في كتابها الجديد «حسين صدقي... الملتزم» الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة ضمن مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ36، تفتش الكاتبة والناقدة السينمائية ناهد صلاح في حياة واحد من أشهر فتيان الشاشة المصرية، حسين صدقي، ذلك الفنان الذي أثار الكثير من الجدل في حياته، باختياره موضوعات أفلام كلها تدور حول الأخلاق والفضيلة ومهاجمة العادات التي رآها غريبة على المجتمع المصري حينذاك. وفي كتابها وفرت الكاتبة الكثير من المعلومات، ما أدى إلى رسم صورة مكتملة عن هذا الفنان ومشواره في السينما المصرية منذ بداياتها، تمثيلاً وإنتاجاً وإخراجاً. تقول الكاتبة: «يعدّ حسين صدقي أحدَ رواد السينما المصرية، حيث اشتهر بخفة ظله وأدواره المتنوعة ما بين التراجيدي والرومانسي في العديد من الأعمال السينمائية التي قدمها خلال فترة الأربعينات والخمسينات من القرن العشرين. ولم تقتصر موهبته الفنية على التمثيل فقط، بل اتجه أيضاً إلى المشاركة بالإنتاج والكتابة والإخراج في عدد من الأعمال السينمائية». ولد حسين صدقي عام 1917 في حي الحلمية الجديدة بالقاهرة لأسرة متدينة محافظة، وبدأ مشواره السينمائي في فيلم «الدفاع» 1935 من إخراج يوسف وهبي، ثم شارك في بطولة فيلم «تينا وونغ» 1937 من إنتاج أمينة محمد وإخراجها، وحقق الفيلم نجاحاً ورواجاً كبيرين، ليشارك بعده صدقي في أفلام «عمر وجميلة» و «ثمن السعادة» و «أجنحة الصحراء». لكن انطلاقته الحقيقية كانت في فيلم «العزيمة» مع فاطمة رشدي عام 1939 في دور «سي محمد الموظف»، وهذا الفيلم يؤرخ للسينما الواقعية الذي قادها المخرج كمال سليم لاقتراب الفيلم من روح الحياة المصرية. وتضيف الكاتبة: «وفي العام 1942 أسس حسين صدقي شركة إنتاج «أفلام مصر الحديثة» لتخدم الأهداف التي كان يسعى لترسيخها في المجتمع. فقد حرص حسين صدقي على إيجاد سينما هادفة، واتسم أداؤه بالأسلوب الجاد في تقديم أعماله السينمائية لذلك قام بمعالجة بعض القضايا التي تواجه المجتمع ومنها قضية العمل في فيلم «العامل» من تأليفه وإنتاجه ومن إخراج أحمد كامل مرسي، والأطفال المشردون في فيلم «الأبرياء» للمخرج أحمد بدرخان كما قام بإنتاج 10 أفلام من أشهرها «خالد بن الوليد» مع زكي طليمات ومديحة يسري ومريم فخر الدين وفيلم «الشيخ حسن» مع فريد شوقي وهدى سلطان» وتكمل الناقدة السينمائية ناهد صلاح: «شارك صدقي الفنانة ليلى مراد في بطولة أربعة أفلام هي «ليلى» و «شاطئ الغرام» و «ليلى في الظلام» و «الحبيب المجهول». كما قام بإخراج 17 فيلماً منها «أنا العدالة» و «وطني وحبي» و «قلبي يهواك» و «الشيخ حسن» و «يسقط الاستعمار» و «ليلة القدر» و «المساكين» و «البيت السعيد» و «آدم وحواء» و «معركة الحياة» و «طريق الشوك» و «المصري أفندي» و «القاتل» و «غدر وعذاب» و «سهم الله». كما قام بتأليف 16 فيلماً أولها فيلم «العامل» 1943، وآخرها «أنا العدالة» 1961». أنهى صدقي مشواره الفني بالاعتزال في أوائل الستينات لكنه نقل دوره الإصلاحي من الشاشة إلى الواقع ومارس الحياة السياسية من خلال البرلمان المصري، وتوفي عام 1976، بعد أن أثرى السينما المصرية بمجموعة من الأعمال الفنية المتميزة خلال مشواره الفني الذي امتد نحو 25 عاماً، ورصيد فني يبلغ 42 فيلماً منها ما هو من تأليفه وإخراجه وإنتاجه، لكنه أوصى أبناءه بحرق أصول أفلامه لاعتقاده بأن: «السينما من دون الدين لا تؤتي ثمارها المطلوبة في خدمة الشعب».
مشاركة :