البابا يدعو بوتين الى القيام ب"جهد صادق" من اجل السلام في اوكرانيا

  • 6/11/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

حث البابا فرنسيس الاربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على القيام ب"جهد صادق" من اجل السلام في اوكرانيا، وذلك بعد ساعات من لقاء الرئيس الروسي رئيس الوزراء الايطالي ماتيو رينزي وانتقاده العقوبات الغربية على بلاده. وقال الفاتيكان في بيان اثر لقاء جمع بين بوتين والبابا ان "الحبر الاعظم اكد على ضرورة القيام بجهد كبير وصادق لتحقيق السلام في اوكرانيا. وتم الاتفاق على اهمية اعادة بناء مناخ من الحوار والتزام كل الاطراف بتطبيق اتفاقات مينسك". ودام اللقاء بين بوتين والبابا في الفاتيكان نحو 50 دقيقة بحضور مترجمين. وتابع البيان ان المحادثات شملت الملف الاوكراني والوضع في الشرق الاوسط. وراى البابا والرئيس الروسي انه لا بد من ان تتوفر في الشرق الاوسط "الشروط اللازمة لبقاء كل مكونات المجتمع ومن ضمنها الاقليات الدينية وخاصة المسيحيين". وقدم البابا الى الرئيس الروسي ميدالية تمثل "ملاك السلام الذي ينتصر على كل الحروب ويتكلم عن التضامن بين جميع الشعوب"، بحسب ما نقل صحافيون عن البابا قوله عند تسليمه الميدالية لبوتين. وبدت تعابير البابا في بداية اللقاء صارمة الى حد ما ولم يبتسم، في حين كان اكثر ودية في نهاية اللقاء. من جهته قدم الرئيس الروسي للبابا قطعة من القماش مطرزة بالذهب، قائلا له "هذه هي كنيسة المخلص التي دمرت خلال العهد السوفياتي قبل ان يعاد بناؤها". وكان بوتين الذي يعرف عن نفسه بانه ارثوذكسي ورع وصديق للكنيسة الروسية، التقى البابا الجديد في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2013. ومنذ ذلك الحين خرج النزاع في سوريا تماما عن السيطرة ووضع النزاع في اوكرانيا الفاتيكان والبابا امام تحد جديد يكشف هامش التحرك الضيق الممكن لهما. وفي اوكرانيا ينتمي معظم المتمردين الى الكنيسة المسيحية الارثوذكسية التابعة لبطريركية موسكو ويقاتلون ارثوذكسا اخرين وايضا كاثوليك (الكنيسة الوحدوية) تابعين لروما. ولم يكف الكرسي الرسولي والبابا عن دعوة الاوكرانيين الى المصالحة ووقف الحرب بين "الاخوة" المسيحيين. وعشية اللقاء اعرب راس الكنيسة اليونانية الكاثوليكية (وحدوية) في اوكرانيا المونسنيور سفياتوسلاف تشيفتشوك الثلاثاء عن امله في ان يكون البابا فرنسيس "صوت المستضعفين". لكن الفاتيكان ظل شديد الحذر في موقفه من هذه الازمة ما اثار استياء الكاثوليك الوحدويين الذي كانوا يودون صدور ادانة مباشرة للسياسة الروسية في اوكرانيا. وتأخر الرئيس الروسي نحو ساعة عن موعده مع البابا ووصل الى روما قادما من ميلانو (شمال) حيث التقى رئيس الحكومة ماتيو رينزي. وفي ميلانو انتقد بوتين العقوبات المفروضة على بلاده، فيما اعتبر رينزي ان روسيا قوة كبيرة يحتاج اليها العالم. وزار بوتين ميلانو لمناسبة يوم روسيا في المعرض الدولي. وكان رينزي في استقباله اضافة الى جمع من السياح حمل كثيرون منهم اعلاما روسية للترحيب به. وشكل اجتماع بوتين برينزي ثم بالبابا فرصة جيدة لبوتين لكسر عزلته الدبلوماسية التي تزايدت منذ استبعاد بلاده من مجموعة الثماني لتعود الى تسميتها السابقة لانضمام روسيا اليها وهي مجموعة السبع. ولا تعتبر ايطاليا من "الصقور" في العلاقات مع روسيا الا انها وقعت البيان الشديد اللهجة الذي صدر الاثنين في ختام قمة قادة مجموعة السبع في بافاريا. واجمع قادة الدول السبع في البيان على ربط مدة العقوبات المفروضة على روسيا ب"التطبيق الكامل لاتفاقات مينسك" الموقعة في شباط/فبراير لوقف اطلاق النار في اوكرانيا، وب"احترام سيادة" كييف. لكن رينزي ابلغ ضيفه انه يأسف لهذا الوضع وانه لا يزال يعتبر روسيا نقطة ثقل في الدبلوماسية العالمية. وفي السياق نفسه، اعتبر رينزي ان احترام اتفاقات مينسك-2 هو "البوصلة والنقطة المرجعية" لتسوية الازمة في اوكرانيا، آملا ان يتيح التزام كامل بهذه الاتفاقات "استبعاد ما يشكل اليوم عنصر الخلاف الوحيد". وقال "اذا عدنا الى كل الملفات الاخرى، يمكن بالتاكيد ان تكون هناك تقييمات وحساسيات ومصالح قومية مختلفة، ولكن يبقى هناك تطابق عميق". من جهته اكد بوتين اهمية التوصل الى تسوية "سلمية" للازمة الاوكرانية، لكنه لاحظ امام مجموعة من رجال الاعمال الايطاليين ان العقوبات تضر ايضا بالدول التي تفرضها، مشددا على ان هذا الامر ينطبق خصوصا على ايطاليا التي كانت تربطها بموسكو علاقات اقتصادية وثيقة. وقال الرئيس الروسي ان "الغاء العديد من المشاريع (العسكرية) المشتركة يعني ان الشركات الايطالية خسرت مليار يورو. كان يمكن ان تؤمن نشاطا ووظائف. وهذا لم يحصل بسبب العقوبات". واضاف "اعول على انه عاجلا ام آجلا لن تكون هناك هذه القيود التي نواجهها حاليا". وبالنسبة الى مجموعة الدول السبع التي استبعدت منها روسيا وتوعدت هذا الاسبوع بتشديد عقوباتها على موسكو، اكد بوتين ان بلاده لم يعد لها "اي علاقة" بهذه المجموعة بعدما قرر اعضاؤها انهم "لا يحتاجون الى وجهة نظر بديلة". ومساء الاربعاء غادر بوتين ايطاليا بعد ان التقى نظيره الايطالي سيرجيو ماتاريلا. وفي مطار فيوميتشينو في روما التقى بوتين "صديقا كبيرا" له هو رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلوسكوني الذي سبق وان قضى واياه سهرة في ميلانو استمرت حتى الثالثة فجرا في تشرين الثاني/نوفمبر على هامش قمة اسيم بين اوروبا وآسيا.

مشاركة :