لكي نتولى زمام الأمور، لنواجه الأمر: لا يستطيع التنفيذيون ممن يشغلون مناصب حساسة تحقيق التوازن بين حياتهم المهنية والعملية. ففي عالم مترابط يسهل أن تقوم بعملك؛ لكن بقيامك بذلك تبعد عنك عائلتك. قد يتحول الإنكار إلى ضبابية إلى أن يصبح الوضع أصعب من أن تتحمله عائلتك، ولكن يمكنك استعادة زمام أمورك. المفتاح هنا، أن تتأنى بخصوص ابتكار استراتيجية تحقق لك التوازن بين العمل وحياتك الشخصية، استنادا إلى خيارات واعية كما تفعل في العمل. إليك كيفية فعل ذلك: إيجاد مساحة للتفكير والمشاعر، وهنا ابدأ بتحديد أولوياتك في الحياة. أولا، اسأل نفسك، "ما الشخص الذي أريد أن أكون عليه؟" تصور نفسك شخصا مثاليا. فكر مليا في أولوياتك بناء على الشخص الذي ترغب أن تكون عليه. ثم كن فضوليا؛ وابدأ بمعاينة تصرفاتك. الفضول يولد الوعي، والوعي يرى الحقائق. كيف كان أسبوعك؟ كيف قضيت يومك؟ متى انخرطت في نشاط مع عائلتك؟ هل أنت حاضر بشكل كامل أم ذهنك مشغول؟ اسأل عائلتك عن رأيها وشعورها إزاء ما تفعله، وماذا يريدون منك؟. ابحث عن أي تعارض واجهته، وكيفية شعورك حيال ذلك. اسأل نفسك، "ما الذي يجري بداخلي؟". قد تشير مشاعرك إلى شيء مهم على المحك. كما ستساعدك على رؤية الوضع كما هو، وترشدك إلى خيارات أفضل. أنصحك بطلب دعم من مدرب أو صديق أو شخص تثق به خلال هذه العملية. عليك تحديد خيارات واقعية، وضع خطة عمل، ومن ثم ضع خطة عمل تتماشى مع أولوياتك، وكن صادقا وموضوعيا حيال ما يمكنك تغييره. يجب أن تكون الخطة لمدة شهرين، وأن تبدأ باثنين من التغييرات التي تستطيع التحكم فيهما: على سبيل المثال، اصطحاب الأطفال إلى منطقة الألعاب من الساعة الخامسة حتى السابعة مساء دون أن تجيب على أي اتصالات. عند وضع الخطة؛ يجب أن تضع في الحسبان الأمور التي قد يخبئها لك الشهران المقبلان في العمل. هل أنت بصدد فترة ذروة؟، ولديك كثير من الأمور التي يتوجب عليك إنهاؤها، أم أنك قادر على العمل باعتدال؟ هل لديك سفر؟ يجب أن يعكس جدول أعمالك التزاماتك. اختر وقتا محددا كل أسبوع لتسجيل الأمور التي يتوجب عليك فعلها، وقم بمراجعة خطتك للأسبوع التالي. ذكر نفسك أنك تشارك بتلك الأعمال؛ لأنك اخترت ذلك وليس لأنه يتوجب عليك فعل ذلك. كن واضحا حيال سبب اختيارك لكل منها، وإذا ما كانت تتماشى مع أولوياتك. يجب أن تعلم أن كل أمر توافق عليه يعني أنك تلغي أمرا آخر. دع عائلتك ترى الخطة لتعرف رأيهم فيها. ولذلك عليك أن تعمل بتواصل، وفي الوقت نفسه اطلب رأي الآخرين في ضوء تنفيذ خطتك الجديدة، وخلال المراجعة الأسبوعية انظر مليا إلى ما يناسبك وما قد لا يناسبك، وكيفية شعورك حيال ذلك. بناء على رأي عائلتك حدد الأمور التي ترغب في الاحتفاظ بها والأخرى التي ترغب في تغييرها. فكلما فكرت وراجعت مشاعرك، ستتواصل مع نفسك والأمور التي تعنيك. وكلما تواصلت مع عائلتك بشكل أكبر، ستشعر أنك حاضر معهم أكثر. لا تدفن رأسك في الرمل بعد الآن، فمن خلال تحديد أولوياتك ووضع خطة، والتواصل، ستصبح علاقتك مع عائلتك صحية أكثر، وستحصل على سلام داخلي.
مشاركة :