لندن - رويترز : أبدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ثقتها بأن فائض المعروض في سوق النفط سينحسر مع تسارع الطلب وتباطؤ نمو إمدادات المنتجين غير الأعضاء في المنظمة بما يشير إلى أن استراتيجيتها الرامية للسماح بهبوط الأسعار والتي تمسكت بها في اجتماع الأسبوع الماضي تؤتي ثمارها . وفي تقرير شهري أصدرته أوبك أمس الأربعاء أشارت المنظمة إلى توقعاتها بأن إمدادات المعروض من المنتجين المنافسين لها ستقل في النصف الثاني من العام بعد ارتفاعها في النصف الأول. وقالت أوبك إن الطلب على النفط سينمو بوتيرة أسرع مما كان عليه في 2014. وقال خبراء اقتصاديون لدى أوبك في التقرير "من المرجح أن تنحسر تخمة المعروض الحالية في السوق خلال الفصول المقبلة" . غير أن التقرير ذكر أيضا أن إنتاج الدول الأعضاء في مايو أيار زاد 24 ألف برميل يوميا وعزا ذلك إلى الإنتاج القياسي للسعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وزيادة إمدادات العراق وأنجولا. وفي العام الماضي رفضت أوبك خفض إنتاجها على الرغم من انهيار الأسعار سعيا لاستعادة حصتها في السوق على حساب الولايات المتحدة وغيرها من المنتجين ذوي التكلفة العالية الذين وجدوا دعما في سياسة أوبك السابقة الرامية للإبقاء على الأسعار مرتفعة قرب 100 دولار للبرميل. وقررت أوبك الإبقاء على سياسة الإنتاج دون تغيير خلال اجتماعها في فيينا يوم الجمعة. ومنذ تغيير سياسة أوبك في 2014 زاد الأعضاء الرئيسيون في المنظمة إمداداتهم ونقل التقرير عن من مصادر ثانوية القول إن أوبك أنتجت 30.98 مليون برميل يوميا في مايو بزيادة قدرها حوالي مليون برميل عن سقف إنتاجها البالغ 30 مليون برميل يوميا. وأبلغت السعودية - صاحبة الدور الرئيسي في قرار أوبك عدم خفض الإنتاج - المنظمة بأنها رفعت إنتاجها إلى 10.33 مليون برميل يوميا في مايو وهو أعلى معدل على الإطلاق. ويشير التقرير إلى أنه إذا أبقت أوبك على المعدل الذي ضخت به في مايو فستشهد السوق فائضا في المعروض قدره 440 ألف برميل يوميا في النصف الثاني من 2015 بما يقل عن متوسط الفائض المتوقع للعام بأكمله والبالغ 1.66 مليون برميل يوميا. غير أن فائض العام بأكمله يزيد على المستوى الذي توقعه تقرير الشهر الماضي والبالغ 1.52 مليون برميل يوميا. وفي مؤشر على أن استراتيجية أوبك الرامية إلى حماية حصتها في السوق في مواجهة منافسيها تؤتي ثمارها تتوقع أوبك أن تزيد الدول المنتجة من خارج المنظمة إمداداتها 680 ألف برميل يوميا هذا العام وهو ما يمثل ثلث النمو الذي سجلته في 2014. ولم تتغير التوقعات عن الشهر الماضي. وأبقت المنظمة أيضا على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط والطلب على نفط أوبك في عام 2015 دون تغيير.
مشاركة :