هبّة «Gradient»... تغزو المشاهير و«تعفس» الأصول العرقية

  • 3/18/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وسط انشغال العالم بفيروس كورونا المستجد وهلع الكثيرين وحذرهم منه، ومع التزام غالبية الشعب الكويتي والمقيمين بقرار مجلس الوزراء في البقاء داخل المنزل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى، طفا على سطح «الهبّات» تطبيق ليس بجديد، تهافت مشاهير الكويت ودول الخليج وغيرهم على تحميله.التطبيق يُدعى «Gradient»، من خصائصه أن يعطي مستخدميه مزيجاً من أربعة أصول عرقية بنسب متفاوتة، وكل هذا في ثوان معدودة، بعدما يتم تحميل الصورة الشخصية. وبحسب ادعاء مبتكري التطبيق، فإنه يقوم بهذا الأمر تقديراً لأصل الحمض النووي الخاص بكل مستخدم و«ستقوم الخوارزمية الدقيقة للغاية لديه بتحليل مميزات الوجه والإخبار بالخلفيات العرقية»... من أين حصل على الحمض النووي وأي خوارزمية يستند إليها؟... لا أحد يعلم!مساء أول من أمس، امتلأت صفحات تطبيق «إنستغرام» بصور الفنانين في الكويت والخليج العربي الذين حمّلوا البرنامج (مجاني لمدة ثلاثة أيام فقط)، وتشاركوا الصور التي حصلوا عليها مع متابعيهم، وكان واضحاً من خلال تعليقاتهم أنهم يأخذون الموضوع على سبيل المزاح. الإعلامية إيمان النجم نشرت صورتها مع النتائج التي كانت: 75 في المئة من أصول كويتية، 17 في المئة إماراتية، 7 في المئة إسبانية وواحد في المئة أرجنتينية. وعلقت على ذلك بالقول «عِرج النسرة الكويتي متصدر لا تحاجيني، على جم حبّة إماراتية والباجي لما نخلص كورونا نتفاهم».كذلك، دخل حمد قلم على الخط من خلال حصوله على نسبة 51 في المئة من أصول كويتية، 29 في المئة إيطالية، 16 في المئة يهودية، وعلقّ ضاحكاً على الصورة: «طلع فيني عرج يهودي».أيضاً، جربت الفنانة شهد ياسين حظها في هذا البرنامج ثلاث مرات، وعلّقت عليه أيضاً «مع الهبّة»، وحصلت في الثلاث على الأصل الكويتي بالدرجة الأولى بنسب متفاوتة كانت أعلاها 78 في المئة، وفي مرتين على أصول أرمينية بنسبة أعلاها 16 في المئة، علماً أنها من أصول عراقية.وهكذا كانت حال الفنانة هبة الدري، التي حصلت على أعلى معدل للأصول الكويتية بنسبة 67 في المئة، تليها الأرمينية بنسبة 28 في المئة ثم الإسبانية بواقع 4 في المئة وختاماً برازيلية بواقع واحد بالمئة، علماً أنها في الواقع من أصول مصرية ومتزوجة من كويتي. وعلقت على النتيجة بالقول: «خلونا شوي من الكورونا، أي دولة لايقة عليّ أكثر؟».كما لم تغب الكاتبة ريم الوقيان عن البرنامج بدورها، والتي علقت عليه قائلة «الهبة اليديدة»، إذ حصلت على الأصول الكويتية بالدرجة الأولى بنسبة 66 في المئة، ثم اليهودية بنسبة 23 في المئة، تليها التركية بنسبة 8 في المئة، وختاماً الكاريبية بواقع 3 في المئة.أما الفنانة هدى حسين، فقد حصلت على نسبة 60 في المئة من أصول كويتية و18 في المئة من أصول روسية. وفي تجربة للفنانة فاطمة الصفي، كانت أصولها المكسيكية طاغية، إذ حصلت على نسبة 42 في المئة، تليها البرازيلية بنسبة 39 في المئة. ومن جانبه، حصل الفنان محمد الرمضان على نسبة 74 في المئة للأصول الإماراتية في الدرجة الأولى، تليها الإيطالية بواقع 13 في المئة ثم الكاريبية بواقع 8 في المئة، وعلق عليها بالقول: «أشوه إن فيني عرج قراصنة».أما الفنان محمد الحملي، فحصل على الأصول الكويتية أولاً بنسبة 81 في المئة تليها الهندية بواقع 9 في المئة ثم المكسيكية بواقع 6 في المئة. وكذلك الأمر مع الفنان خالد بوصخر الذي طغى الأصل الكويتي عليه بالدرجة الأولى بنسبة 66 في المئة يليه التركي بواقع 19 في المئة ثم اليهودية بواقع 11 في المئة.أما الفنان عبدالله عباس، فكانت نسبته 65 في المئة من الأصول الإيرانية ثم 25 في المئة هندية، تليها 7 في المئة صينية وختاماً 3 في المئة سعودية، وعلق على ذلك بالقول: «ماكو مفر، يا جماعة حاولت إني أكون أوروبي، بس أكثر شي إيران والهند».وعلى عكسه، حصل الفنان مشاري المجيبل على أصول إسبانية بواقع 44 في المائة، تليها الكويتية بواقع 34 في المئة ثم الأرجنتينية بواقع 21 في المئة.أيضاً تشاركت الفاشنيستا بيبي العبدالمحسن مع متابعيها تجاربها الثلاث التي حصلت فيها على أصول مختلفة في كل مرّة... في أولاها الأصول الإسبانية بنسبة 50 في المئة تليها السعودية بواقع 37 في المئة ثم البرتغالية بواقع 10 في المئة. وفي التجربة ثانية كانت السعودية تحتل المرتبة الأولى بنسبة 41 في المئة ثم الفرنسية بنسبة 25 في المئة تليها السويسرية بواقع 21 في المئة.كذلك كان للفنانة أحلام الشامسي حضور واضح، فقط نشرت عبر حسابها في «سناب شات» أربع تجارب لها جميعها حصلت فيها في المرتبة الأولى على الأصل السعودي في الدرجة الأولى بنسب متفاوتة أعلاها 81 في المئة.من جانبها، كانت للإعلامية لجين عمران تجربتين مع هذا التطبيق، حصلت فيهما على نتيجتين مختلفتين... في الأولى كانت أصولها تركية بنسبة 49 في المئة تليها الهندية بنسبة 47 في المئة، وأرفقت مع النتيجة: «في الظروف اللي نمر فيها ربي يعديها على خير نحتاج نغيّر جو وإحنا في البيت عشان كذا دخلت جربت هالبرنامج من باب التسلية، وهذه النتيجة اللي طلعت لي»، وفي المرة الثانية كانت أصولها إماراتية بنسبة 48 في المئة تليها المكسيكية بنسبة 20 في المئة، وعلقت بعد ذلك بالقول: «شوفوا الفرق بين هالصورة واللي قبلها، بس عشان تعرفوا إن البرنامج مجرد تسلية ومزح، في الوقت الكل جالس في البيت، وما في شي صحيح ولا جد أبداً، لأن في ناس مصدقين النتائج». ومن داخل المحجر الصحي بالخيران، تشارك الفنان عبدالله بوشهري التجربة مع متابعيه، حاصلاً على نسبة 41 في المئة من أصول هندية و39 في المئة من أصول كويتية، وعلقّ ختاماً على الصورة بالقول: «مع الهبّة». ليس جديداً التطبيق ليس جديداً، إذ إنه متوا فر في متاجر الهواتف منذ العام 2019، وبحسب الوصف التعريفي له، أنه يقوم على تحميل الصورة ثم تحليل أصل الـDNA الخاص بالشخص مع الأصل العرقي. كما هناك خاصية أخرى فيه تمنح المستخدم معرفة مَن مِن المشاهير أو الشخصية التاريخية التي يتشابه معها في الوجه، هذا إلى جانب خاصيات أخرى منها ما تمنح المستخدم العثور على العشرات من المميزات والأدوات الحصرية والفلاتر المصنوعة يدوياً. ويشير الملف التعريفي أيضاً إلى أن التطبيق مدعوم بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي والتجميل التي ستساعد على ضبط الصورة إلى الكمال في ثوان معدودة. وأيضاً به خاصية تمنح المستخدم بالسفر عبر الزمن إلى عصر النهضة للحصول على صورته لتبدو كأنها لوحة تاريخية. عبدالله العلي لـ«الراي»: الهدف مادي وليس نشر المعلومات ما إن انتشر التطبيق بين الكثيرين، حتى بدأ البعض يحذر من استخدامه كونه يخترق الخصوصية ويمنح الشركة المالكة له كامل الأحقية في نشر الصور المستخدمة أينما شاءت وخلافه من الأمور.ومن أجل الوقوف على حقيقة الأمر، تواصلت «الراي» مع خبير أمن المعلومات عبدالله العلي الذي قال: «مع الأسف لا توجد معلومات كثيرة عن هذا التطبيق، لكن تم تصميمه وصناعته من شخصين روسيين يقيمان في الولايات المتحدة الأميركية، وتحديداً في مدينة ومقاطعة سان فرانسيسكو الواقعة بولاية كاليفورنيا، وهذان الشخصان لديهما تاريخ في عالم البرمجة، إذ سبق وكانا يملكان تطبيق (تيلي بوت) وقاما ببيعه لـ(سناب شات). وبالعودة إلى تطبيقهما الجديد (Gradient)، فقد قام بعض الأشخاص المختصين بتحليله ولم يجدوا دليلاً قاطعاً على أنه يستخدم المعلومات الخاصة بالأفراد، إلى جانب ذلك وضمن الإرشادات المكتوبة في موقع الشركة الرسمي الصانعة للتطبيق، أنهم لا يستعملون البيانات الخاصة بالمشتركين ولا يأخذونها من الأجهزة ولا يستغلون الصور وينشرونها ولا يعطونها إلى شركات أخرى».وأكمل العلي: «بما أن مقر الشركة يقع في الولايات المتحدة الأميركية، فمن المتوقع أنها لن تخالف هذه التعلميات، والواضح أن هدفها الأساسي من التطبيق هو الربح المادي فقط وليس المعلومات، لأنها تمنح كل مشترك مدة ثلاثة أيام مجانية ثم تجبرهم على الاشتراك الشهري. وإلى الآن قام بتحميل هذا التطبيق حول العالم ما يفوق الخمسة ملايين مشترك».

مشاركة :