تقرير إخباري: خطر فيروس كورونا يدفع الفلسطينيين والإسرائيليين لتجاوز خلافاتهما لمنع انتشاره

  • 3/21/2020
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله 19 مارس 2020 (شينخوا) تجاوزت الحكومتان الفلسطينية والإسرائيلية خلافاتهما السياسية في محاولة منهما لمنع تفشي فيروس كوفيد-19 (كورونا) بعد ازدياد حالات المصابين بالمرض لدى الجانبين. وتم تشكيل لجنة متابعة وتنسيق مشتركة تجمع بين الجانبين، لمتابعة تطورات انتشار الفيروس المستجد، واتخاذ القرارات المشتركة من أجل تنفيذ التدابير والإجراءات الوقائية والاحترازية التي تحول دون تمدد الوباء بين الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. وهاتف الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مساء أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث التنسيق المشترك في مواجهة فيروس كورونا المستجد. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) أن ريفلين "أعرب عن ضرورة التنسيق والتعاون بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني لمواجهة أزمة وباء فيروس كورونا المنتشر على مستوى العالم". من جانبه رحب عباس بهذه المبادرة الداعية لتنسيق الجهود لمواجهة "انتشار هذا الفيروس الخطير على المنطقة والعالم". وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية اليوم عن ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس إلى 47 حالة، بعد اكتشاف ثلاث إصابات جديدة تعود 2 منها إلى طالبتين جامعيتين من القدس ورام الله، وطالب ثالث من نابلس. فيما قالت وزارة الصحة الإسرائيلية إن عدد المصابين الإسرائيليين بالفيروس ارتفع إلى 529 إصابة، بعد تشخيص 96 إصابة جديدة. ويعتبر العمال الفلسطينيين حلقة وصل ما بين فلسطين وإسرائيل، خاصة وأنهم يتنقلون بشكل يومي ما بين محافظات الضفة الغربية والمدن الإسرائيلية، مما يشكلون خطرا كبير بزيادة انتقال العدوى ما بين الجانبين. ويشكل مجموع عدد العمال الفلسطينيين نسبة 20 في المائة من القوى العاملة في فلسطين، حيث يوجد حوالي 95 ألف عامل يحملون تصاريح دخول لإسرائيل، فيما يدخل حوالي 35 ألف عامل آخرين عن طريق التهريب بدون تصاريح، بينما يعمل حوالي 30 ألف آخرين في المستوطنات الإسرائيلية. لذلك، أعلنت الحكومة الفلسطينية عن اتخاذ سلسلة إجراءات وقائية واحترازية تحول دون انتقال العدوى ما بين إسرائيل وفلسطين، ومنح العمال الفلسطينيين فرصة ثلاثة أيام لتسوية أمور مبيتهم لدى مشغليهم قبل أن يتم إغلاق المعابر ومنع التحرك بين محافظات الضفة الغربية. ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية العمال الذي يعملون في المستوطنات إلى عدم التوجه إليها حرصا على سلامتهم وسلامة عائلاتهم وشعبهم، وذلك عقب تسجيل العديد من الإصابات بين المستوطنين. من جانبها أعلنت الحكومة الإسرائيلية السماح للعمال الفلسطينيين بالمبيت لدى مشغليهم الإسرائيليين في قطاعي البناء والزراعة، إضافة إلى السماح بدخول العاملين في القطاع الصحي. وصرح منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، كميل أبو ركن، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن "إسرائيل قررت السماح للعمال الفلسطينيين المبيت لدى مشغليهم". وقال أبو ركن إنه "سيتم السماح لمن يريد العودة إلى عائلته قبل انتهاء مهلة الشهرين المقررة لحالة الطوارئ، لكنه لن يتمكن من العودة إسرائيل مرة أخرى". وما إن سمع العامل الفلسطيني نهاد أبو الرب (29 عاما) من قرية جلبون شرق مدينة جنين، حتى حزم أمتعته على عجلة من أمره، متجها إلى حاجز الجلمة شمال المدينة كي يصل إلى عمله في إسرائيل. وودع أبو الرب، وهو أب لطفل وحيد، عائلته قبل أن يذهب في رحلة عمل قد تطول فيها فترة غيابه. ويقول أبو الرب لوكالة أنباء ((شينخوا)) فيما تبدو عليه علامات الحزن "اتخذت أصعب قرار في حياتي، فمن ناحية أنا بحاجة للعمل ومن ناحية أخرى سأترك عائلتي وحدها في ظل هذه الظروف الصعبة". ويضيف "التزاماتي المالية كبيرة جدا، ولا يمكنني المجازفة بمستقبلي والبقاء في البيت"، منوها إلى أنه حصل على تصريح العمل بصعوبة بالغة ودفع مبلغا قدره 800 دولار أمريكي. وأوضح أنه اقترض ثمن التصريح من معارفه، ويجب عليه أن يسدد المبلغ في أسرع وقت، حتى وإن أجبر على ترك عائلته وذهب بعيدا عنها لفترة طويلة، خاصة في ظل أزمة كورونا الحالية. وطالبت الحكومة الفلسطينية المشغلين الإسرائيليين بتوفير الظروف المناسبة للعمال الفلسطينيين والتكفل بتوفير مكان للمبيت لهم في فترة الأزمة. وقال المتحدث باسم وزارة العمل الفلسطينية رامي مهداوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن هناك تنسيقا مشتركا مع الجانب الإسرائيلي بهذا الشأن من خلال اللجنة المشتركة للجانبين، إضافة إلى لجنة فنية من وزارة العمل لمتابعة أوضاع العمال الفلسطينيين". وحمل مهداوي الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سلامة العمال الفلسطينية، مطالبا إياها بضرورة توفير ظروف عمل صحية ملائمة تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية، كي تحميهم من الإصابة بفيروس كورونا. من جهته أكد رئيس قسم التنسيق والسجل في الإدارة المدنية الإسرائيلية الرائد أمير مولا على تكثيف التعاون مع السلطة الفلسطينية في مكافحة فيروس كورونا. وقال مولا في تصريح صحفي مكتوب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه "نحافظ على علاقة مباشرة ومستمرة مع السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بانتشار الفيروس، وهذا تعاون مستمر يزداد قوة". وذكر أن إسرائيل نقلت حوالي 400 طقم فحص للكشف عن الفيروس وأكثر من 500 مجموعة واقية إلى الضفة الغربية وقطاع غزة فيما يتم مواصلة العمل مع السلطة الفلسطينية لمنع تفشي الفيروس باستخدام جميع الوسائل المتاحة.

مشاركة :