أوباما يرسل 450 جندياً إضافياً لتدريب القوات العراقية

  • 6/11/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وافق الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، على إرسال 450 جندياً أميركياً إضافيا إلى العراق لتسريع وتيرة تدريب القوات العراقية التي تتصدى لتنظيم داعش، فيما أثار إقرار أوباما بأنه لا يملك استراتيجية كاملة لمحاربة التنظيم موجة انتقادات شديدة في الداخل. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن أوباما أذن بنشر 450 جندياً في العراق لتسريع وتيرة تدريب القوات العراقية. وأضاف أن هذا القرار يهدف الى تحسين قدرات الشركاء وفاعليتهم على الارض، موضحاً أن هؤلاء الجنود لن يشاركوا في العمليات القتالية الميدانية على غرار الجنود ال3100 الموجودين أصلا في العراق. وأكد البيت الأبيض أن أوباما أمر أيضاً بالتعجيل بتسليم العتاد والمواد الضرورية للقوات العراقية ومنها البشمركة الكردية ومقاتلي العشائر الذين يعملون تحت القيادة العراقية. في السياق قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن زيادة القوات الأميركية في العراق ستساعد قوات الأمن والعشائر في استعادة محور الرمادي الفلوجة، وستسرع تدريب وتزويد قوات العشائر بالعتاد بالتنسيق مع سلطات الأنبار. وأكدت أن قرار زيادة عدد القوات الأميركية بالعراقليس تغيراً في المهمة، وإنما يضيف موقعاً آخر للتدريب. إلى ذلك، اجتمع وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، أمس، مع قائد القيادة المركزية الاميركية لويد اوستن، في بغداد. وقالت وزارة الدفاع العراقية إن الاجتماع ناقش استعداد القوات المسلحة وخطط تحرير الأنبار والموصل من داعش. وأدى استمرار تقدم تنظيم داعش في العراق وسورية إلى التشكيك في استراتيجية اوباما القاضية بالاعتماد على الضربات الجوية، وعلى القوات البرية العراقية على الأرض من أجل الانتصار في الحرب ضد المتطرفين. وأسهم التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم منذ الصيف الماضي، في تدريب 8920 جندياً عراقياً على المهارات القتالية الاساسية حتى الآن، في حين أن نحو 2600 جندي إضافي هم في التدريب حالياً، الذي يجري في قواعد عراقية. وتأتي إعادة تقييم الاستراتيجية الأميركية في العراق بعد سقوط مدينة الرمادي، مركز محافظة الانبار (غرب)، في يد التنظيم الشهر الماضي، على الرغم من الضربات الجوية للتحالف، في أبرز تقدم للتنظيم في العراق منذ هجومه الكاسح في البلاد في يونيو 2014. وشكل سقوط الرمادي نكسة لاستراتيجية رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الساعي بدعم أميركي لتشكيل قوات متنوعة مذهبياً لقتال التنظيم في الأنبار ذات الغالبية السنية، والتي يسيطر على مساحات واسعة منها. وأثار إقرار أوباما بأنه لا يملك استراتيجية كاملة لمحاربة داعش موجة انتقادات شديدة في الداخل، لكن التاريخ أثبت أن كثيراً من أسلافه سبق أن تخبطوا في أزمات مماثلة. وفي بافاريا في جنوب المانيا، وعلى هامش قمة مجموعة السبع، قال أوباما من دون تردد ليس لدينا حتى الآن استراتيجية كاملة. وقد يكون يقصد بذلك الإشارة إلى تدريب وتجهيز القوات العراقية، علما بأن 10 أشهر مرت فعلياً على بدء غارات التحالف العسكري بقيادة أميركية على مواقع داعش، وتسعة أشهر على اعتراف أوباما للمرة الاولى بعدم وجود استراتيجية متماسكة. وفي ظل هذا التهديد الذي يطاول الأمن القومي، يتساءل منتقدو أوباما: كيف لا يعلم حتى الآن ما يجدر به أن يفعل؟ واتهم السيناتور الجمهوري، جون ماكين، الرئيس الاميركي بعدم التحرك لوقف المجزرة بحق مسيحيي الشرق. أما ريك بيري، أحد المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأميركية، فوصف ما يحصل بأنه فشل في القيادة. وقال لو كنت القائد الاعلى للقوات المسلحة لما تطلب مني الأمر تسعة أشهر للعمل مع القادة العسكريين لدينا لتطوير استراتيجية كاملة لتدمير داعش في العراق وسورية، وحماية المصالح الأمنية للأميركيين وقيمهم. لكن المدير السابق في عهد الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، لغرفة الأزمات في البيت الابيض، مايكل بون، ليس من أصحاب هذا الرأي. ودرس بون، المسؤول السابق في الاستخبارات البحرية، بشكل مفصل 17 نموذجاً لعمليات اتخاذ قرارات رئاسية من إدارة هنري ترومان إلى ادارة أوباما، ونشر ما توصل إليه في كتاب بعنوان رؤساء في الأزمات. ويرى أن كل رئيس يدخل البيت الأبيض راغباً في اتخاذ قرارات صارمة وجريئة، يصطدم بالواقع، ويضطر إلى العمل بشكل تصاعدي. وقال بون حين يواجه الرؤساء أوضاعاً صعبة جداً، نادراً ما يجدون الحلول السهلة، مضيفاً لا يمكنك أن تعلم أن ليس هناك أبداً خيارات تحقق فيها فوزاً كاملاً خلال الأزمات إلا حين تجلس في غرفة الأزمات، ليس هناك سوى خيارات بديلة أقل سوءاً.

مشاركة :