصابة أربعة أشخاص آخرين بينهم اثنان من عناصر الأمن ومدنيان اثنان. وأفادت وكيلة وزارة الصحة المصرية في الأقصر ناهد محمد، أن «حصيلة العملية هي قتيلان مجهولا الهوية من الإرهابيين»، موضحة أن أحدهما «تحول لأشلاء عند موقع الهجوم والآخر قتل بأربع طلقات في الرأس، فيما أصيب ثالث بطلق ناري في الرأس». وأضافتك «لدينا أربعة مصابين، اثنان من الأمن واثنان من المدنيين بطلقات نارية وحالتهم مستقرة». روايات الشهود وحسب روايات شهود عيان من موقع الحادث، فإن المسلحين الثلاثة وصلوا إلى المعبد من مدخله الرئيسي المطل على شارع نهر النيل، وجلسوا بمقهى بمدخل ساحة المعبد وطلبوا ثلاثة أكواب من عصير الليمون. وأفاد الشهود بأن سائق سيارة الأجرة التي أقلت المسلحين هو الذي أبلغ الشرطة بالاشتباه فيهم. وقال السائق إنه سمع أحد المسلحين يقول للآخر «يلا فجر نفسك مستني إيه». ورد الثاني «طيب طيب»، وأنهم كانوا مرتبكين بسبب الوجود الأمني وأن أحدهم أصاب زميله خلال إطلاق النار مع الشرطة. وأوضحوا أن المواطنين أول من تعاملوا مع المسلحين، وقال شاهد عيان إنه رأى سائق السيارة الأجرة ينهال ضرباً على أحد المسلحين وهو يقول له «يا إرهابي»، فتدخل وجذب المسلح وطرحه أرضاً، وعندما هم المسلحون بإطلاق النار عليهم تدخلت الشرطة وأطلقت النار عليهم. وتحدثت مصادر أمنية عن وجود أشخاص يحملون الجنسية التونسية كانوا يستقلون سيارة أجرة تسير خلف السيارة التي أقلت المسلحين، دون أن توضح ما إذا كانت لهم أي علاقة بالحادث. وعلى صعيد حركة السياح، أكد نائب رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر محمد عثمان، استمرار الحركة في معبد الكرنك لاستقبال السائحين وفقاً لمواعيد زيارتهم المقررة، مؤكداً أن واقعة التفجير، لم تؤثر في سير الحركة السياحية الوافدة لزيارة المزارات الأثرية. من جهته، أكد خبراء أمن أن استهداف الإرهابيين لمعبد الكرنك يهدف إلى تعطيل موسم السياحة المقبل، بهدف التأثير سلباً في الاقتصاد المصري باعتبار السياحة أحد أهم موارد الدخل للدولة. إطلاق صواريخ في سياق آخر، أفادت مصادر أمنية بأن مسلحين أطلقوا صواريخ ليل الثلاثاء/الأربعاء باتجاه مطار الجورة في سيناء، تستخدمه قوة متعددة الجنسية لحفظ السلام. وأوضحت المصادر أنه لم ترد تقارير عن إصابات. ولم تتضح تفاصيل الهجوم مع قول بعض المصادر الأمنية إن الصواريخ سقطت داخل المطار، في حين قالت مصادر أخرى إنها سقطت خارجه. لكن مصدراً أمنياً مسؤولاً أكد فشل محاولة مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم بيت المقدس الهجوم على معسكر الجورة. وأوضح المصدر أن قوات الجيش الموجودة لحماية المعسكر الدولي قامت بقصف سيارتي دفع رباعي استخدمتهما المجموعة المسلحة في محاولتها لمهاجمة المعسكر، ما أدى إلى تفجير السيارتين وقتل عدد من التكفيريين داخلهما. وأضاف المصدر أن السيارتين كانتا محملتين بقذائف هاون معدة للقصف على المعسكر. وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية المسؤولية عن الهجوم. إلى ذلك، أكدت مصادر بشمال سيناء مقتل مجند في منطقة الحسينات برفح، تم إطلاق النيران عليه من قبل مجهولين، وتم نقل جثمانه لمشرحة المستشفى العسكري بالعريش. حرب نفسية وكان تنظيم داعش الإرهابي توعد بضم مصر لولايته، بمجرد السيطرة على كامل الأراضي الليبية، وهو الأمر الذي أثار تساؤلات حول مدى جدية هذه التهديدات التي يوجهها التنظيم لمصر، لاسيّما وأنه ليس التهديد الأول. وأعلن أحد مقاتلي التنظيم، عبر أحد المواقع التابعة للإرهابيين، عن قرب دخول التنظيم إلى مصر، قائلاً: «قريباً سندخل أرض الكنانة، ونضمها إلى ولاية ليبيا». تمدّد صامت أكد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان، أن التهديد المحسوب على تنظيم داعش ليس مفاجئاً، لاسيما وأن التنظيم يتمدد في صمت، وأن تسليط الضوء على حركته في سوريا والعراق لا يفرغ وقتاً كافياً للاهتمام بباقي فروع التنظيم في العالم، وخاصة في ليبيا. وأضاف بان أن وجود حرب نفسية ممارسة من التنظيم أمر لا يجادل فيه عاقل، لكن هذا لا يمنع أن هذه الحرب النفسية تُمارس انطلاقاً من أساس معين، حيث يعلن التنظيم من خلاله عن طموحه في السيطرة على كل العالم العربي.

مشاركة :