عقد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان أمس الأربعاء (10 يونيو/ حزيران 2015) اجتماعاً مفاجئاً مع مسئول كبير قي حزب الشعب الجمهوري المعارض، في وقت تدرس القوى السياسية التركية إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية. وخسر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في الانتخابات التشريعية الأحد الغالبية المطلقة التي يتمتع بها منذ 13 عاماً في البرلمان. واثر هذه النتائج تجد البلاد نفسها اليوم أمام خيارين، إما تشكيل حكومة ائتلافية أو إجراء انتخابات مبكرة. وعقد أردوغان، الذي لم يعلق حتى الآن على النتائج، اجتماعاً لم يعلن عنه مسبقاً استمر ساعتين في أنقرة مع دنيز بايكال الذي كان رئيس حزب الشعب الجمهوري حتى العام 2010. ويأتي الاجتماع وسط تكهنات بأن الخروج من الأزمة الحالية قد يكون في تشكيل حكومة ائتلافية بين حزبي «الشعب الجمهوري» و «العدالة والتنمية». وبعد الاجتماع قال بايكال للصحافيين «وجدت الرئيس منفتحاً على كافة أشكال الائتلاف»، مشيراً إلى أنه لم ير أية معارضة من قبل الرئيس على تشكيل ائتلاف يضم أطياف المعارضة من دون حزب العدالة والتنمية. وتابع «يجدر على الأحزاب السياسية التشاور في ما يتعلق بالائتلاف. إن الرئاسة لن تمنع أي اجماع». وأشار إلى أنه سيبلغ رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليشدار أوغلو بنتائج الاجتماع. ولفت بايكال (76 عاماً)، والذي من المفترض أن يتولى رئاسة البرلمان بالوكالة على اعتبار أنه الأكبر سناً، إلى أن الاجتماع عقد بطلب من أردوغان. وأثار الاجتماع استياءً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث ذكّر البعض بسخرية أردوغان من بايكال إثر استقالته من رئاسة حزب الشعب الجمهوري على خلفية فضيحة جنسية. ويرى معلقون أن خيار إجراء انتخابات مبكرة بدأ بالتراجع أمام احتمال تشكيل ائتلاف حكومي. وكتب عبد القادر سيلفي، المقرب من حزب العدالة والتنمية، في صحيفة «يني شفق» اليومية أن «نبض أنقرة يتغير كل دقيقة». وتابع «ليلة الانتخابات كانت الترجيحات تميل لصالح تنظيم انتخابات مبكرة. ولكن اليوم، ومع هدوء صخب الانتخابات، بدأت الترجيحات تميل تجاه حكومة ائتلافية». من جانب آخر، اتهم زعيم حزب الشعب الديمقراطي الموالي للأكراد، صلاح الدين دمرداش، الحكومة التركية أمس (الأربعاء) بالوقوف عمداً في موقف المتفرج فيما يتصاعد العنف بالمنطقة التي يغلب على سكانها الأكراد في جنوب شرق تركيا. وأصيب شخصان الليلة قبل الماضية ليرتفع عدد المصابين إلى سبعة فيما لا تزال التوترات متصاعدة في مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية بعد أيام من انتخابات برلمانية أدت إلى دخول الحزب الموالي للأكراد البرلمان للمرة الأولى. وقال دمرداش للصحافيين في أنقرة إن الحكومة والرئيس رجب طيب أردوغان التزما الصمت لتقويض نجاح حزبه في الانتخابات التي جرت يوم الأحد. وأضاف دمرداش «أناس يتخذون خطوات لدفع البلاد نحو حرب أهلية ورئيس الوزراء والرئيس مختفيان». وقال «ترى هل ينتظران حتى تنزلق البلاد إلى حرب أهلية ليقولا: انظروا إلى مدى أهمية حزب العدالة والتنمية». ويقول حزب الشعب إن عدد الهجمات العنيفة التي تعرض لها أثناء الانتخابات بلغ 140 هجوماً في مسعى مدبر لربطه بالعنف وكان من بينها انفجار وقع في تجمع سياسي في ديار بكر في الخامس من يونيو الجاري ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص. وقال دمرداش إن كل الهجمات تنبع من «مركز» واحد. وأضاف أن المفجرين تربطهم صلات بمقاتلي تنظيم «داعش» في سورية. وأعلن مسئولون أمس أن السلطات التركية أوقفت 17 شخصاً على خلفية الصدامات بين فصائل كردية متنافسة ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص واشعل التوترات في مدينة ديار بكر بعد أيام على الانتخابات التشريعية. وجاء في بيان لمكتب محافظ ديار بكر أنه تم اعتقال 17 مشتبهاً بهم على خلفية أعمال العنف. وأشار مكتب المحافظ إلى أن الشرطة صادرت أسلحة كلاشينكوف ورصاص خلال مداهمات لـ27 مكاناً في ديار بكر.
مشاركة :