عُرٍف قدماء المصريين بأنهم كانوا شعبا مولعا بالحفلات وحياة المرح والسعادة، وكانوا يقبلون على الرقص والغناء، وكانوا يعرفون كيف يستمتعون بأوقات فراغهم، وكانوا حريصين على أن تكون تلك الأوقات بمثابة «فاصل راحة مبهج» بعد ساعات الكد اليومى، وكانت حفلات اللهو والرقص والمرح تقام في المعابد من دون أن يعتبروا ذلك من مظاهر الخلاعة. وبحسب دراسة صدرت في مناسبة احتفالات العالم بيوم السعادة الذي يحل في العشرين من شهر مارس من كل عام، فإنه من المدهش أن الصراع الضاحك بين القط والفأر، وهو الصراع الذي تجسده حلقات مسلسل العرائس المتحركة الشهير «توم وجيري» هو أمر عرفه قدماء المصريين قبيل آلاف السنين. الدراسة التي أعدها المدير العام لمنطقة آثار الأقصر ومصر العليا الدكتور محمد يحيى عويضة تشير إلى أن النزاع بين القط والفأر كان من الموضوعات العامة في الأدب الشعبي بمصر الفرعونية، وان هناك صورا تهكمية وجدت على قطع الأوستراكا وعلى أوراق البردي، وهي تصور نماذج من ذلك الصراع الضاحك بين القط والفأر: «فتصبح القطة عبدة لدى مدام فأرة.. ويهاجم جيش من الفئران فرقة القطط المسكينة المحبوسة داخل قلعة»، وأن قدماء المصريين كانوا يصنعون أدوات بهجتهم، ويتفننون في إسعاد مجتمعهم، فجعلوا من النقد التهكمي مادة للضحك والتسلية ومصدرا للسعادة، رغم ما كانت تحمله مثل تلك الصور التي تجسد الصراع بين القط والفأر من تهكم على الأوضاع الاجتماعية وانتقادات للحكام آنذاك، وان المصريين اعتادوا تحويل آلامهم إلى مصدر لسعادتهم قبيل آلاف السنين وإلى اليوم. الدراسة أشارت أيضا إلى أن قدماء المصريين عبدوا آلهة وربات عدة، وأن من بين تلك الآلهة والربات، التي كانت آلهة وربات للسعادة في البلاد مثل الربة «باست» إله الاحتفال والبهجة «بس» إله المرح، و«رع نينت» إله حسن الحظ، و«حتحور» إله الحب والسعادة. ولأن المصريين القدماء كانوا شعبا محبا للفرح والسعادة والمرح، فقد تعددت الأعياد لديهم، وكانت مناسبة للخروج للاحتفال والرقص والاستمتاع بالموسيقى والأناشيد الجماعية التي تنشدها السيدات النبيلات المشتركات في مواكب الأعياد، وأصوات القيثارات وأغاني الغرام، وكان لكل مدينة تقويمها الاحتفالي.
مشاركة :