شكا نازحون عراقيون من محافظة الأنبار من استمرار غلق جسر بزيبز الرابط بين الأنبار وبغداد أمام العوائل النازحة والهاربة من خطر تنظيم داعش داخل الرمادي مركز محافظة الأنبار. وانتقد النازحون استمرار الحكومة العراقية في وضع العقبات أمام دخولهم لبغداد للسكن فيها أو المرور عبرها إلى محافظات إقليم كردستان العراق مطالبين بتقديم الخدمات لهم وتسهيل إجراءات الدخول على أساس أنهم عراقيون ودون تركهم تحت سيطرة تنظيم داعش. وقال المواطن أحمد خلف (43 عاماً): خرجت من بيتي من مدينة الرمادي أنا وعائلتي هرباً من المعارك الجارية ضد تنظيم داعش قبل ثلاثة أيام لكني تفاجأت بعدم إمكانية العبور من على جسر بزيبز من قبل القوات الأمنية. وأضاف أن جسر بزيبز كان مفتوحاً أمام كافة العوائل إلا أن القوات الأمنية بدأت تضع العراقيل ولا تسمح بعبور النازحين إلا لبعض الحالات النادرة لكن أغلب العوائل افترشت الأرض أمام الجسر كونها هربت من تنظيم داعش والحكومة أغلقت أبواب المساعدة أمامهم ولم تسمح لهم بالدخول وكأنهم غير عراقيين. وهناك انتقادات أخرى وجهت للقوات الأمنية من قبل مواطنين عند جسر بزيبز، حيث أكد بعض المواطنين أن من لديه صداقات وأقارب من أفراد القوات الأمنية فإنه يعبر بسهولة تامة بينما لا يسمح لحالات إنسانية صعبة للبعض بالدخول. وقال ضابط في القوات الأمنية العراقية المسؤولة عن منفذ بزيبز رفض ذكر اسمه إن الأوامر التي تصدر بفتح أو غلق الجسر هي إما من قيادة العمليات العسكرية أو من قبل رئاسة الوزراء. وأكد الضابط أننا نتساهل أمام الحالات الطبية التي تتطلب العبور لأجل العلاج ولكن ليس لدينا أمر بعبور كافة العوائل، مضيفاً أن عدداً من عناصر القوات الأمنية تقدم المساعدات اللازمة تجاه العوائل القاطنة أمام الجسر. وقالت الحاجة أم علي (69 عاما): خرجنا أنا وأبنائي من بيتنا حفاظاً على أرواحنا من داخل مدينة هيت غرب الرمادي وفوجئنا بعدم السماح لنا بالعبور على جسر بزيبز الذي يجب تسميته جسر الذل. وأضافت أنها نصبت خيمتها وافترشت الأرض بالقرب من الجسر بانتظار إشارة الدخول لبغداد هي وعائلتها. وألقت أم علي اللوم على محافظ الأنبار صهيب الراوي ومجلس المحافظة قائلة لقد انتخبناهم ولم يقدموا لنا شيئاً وتجاهلونا وتركونا تحت الأمطار والفيضانات ولم يحركوا ساكناً تجاهنا ونجدد مطالبتنا بمساعدتنا المادية والمعنوية وفتح جسر بزيبز أمامنا كونها من أبسط المطالب. وقال جاسم العسل عضو مجلس محافظة الأنبارطالبنا الحكومة المركزية مرارا وتكرارا بفتح الجسر بوجه العوائل وعدم عرقلة دخولهم كونهم هربوا من خط المعارك في المحافظة. وأكد أن رئيس الوزراء أمر بفتح المعبر في وقت سابق لكنه وكما يبدو مجرد طرح للتسويق الإعلامي ليس إلا. ويعد جسر بزيبز المنفذ الوحيد على نهر الفرات لعبور الاشخاص والسيارات من محافظة الأنبار إلى بغداد منذ انطلاق العمليات العسكرية بين القوات العراقية وتنظيم داعش العام الماضي، وشهد وفاة العديد من النازحين بسبب الزحام والحر الشديد صيفاً والأمطار والبرد شتاء بسبب صرامة إجراءات العبور حيث تخشى السلطات العراقية تسلل بعض عناصر داعش إلى العاصمة العراقية بغداد. (د ب أ)
مشاركة :