يُعد جون مكارثي؛ عالم الحاسوب الأمريكي، هو أول من أطلق مصطلح أو مفهوم الذكاء الاصطناعي، الذي صاغه في عام 1956، الذي شهد انطلاق مؤتمر علمي بمقر كلية «دارثموث الأمريكية للأبحاث» حول إمكانية تصميم آلة ذكية تُحاكي العمل الذي يؤديه الإنسان. يُطلق مصطلح “الذكاء الاصطناعي” على الآلات والبرامج الذكية التي تُحاكي أعمال البشر، كالتعلم والتركيب والتصنيع والاستنتاج وردود الأفعال الذكية، وفي الآونة الأخيرة شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي تطورًا كبيرًا وقفزات نوعية، ولعل تقنية «التعلم العميق» هي أبرز مظاهره؛ حيث ترتكز هذه التقنية على تطوير شبكات عصبية صناعية تُحاكي في طريقة عملها أسلوب العقل البشري، فهي تمتلك القدرة الكاملة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتيًا دون الحاجة إلى تدخل بشري. ربما اتخذ مستقبل الذكاء الاصطناعي وتقنياته المختلفة منحى جديًا في الوسط العلمي والعملي، خاصة بعد التطور التكنولوجي الهائل على كل المستويات الاجتماعية والاقتصادية؛ حيث تتنبأ توقعات علماء الذكاء الاصطناعي بأنه بحلول عام 2030م سوف تتمكن آلة الذكاء الاصطناعي من أداء نحو 80% من المهام التي يؤديها البشر، ولا شك في أن أكبر التحديات التي تواجه الذكاء الاصطناعي هو البيانات المنقوصة التي تُعد المشكلة الأساسية في خاصية التعلم والتنبؤ الذاتي، وهي من الإشكاليات التي حظيت باهتمام الكثير من الباحثين والعلماء في السنوات الخمس الأخيرة.مجالات الذكاء الاصطناعي تعتمد آلة أو تقنية الذكاء الاصطناعي _بشكل أساسي_ على أنظمة التعرف على الوجوه والأصوات والأشكال، الأمر الذي ساعد في انتشارها واقتحامها الكثير من المجالات المختلفة؛ حيث يُمكن استخدامها في علوم الطب والأحياء والصناعة والتعليم والألعاب، وكذلك التحكم الآلي، ونموذج على ذلك المجالات الطبية؛ حيث توجد برامج تشخيص الأمراض بناء على أعراض مرضية معروفة. اقرأ أيضًا: تطوير المشاريع الصغيرة.. طُرق فعالة تقودك للنجاح– التعلم الآلي يُعد “التعلم الآلي” أحد أبرز مجالات الذكاء الاصطناعي، والذي يُركز على تحسين الأداء استنادًا إلى البيانات التي يستهلكها، وهذه الظاهرة موجودة الآن في مجالات الأعمال، فعندما نتسوق عبر شبكة الإنترنت أو نستخدم مواقع التواصل الاجتماعي، هنا تلعب خوارزميات التعلم الآلي دورًا كبيرًا بهدف جعل تجربتنا أكثر فعالة وسلاسة، كما يُركز التعلم الآلي على تطوير برامج الكمبيوتر؛ بحيث تستطيع الوصول إلى البيانات واستخدامها لتطوير نفسها بشكلٍ آلي دون الحاجة إلى تدخل بشري. – تحليل النصوص يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا كبيرًا في تحليل النصوص، فهي عبارة عن عملية تستطيع فيها آلة الذكاء الاصطناعي تحليل النصوص بطريقة تُمكنها من فهم معناها بشكلٍ آلي دون تدخل الإنسان؛ حيث تُكمن الأهداف من تحليل النصوص في الحصول على بيانات منظمة ذات مغزى، وبذلك يُمكن اعتبار هذه العملية نوعًا من التشريح للمستندات غير المنظمة وتحويلها إلى بيانات سهلة التفسير والوضوح.– التعرف على الصور أصبح بإمكان آلة أن تكشف وتحديد عنصرٍ أو ميزةٍ ما في الفيديوهات والصور؛ حيث تجري مجموعة من الأبحاث على مواقع التواصل للحصول على صور ومقارنتها مع مجموعة كبيرة من المعلومات لتحديد أيّها أكثر صلة؛ إذن يُمكننا القول بأن تقنيات الذكاء الاصطناعي دخلت وبقوةٍ في جميع مجالات حياتنا اليومية؛ لتجعل الأعمال أكثر متعةً وفاعليةً من أي وقتٍ مضى. اقرأ أيضًا: لمواجهة تهديد «كورونا».. العالم يلجأ لتطبيق العمل عن بعدتقنية الإنسان الآلي بلا شك لا يُمكننا أن نتخيل أي مجال من مجالات حياتنا دون تدخل تقنية أو آلة الذكاء الاصطناعي، فهو حقًا اقتحم كل المجالات، ومؤخرًا انتشر “الإنسان الآلي” كأحد تجسيدات الذكاء الاصطناعي في الكثير من المجالات المختلفة، خاصة الصناعية؛ حيث ينفذ الكثير من المهام التي قد يعجز عنها أي عقل بشري، كما تم الاعتماد على الإنسان الآلي في التجارب والأعمال الخطيرة التي يصعب على أي إنسان تنفيذها. وثمة الكثير من المنشآت الصناعية أصبحت تعتمد بشكل شبه كلي على «الإنسان الآلي»، خاصة في صناعة السيارات والطيارات والمركبات الفضائية، كما يُستخدم أيضًا في المجالات العسكرية والقتالية وأعمال التجسس والمراقبة والحراسة والأمن، ليس هذا فحسب، بل ظهرت الكثير من الروبوتات المنزلية التي تؤدي أعمال المنزل، إلا أن انتشارها نادر بسبب كلفتها الباهظة.هل يُشكل تهديدًا على البشر؟ لم تتوقف طموح الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي عند حد معين، فهم يطمحون إلى صناعة عقل ذكي يفوق العقل البشري، فهل هذا يُشكل تهديدًا مباشرًا أو غير مباشر للبشرية؟ في هذا الصدد أطلق عدد من الباحثين والعلماء تحذيرات من سيطرة آلات الذكاء الاصطناعي واضمحلال دور البشر؛ حيث قال ستيفن هوكينغ؛ عالم الفيزياء النظرية وعلم الكون البريطاني، «إن ابتكار أجهزة حاسوب تمتلك عقولًا خاصة بها يمكن أن يؤذي الجنس البشري». اقرأ أيضًا: مخاطر مواقع التواصل على ريادة الأعمال.. كيف تحمي نفسك؟
مشاركة :