التنمية المستدامة، روح الشباب وخبرات الكبار - شريفة الشملان

  • 6/11/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتبتُ عن التنمية المستدامة من قبل وأعود لها مرة اخرى، عندما نكون في أتون العمل، فنحن نسير على خط واحد معروف سواء كنّا في مواقع ادارية او مواقع تقنية او في مواقع اجتماعية وعلاقات عامة وخدمة المجتمع، لكننا عندما نفكر بالتقاعد فإننا نفكر مع خبرتنا في مجال عملنا التوجه الى مجال ارحب وأوسع، وقد يدلنا هذا المجال على عوالم اخرى لم نكن لنصل اليها خاصة عندما نتعاضد مع أناس آخرين بخبرة مغايرة لما معنا ومزجها سويا فتشكل لنا خارطة طريق جديدة لعمل جماعي جديد. نحن نعرف ان التنمية المستدامة لا تتم الا بتضافر الجهود بحيث الجزء للكل وهكذا، ويجدر بي التوقف لتعريف التنمية المستدامة بأنها عملية تطوير الارض والمدن والمجتمعات وكذلك الاعمال التجارية بشرط ان تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها. بعد هذا التعريف نتوصل لقناعة ان التنمية المستدامة مترابطة في الكثير من أجزائها ومنتشرة بالوقت ذاته بحيث يمكن ان تطور وتغير من الحياة والواقع فيما يشمل كل أوجه الحياة من حولنا، فالجمعيات الخيرية والجمعيات التعاونية وغيرهما من مؤسسات اهلية مع المراكز الحكومية تستقطب بالاضافة للشباب، ذوي الخبرة ليشكلوا الموجه للحركة المستمرة للمجتمع ويرفعوا من قدراته كي تستمر التنمية ويرتفع المجتمع بها. اذاً يشكل التقاعد وخاصة المبكر رافدا حيويا للتنمية في اوجهها المختلفة خاصة وهو يأتي من قطاعات مختلفة، ويأتي معه حب للابداع والتوصل لنتيجة طيبة لتتضافر الجهود. التقاعد من العمل لا يعني التقاعد من الحياة في الكثير من اوجهها بل يعني العودة للحياة خارج قواعد وانظمة العمل والبيروقراطية، ومن هنا يكون التحرر النفسي والفكري الذي يأخذنا نوعا ما نحو إبداع جديد في مجال آخر. أعرف صديقة ألفت كتبا لقصص الأطفال بين سنتين وأربع ورغم المنافسة الشديدة بين كتيباتها وما يبث عبر التقنية الحديثة الا انها استطاعت ان تحظى بقبول من الصغار وتكسب رضا الأمهات، سيدة اخرى أسست مشروعا للأكلات الخفيفة الرائعة لجمعية خيرية تعتني بالعجزة، وإذا كنّا نتحدث عن التقاعد فإننا لا يمكن ان ننسى جهود سيدات نذرن انفسهن للعمل التطوعي ومساعدة الضعفاء وتسهيل امورهم ورفعهم من الحاجة الى المشاركة الفعالة ًوهذا اهم شيء يجب الحرص عليه. لعلنا نرى ان هناك أشياء صغيرة تتحد للتنمية، حيث إن المجالات الصغيرة هي التي تساعد بتضافرها على دفع عملية التنمية المستدامة وكسب ايضا دوافع اخرى لعجلة المجتمع وتنمية قدراته. هناك معوقات لعملية التنمية منها المجاعات والكوارث والأوبئة ومنها ايضا التحركات السياسية والحروب، حيث تتجه الموارد لغير التنمية والتطوير، وحيث يكون التدمير يسبب ضياع الكثير من الجهود المخلصة. روح الشباب مع خبرات متراكمة للكبار وتحرر من الضغوط تلك كلها تدفع عجلة التنمية نحو زيادة الموارد والمكاسب المعرفية ومن ثم تناقل الخبرات مع تطويرها.

مشاركة :