هاجم مسلحون تابعون لتنظيم داعش يرتدون ملابس الشرطة العراقية ويحملون أسلحة رشاشة ويرتدون أحزمة ناسفة مبنى المجلسِ المحلي لناحية عامرية الفلوجة (35 كلم غرب بغداد) أمس. وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، فالح العيساوي، لـ«الشرق الأوسط» إن «ثلاثة انتحاريين حاولوا تفجير أنفسهم داخل مبنى مجلس الناحية، إلا أن القواتِ الأمنيةَ تمكنت من قتلِ أحدهم ومحاصرة الاثنين الآخرين داخل البناية». ADVERTISING وأضاف العيساوي أن المهاجمين «اقتحموا البناية بعد قتل الحراس، وأن المسلحين الانتحاريين فجروا أحزمتهم الناسفة التي كانوا يرتدونها أثناء المواجهات، مما أدى إلى أضرار مادية في بناية المجلس». بدوره، قال صباح عبد الله عضو المجلس المحلي لعامرية الفلوجة «انتحاريان يرتديان زي الشرطة ويضعان أحزمة ناسفة، قاما بمحاولة فاشلة لاستهداف مبنى المجلس البلدي للناحية بالتزامن مع انعقاد اجتماع للمجلس، لكن قوات الأمن تمكنت من قتلهما». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبد الله، الذي كان في المبنى لحظة الهجوم، أن «الانتحاريين كانا يحملان بنادق كلاشنكوف ومسدسات، وهاجما البوابة الخارجية المؤدية إلى المبنى»، قبل اقتحامه، مضيفا أن عناصر الأمن أطلقوا النار عليهما بعد ذلك، ما أدى إلى مقتلهما قبل تفجير نفسيهما. وأكد قائد شرطة عامرية الفلوجة الرائد عارف الجنابي الهجوم، مشيرا إلى أن القوات الأمنية «فككت الأحزمة الناسفة والوضع الآن تحت السيطرة». وتضاربت المصادر حول عدد الضحايا الذين سقطوا في الهجوم. ففي حين أكد عبد الله سقوط شرطيين ومدني، قال الجنابي إن شرطيا ومدنيا فقط قضيا لدى إطلاق الانتحاريين النار قبل اقتحام المبنى. بدوره تبنى تنظيم داعش الهجوم، قائلا إن ثلاثة انتحاريين نفذوه. من جانبه، أعلن خضير الراشد، عضو مجلس ناحية عامرية الفلوجة، عن فرض حظر شامل للتجوال في الناحية. وقال الراشد لـ«الشرق الأوسط» إن «الوضع الأمني في عامرية الفلوجة مسيطر عليه من قبل القوات الأمنية وأبناء العشائر وأن القوات الأمنية استنفرت كافة قواتها تحسبا لعمليات انتحارية مماثلة». وعامرية الفلوجة تقع على بعد نحو 23 كلم جنوب مدينة الفلوجة وينتمي سكانها في الغالب إلى عشيرة البو عيسى ويبلغ إجمالي عدد سكانها 110 آلاف نسمة. وتطل العامرية على نهر الفرات، في الجهة المقابلة لمدينة الفلوجة، وتمتد العامرية إلى عمق الصحراء مسافة قدرها تسعة كيلومترات. كما أنها واحدة من خمس مدن في الأنبار صمدت أمام هجمات مسلحي «داعش». وقريبًا من ناحية العامرية أفاد مصدر أمني في محافظة الأنبار، بأن القوات الأمنية تمكنت من إحباط هجوم على مقر الفوج الأول بالفرقة، مشيرًا إلى مقتل وإصابة العشرات من عناصر تنظيم داعش. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «قوة من الفوج الأول التابع لمغاوير الفرقة الأولى تمكنت من صد هجوم لتنظيم داعش على مقرها في مدينة الكرمة 53 كم شرق الرمادي مركز محافظة الأنبار». وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «مواجهات واشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم داعش، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من عناصر التنظيم». من جانب آخر، أعلن قائد شرطة محافظة الأنبار اللواء هادي رزيج عن إعداد الخطط اللازمة لاستعادة مدينة الرمادي من سيطرة مسلحي تنظيم داعش، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «مياه نهر الفرات في قاطعي الحبانية والخالدية شرق الرمادي جيدة ولا يوجد أي ضرر فيها حتى الآن، وأن مسلحي تنظيم داعش لن يستمروا بالسيطرة على سدة الرمادي وناظم الورار كون القوات الأمنية ستستعيدها قريبا». وبين رزيج أيضا أن «رواتب ومستحقات ضباط ومنتسبي شرطة الأنبار التي تأخرت لأربعة أشهر سيتم توزيعها خلال الأيام القليلة المقبلة بعد انتهاء الإجراءات المتعلقة بتسجيل أسماء الموجودين على الأرض من قبل لجنة من وزارة الداخلية».
مشاركة :