تحقيق إخباري: ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي يلقي بظلاله السلبية على الاقتصاد الفلسطيني

  • 3/20/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله/غزة 19 مارس 2020 (شينخوا) يلقي ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي بظلاله السلبية على الاقتصاد الفلسطيني في ظل تنامي مواجهة فيروس كوفيد-19 (كورونا) منذ عدة شهور، وسط تخوفات من سيطرة الكساد الاقتصادي على العالم لفترة طويلة. ويرجع خبراء اقتصاديون فلسطينيون أن ارتفاع أسعار الدولار الأمريكي مقابل العملات الأجنبية، جاء بسبب الهبوط الحاد الذي شهدته الأسواق المالية العالمية، نتيجة لهبوط المستثمرين بالأوراق المالية والأسهم وانخفاض سعر النفط في العالم. وبحسب الخبراء قد يواجه العالم كسادا سيكون الأكبر والأطول يشهده التاريخ العالمي، مما سيساهم في خفض العملية الإنتاجية العالمية، وارتفاع نسبة البطالة إلى أعلى مستوياتها منذ عقود. ويرى الخبير الاقتصادي نور أبو الرب من رام الله أن الارتفاع في أسعار الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي (العملة المتداولة محليا) سيؤثر سلبا على جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، موضحا أنه "على الرغم من أن اقتصاد فلسطين صغيرا إلا أنه معرض للانهيار تماما". ويقول أبو الرب لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "السلطة الفلسطينية تعتمد على المعونات الخارجية، وتتلقى المساعدات بالدولار الأمريكي في حين أن جميع معاملاتها البنكية بالعملة الإسرائيلية الشيكل، وبالتالي فإن ذلك سيؤثر سلبا على وضعها الاقتصادي"، منوها إلى أن فرق السعر في العملات سيساهم بشكل كبير في زعزعة الاقتصاد الفلسطينية. وأضاف "أما على مستوى الأفراد، فكل من اقترض من البنوك بالعملة الأمريكية ويتلقى راتبه بالعملة المحلية فإنه سيكون عرضة لخسارة أكبر، مما ينذر بضعف القوة الشرائية في الأسواق"، منوها إلى أن ذلك سيزيد من كساد الأسواق الفلسطينية. ويعيش الفلسطينيون في حالة طوارئ وتشديد الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا، خاصة بعد أن وصل عدد المصابين بالفيروس إلى 41 شخصا، غالبيتهم من مدينة بيت لحم. ويرى أبو الرب أن حالة الطوارئ لوحدها أوقف الأسواق الفلسطينية، والمصانع وكل العمليات الشرائية "ولا يعرف أحد إلى متى سيبقى الحال على ما هو عليه حاليا، فبالتأكيد ستحتاج السلطة إلى وقت أكبر لتدارك الآثار السلبية على الاقتصاد الوطني". من جانبه يرى الخبير الاقتصادي عمر شعبان من قطاع غزة، أن "عدم استقرار الدولار الأمريكي" سيؤثر سلبا على الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام بدءا من الأسواق المحلية التي ستشهد ركودا، نتيجة لغلاء الأسعار التي ستظهر بشكل تلقائي. ويقول شعبان إن "جميع التجار الفلسطينيين يتعاملون بالدولار الأمريكي في عملياتهم الشرائية، إلا أنهم يبيعون بضائعهم بعملة الشيكل الإسرائيلي، بالتالي سيضطرون إلى رفع الأسعار بشكل كبير كي يتفادوا الخسارة"، وأن ذلك سيؤثر سلبا على العملية الشرائية في الأسواق المحلية. ويضيف "قد تتأثر الشركات المساهمة الفلسطينية مثل الاتصالات وجوال، في حال كانت تحصل على مقتنياتها الرأسمالية بالعملة الأمريكية، في حين تتعامل مع السوق المحلي بعملة الشيكل"، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تكبدهم خسائر مادية أو تقليل نسبة أرباحهم بشكل ملحوظ. ويتوقع شعبان بأن يبقى الدولار الأمريكي مرتفعا خلال الفترة المقبلة، إلى حين السيطرة على فيروس كورونا المنتشر في العالم، والذي يسبب هلعا كبيرة بين المجتمعات الدولية بشكل عام. وتشهد أسعار البضائع في الأسواق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ارتفاعا ملحوظا منذ بدء أزمة كورونا، لكنها اشتدت في الأيام القليلة الأخيرة عقب ارتفاع صرف الدولار الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي. ويتخوف التجار الفلسطينيين من تكبد خسائر هائلة في بضائعهم المتكدسة في الأسواق، في حال استمر الدولار الأمريكي بالارتفاع لفترة أطول، مما ينذر بركود اقتصادي ضخم في الأراضي الفلسطينية. ويقول تاجر الملابس محمد يوسف من الضفة الغربية لـ ((شينخوا))، إنه يستورد البضائع من خلال المعابر الإسرائيلية ويدفع ثمنها بعملة الدينار الأردني أو ما يعادلها بالدولار الأمريكي، ما يقلل نسبة البيع عندي ويتسبب بخسارته. ويضيف يوسف (39 عاما) وهو أب لطفلين " لا يمكن تجاوز هذه الأزمة الاقتصادية بسهولة، خاصة وأننا نعاني من ركود اقتصادي حاليا بسبب حالة الطوارئ المفروضة على الضفة الغربية نتيجة اكتشاف مصابين كورونا في فلسطين"، منوها إلى أنه غير متفائل في الأيام المقبلة وأنه "خاسر لا محالة". وينوه إلى أن المستهلك البسيط لن يتقبل أي ارتفاع على أسعار السلع في الأسواق، خاصة وأن الوضع الاقتصادي الفلسطيني يشهد تدهورا نتيجة الوضع السياسي الذي تعيشه البلاد، وخاصة بعد إعلان صفقة القرن الأمريكية التي أثرت سلبا على الحياة الاقتصادية في فلسطين. ويصرف الدولار الأمريكي بحوالي 3.84 شيقلا إسرائيليا، مسجلا انخفاضا في سعره، حيث وصل قبل نحو يومين إلى 3.87. وأدى الارتفاع المفاجئ بأسعار الدولار إلى "مضاربة" بعض المستثمرين الفلسطينيين للعملات، في محاولة منهم للتربح من وراء عدم الاستقرار بأسعار الدولار وتغيرها أكثر من مرة خلال اليوم الواحد. وسرعان ما قام محمد أبو إبراهيم، وهو في الأربعينات من عمره ومن سكان قطاع غزة، ببيع حوالي 40 ألف دولار أمريكي مقابل الشيكل. ويقول أبو إبراهيم "هذه فرصة ذهبية بالنسبة لي للربح من التذبذب في أسعار الدولار، حيث أنني أبيع ما هو موجود بحوذتني وأنتظر حتى ينخفض سعره ومن ثم أعود لشرائه مرة أخرى". ويوضح أنه تمكن من ربح أكثر من أربعة آلاف دولار أمريكي خلال يومين فقط، نتيجة لمضاربته للعملة الأمريكية مقابل العملة الإسرائيلية. لكن محال الصرافة في قطاع غزة توقفت عن شراء الدولار الأمريكي، نتيجة لتزايد أعداد الناس الذين يبيعون الدولار الأمريكي في الآونة الأخيرة./نهاية الخبر/

مشاركة :