تفاقم مأساة نازحي الانبار مع رفض الحكومة العراقية دخولهم بغداد

  • 6/12/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

منفذ جسر بزيبز الواقع في محافظة الأنبار العراقية والذي يفصلها عن العاصمة بغداد والذي لم يكن معروفا حتى عند ساكني المحافظة ذاع صيته في الآونة الأخيرة وأصبحت كلمة /بزيبز/ متداولة في الشارع العراقي بفعل ما تناولته وسائل الأعلام المحلية والعربية وحتى العالمية أثر قيام الحكومة المركزية بإغلاقه أمام أبناء الأنبار ومنعتهم من دخول بغداد طلبا للأمان . وأصبح المنفذ شاهدا على مأساة طفل عطشان وأم ثكلى فقدت أحد أبناءها وحسرة والد لا يستطيع جلب الطعام الى أبنائه الجائعين . منفذ بزيبز لم يصبح الرابط الوحيد لمحافظة الأنبار بالعاصمة بغداد بل أصبح رابطا ينقلهم من الموت في لحظة ما ، جراء وحشية تنظيم يتخذ من القتل والذبح ضد المدنيين نساء وأطفالا سياسة ، الى حياة شبه آمنة تعطي لهم فسحة من الأمل للعيش بطمأنينة. ستبقى كلمة /بزيبز/ مخلدة ومطبوعة في أذهان ساكني الأنبار وسيتوارثها الأجبال القادمة لقساوة ومرارة الجريمة التي اقترفتها الحكومة ضد أبناء شعبها بغير حق . فإغلاق منفذ بزيبز ستبقى "جريمة العصر" ووصمة وعار تلاحق جميع مسؤولي الحكومة برئاسة حيدر العبادي لرفضهم دخول أبناء جلدتهم من ساكني الانبار الى عاصمتهم هربا من بطش تنظيم داعش والذي سينفذ مجازر مروعة بحقهم اذا ما بقوا في مساكنهم ليجدوا أمامهم السلطات الحكومية برفضها السماح لهم بالدخول الى "عاصمتهم الرشيدة" بغداد ليكن حال النازحين تحت منطلق /البحر من امامكم والعدو من خلفكم./ آلاف النازحين يحملون آلاف القصص عن معاناة وقسوة ومرارة يقفون عند منفذ جسر بزيبز وهم ينظرون بحسرة الى الوراء حيث تركوا مجبرين حالهم ومالهم وذكرياتهم منذ خروجهم من منازلهم في رحلة رافقتها مشاهد الموت والمخاطر وصولا إلى المعاناة الكبرى والتي تختزل معاناة سنين طويلة الا وهي لحظة انتظارهم في معبر /بزيبز/ في ظل حرارة الجو القاتلة وشحة المواد الغذائية وعدم وجود المأوى . وخلال جولة حزينة ومتعبة عند المنفذ جلب الانتباه صراخ امرأة مرتوي بالحزن والحسرة الموجعة وهي تقول بـاللهجة الأنبارية الدارجة /راحت بنتي موتوها الميخافون من لله / وعند تتبع هذا العويل المؤلم "وجدنا امرأة في الأربعين من عمرها يحيط بها جمع من النساء يحاولن مواساتها والتخفيف عنها وهي تلطم على وجهها باكية بكاء ينفطر له الحجر". وعند الاستفسار عن قصة تلك المرأة وما أسباب هذا الصراخ قالت أحدى قريباتها وتكنى بأم عباس إن " تلك المرأة متزوجة منذ عقدين من الزمن ولم يرزقها لله تعالى بزينة الحياة الا وهي الأطفال وأصبحت في صراع مستمر مع نفسها تتمنى وتذرف الدموع في مناجاة الليل تدعو ربها بأن يرزقها طفلا وشاء القدر ان يرزق الله تلك المرأة بطفلة منذ ثلاث سنين". وأضافت :"وخلال هروب المرأة من منزلها الواقع وسط الرمادي وهي تحمل أبنتها الوحيدة اندلع تبادل لإطلاق النار بين مسلحي داعش والقوات العسكرية وخلال تلك المناوشات المسلحة استقرت رصاصة لعينة في رأس أبنتها حتى أودتها قتيلة وهي في يد أمها لتنتشر الدماء الزكية للطفلة في جسد والدتها لتنتقل روحها الزكية من تلك الدنيا اللعينة الى لله تعالى لتكون طيرا من طيور الجنة". وأغلقت السلطات الحكومية العراقية منفذ /بزيبز/ أمام مئات الألاف من العوائل النازحة من أهالي الانبار التي ترهن العبور من خلاله الى العاصمة بغداد بكفالة ضامن كونه الطريق الوحيد الذي يربط الأنبار بالعاصمة بغداد ،الأمر الذي جعل من تلك العوائل تعيش في ظروف سيئة تعيسة وغير مسبوقة لعدم وجود مياه الشرب والمواد الغذائية والمأوى علاوة على انتشار الأمراض المعدية ما بين الأطفال. فيما أكدت الحكومة المركزية ان سبب إغلاق المنفذ لمنع المندسين الارهابيين الذين يحاولون التنكر بصفة النازحين والدخول الى بغداد لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية . وخلال الجولة في منفذ /بزيبز/ لنقل معاناة العوائل التي تنتظر شفقة السلطات الحكومية بفتح معبر بزيبز بغية دخولها الى العاصمة بغداد ، صادفنا منظر هو اكثر ألما وحسرة من منظر المرأة المسكينة ،فوالد يبكي وعينه تذرف الدموع الغزيرة أمام أحد أطفاله وهو عاجز على تقديم شيء يخفف من ألم طفله المسكين أثر إصابته بلدغة قاتلة من ثعبان صغير كون منطقة /بزيبز/ هي منطقة صحراوية تنتشر فيها الأفاعي والثعابين فضلا عن الحشرات المتنوعة السامة .

مشاركة :