اضطرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الأربعاء، للتدخل ومناشدة أفراد شعبها إلى احترام التعليمات الصحية؛ لوقف انتشار وباء «كورونا» المستجد، الذي اعتبرته أكبر تحد يواجه البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.وخاطبت ميركل الألمان، مساء أمس، للمرة الأولى عبر التلفزيون منذ وصولها إلى السلطة عام 2005، واعتبرت أنّ مكافحة فيروس «كورونا» المستجد، تمثّل «أكبر تحد» تشهده ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت في كلمتها المتلفزة «منذ الوحدة الألمانية؛ بل منذ الحرب العالمية الثانية، لم يشهد بلدنا تحدياً يتوقف إلى هذا الحد على تضامننا».وقالت المستشارة الألمانية: «أعتقد بشدة أننا سننجح في هذه المهمة في حال نظر المواطنون جميعاً إليها على أنّها مهمتهم». وتناولت كلمة ميركل «ما ينبغي القيام به حالياً في ألمانيا لإبطاء تفشي الفيروس، وكيفية مشاركة كل فرد في ذلك».ولم تعلن ميركل عن أي إجراء جديد، علماً بأن المدارس مغلقة، وأغلب المتاجر «غير الأساسية» تغلق أبوابها بشكل تدريجي.وتأتي مداخلة ميركل بعدما حذر مركز «روبرت كوخ للأمراض الجرثومية والمراقبة الصحية» من خطر أن يطاول فيروس «كورونا» خلال بضعة أشهر عشرة ملايين شخص في ألمانيا إذا لم يتم تنفيذ الإجراءات التي اتخذتها الحكومة والمقاطعات في شكل صحيح. وحذر رئيس المعهد لوتار فيلر في مؤتمر صحفي في برلين من أنه «إذا لم نتمكن من خفض الاتصالات بين الناس فعلياً لأسابيع، فمن الممكن أن نشهد خلال شهرين أو ثلاثة أشهر إصابة عدد قد يصل إلى عشرة ملايين شخص في ألمانيا». وعلى غرار ما حصل في فرنسا، استغل الألمان عودة الطقس المشمس لارتياد الحدائق العامة نهاية الأسبوع الفائت، ما اضطر الشرطة إلى التدخل في متنزهين على الأقل في برلين لإخلائهما من مئات الشبان. واضطرت الشرطة للتدخل في حديقتين على الأقل في برلين؛ لمنع مئات من الشباب من «الاحتفال بكورونا» كما ذكرت وسائل إعلام. وخلال 14 عاماً من توليها الحكم، لم يسبق لميركل أن خاطبت مواطنيها عبر التلفزيون إلا بمناسبة حلول رأس السنة. وهذا النوع من الكلمات المتلفزة ليس من التقاليد السياسية في هذا البلد. (وكالات)
مشاركة :