مازالت أزمة دوري الدرجة الأولى لكرة القدم على حالها، ورغم الزيارات التي قامت بها اللجنة المؤقتة المنبثقة من المجلس الوطني واللجنة المشكلة من اتحاد الكرة فإن الانسحابات توالت، وبعد الرمس والعربي والجزيرة الحمراء، جاء الدور على نادي التعاون، ودائماً السبب أن اليد قصيرة، حيث الميزانيات المرصودة لاتكفي متطلبات الفريق الأول لكرة القدم. اتخذ مجلس إدارة نادي التعاون قراره بالانسحاب من دوري الدرجة الأولى وخاطب اتحاد الكرة رسمياً قبل إجراء قرعة المنافسة، وبذلك يتقلص عدد أندية الأولى إلى عشرة. والجدير ذكره أن التعاون ثالث نادٍ بإمارة رأس الخيمة ينسحب من دوري الهواة حيث سبقه الجزيرة الحمراء والرمس. من جهة أخرى، اعتبر سيف محمد سيف بن صالح رئيس مجلس إدارة النادي في حديث لالخليج الرياضي أن القرار يصب في مصلحة التعاون ويتماشى مع الاستراتيجية الموضوعة، لافتاً إلى أن الفريق الأول بوضعه الحالي عبء ثقيل ولا يحقق الهدف. وقال محمد سيف: تسلمنا إدارة النادي قبل أسبوعين تقريباً ورأينا أنه من الصعب إجراء تغييرات جذرية لأن التغيير يحتاج إلى سنوات، لكننا قررنا أن تكون هناك خطوات للعمل ووضعنا استراتيجية وخطة، وعقدنا أول اجتماع لمجلس الإدارة في الأول من الشهر الجاري بعد يوم من إعلان المجلس وكان للفريق الأول حظه من النقاش، وتوصلنا إلى أنه لايستوعب أبناء المنطقة وترتيبه متأخر حيث يتذيل الترتيب ولايستطيع المنافسة على المراكز الأولى، وكنا أمام خيارين أحلاهما مر، كما يقولون، إما أن يستمر الفريق في المشاركة بدوري الهواة لمجرد المشاركة وإما الانسحاب وإعادة ترتيب الأمور. ومضى: وجدنا أن الانسحاب أفضل وأنه يتماشى مع التوجه والاستراتيجية الموضوعة، فنحن نسعى إلى التوطين وإلى الاهتمام بأبناء المنطقة والتركيز على الفرق السنية واتخذنا القرار بالإجماع. واسترسل سيف محمد سيف: الفريق الأول يحتاج إلى ما يقارب ال 300 ألف شهرياً وبالطبع لانملكها وقطعاً ليس من المنطقي أن تصرف هذا المبلغ، حتى إذا حصلت عليه، على فريق ترتيبه الأخير في الدوري ولايحقق الهدف ولايستوعب أبناءنا، ولايمكن أن ينافس أندية مثل ناديي دبي وحتا وغيرهما من الأندية صاحبة الإمكانات، والنادي ظل في السنوات الأخيرة في مراكز المؤخرة، وإجمالاً، السلبيات أكثر من الإيجابيات في وجود الفريق الأول، فما جدوى استمراره بهذا الوضع؟ والمشاركة ستظل من أجل المشاركة ولا فائدة منها، وفي الأخير الجميع استقر على إلغاء الفريق الأول والقرار اتخذ بالإجماع، والتمسنا العذر من الاتحاد الذي أخطرناه بوضع النادي، وسيغيب التعاون لمدة عام عن دوري الأولى، وبعدها نقيم الأمور، وقد نعود إذا رأينا أن القرار لم يكن موفقاً، وخلال هذه الفترة سنعمل على الفرق السنية، فحالياً لدينا فريقان فقط ومدرسة للكرة، إضافة إلى الدراجات وحتى نعوض إلغاء الفريق الأول سنحاول إيجاد ألعاب أخرى وبالفعل خاطبنا العديد من الاتحادات بهذا الخصوص. ونوه سيف محمد إلى أنهم لم يرغبوا في البداية في اتخاذ قرار الانسحاب وتحدثوا عن تقليل الإنفاق، وقدمت بعض المقترحات من بينها الاستعانة بلاعبين معارين من أندية أخرى لا تستفيد منهم على أن تدفع مخصصاتهم، ويشاركون مع التعاون، والاتجاه للكادر الوطني في التدريب، وعلى صعيد اللاعبين وعدم الاستعانة بأجانب، قال: أيضاً ناقشنا مقترحات أخرى لكن في النهاية لم تكن ناجعة وكان قرار الانسحاب الأكثر نجاعة في اعتقادي ولاشك في أنه قرار صحيح تم اتخاذه في التوقيت المناسب وقبل القرعة والنادي بذلك لن يتعرض لعقوبات. وأوضح: علينا التعامل وفقاً للمنطق وبواقعية، فالفريق الأول يحتاج إلى مال وميزانية ضخمة ليست متوفرة لنا حالياً، الجميع يعرف أهمية المال وإذا كنت تملك المال فيمكنك بناء فريق جيد في وقت وجيز، ومن يملك المال يستطيع شراء ميسي نفسه، فنحن نعيش عصر الاحتراف، والمال يتحكم في كل شيء في كرة القدم حالياً. وأبان أن النادي سيتجه للاستثمار وسيحاول إيجاد موارد أخرى وسيعمل على تطوير الكادر المواطن في التدريب وفي مجالات أخرى مرتبطة باللعبة. ودعا رئيس مجلس إدارة التعاون إلى دراسة أوضاع الأندية المنسحبة والتواصل معها، ولفت إلى أن الاتحاد والهيئة لا يقدمان الدعم، والمبالغ المالية التي يحصلون عليها تأتي من حكومة رأس الخيمة، مبيناً أنها تصرف على الفريق الأول، وقال إن الاتحاد ربط صيانة الملعب باستمرار الفريق الأول وسأل أين يخوض فريق 15 سنة مبارياته أليس في الملعب؟ وأوضح أنهم سيتفرغون لترتيب البيت من الداخل وسيشركون أبناء المنطقة وسيعملون على استيعابهم وسيؤسسون لعمل كبير، وقال: ليس هناك ما يحفز أبناءنا على التواجد بالنادي حالياً، وهذه النقطة ستكون محطة انطلاقنا، هذا النادي موجود لخدمة أبناء المنطقة والمطلوب أن يجد الجميع فيه ما يشجعهم على ارتياده، وأود الإشارة إلى أن الفريق الأول عندما كان موجوداً لم يكن سبباً في وجودهم، والمسؤولون في الأندية عندما يتعرضون للضغط من أبناء النادي وتصلهم أصواتهم الراغبة في استمرار الفريق الأول سيستجيبون ولكن لا أظن أن هناك من يرغب في استمرار فريق لا يلبي الطموحات، ونحن مع ذلك لا نقول إن الفريق الأول ليس مهماً بل نحن حزينون لاتخاذ هذا القرار ولكن كان لابد منه فبعد أن وجدنا أنفسنا بين المطرقة والسندان اتخذنا القرار الذي رأينا أنه من أجل المصلحة العامة. وأكد رئيس مجلس إدارة التعاون أنهم مستعدون لبذل قصارى جهدهم ليضعوا التعاون في المسار الصحيح، مصراً على أن الخطوة التي اتخذت مؤخراً بالانسحاب من دوري الأولى صحيحة، ودعا سيف محمد سيف إلى الوقوف على أسباب ظاهرة الانسحابات التي تضرب دوري الأولى، وأبان أن الأندية وصل عددها إلى عشرة حالياً بعد انسحاب التعاون. وقدم محمد سيف الشكر، في ختام حديثه، إلى المجلس السابق للتعاون ومن تعاقبوا على إدارة النادي، وقال إنهم بذلوا جهداً مقدراً يستحق الإشادة.
مشاركة :