الحب ومشتقاته حالة شعورية، تسكن الوجدان. الحب غير مرهون بزمان ومكان؛ فالظروف هي التي تحدد اتجاهاته وأبعاده.. فالحب الذي نتوخاه في الأزمات أعمق في معانيه وغاياته.. ففي زمن الأزمات تتولد لدى الناس حالات شعورية أقرب إلى التآلف والتراحم.. وأغلبها ممارسات إيجابية متناغمة مع الأخلاقيات والقيم الإنسانية.. الأزمات أيضًا تعتبر حياة استثنائية مؤقتة.. قد يباح فيها ما لا يجوز في غيرها.. كما تستمد القيادات عزيمة وصلاحيات مؤثرة.. ولاسيما أن الظرف متعلق بحياة الناس وهيبة الدولة.. الأزمات ملهمة للتفكير خارج الصندوق، ومنظومة العمل تتحرك في اتجاه واحد، يسندها الجمهور؛ فالجمهور -كما في كثير من الأزمات- يُعتبر من ركائز النجاة، وعامل حسم في ضمور آثار الأزمة، ثم انحسارها. أصداء إيجابية لحزمة القرارات الاحترازية.. رغم قوتها وحساسيتها؛ إذ القرارات لها تبعات وتداعيات اقتصادية مهمة جدًّا، ومع ذلك آثرت الدولة حماية ثروتها البشرية مقابل المال، لا بل ضخت -أيدها الله- مليارات لتخفيف الآثار الاقتصادية على القطاع الخاص بفعل الإجراءات الاحترازية. علينا نحن المواطنين والمقيمين واجب بحجم الوطن.. فالجميع في مركب واحد، في مواجهة رياح عاتية، وسط أمواج خطيرة.. إن الاستجابة لتعليمات زملائنا بوزارة الصحة بالبقاء في البيوت، مع اتخاذ وسائل الحماية والوقاية الضرورية عند مخالطة المصابين، من أبسط أوجه التعاون والاحترام.. وهو محل تقدير وامتنان من القيادة الرشيدة -حفظهم الله-. يوصينا قادتنا بالبُعد عن الهلع والتهافت على تخزين المواد الغذائية والاستهلاكية، أما تجنب تناقل الشائعات المغرضة فدليلٌ للوعي والانتماء للوطن.. لنا في وزارة الصحة ممارسون، من أطباء وممرضين، وصيادلة، وأخصائيين ومساعدين، هم في أمسّ الحاجة هذه الأيام للتعاون والدعم النفسي.. شأنهم في ذلك شأن جنودنا البواسل بالحد الجنوبي، وبقية القطاعات الأمنية والخدمية.. الوصية: درهم وقاية خير من قنطار علاج.
مشاركة :