عن موسيقى الهيكسوس (5) - أحمد الواصل

  • 10/31/2013
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

وقد ذكر الباحث محمود الحفني في مؤلفه المنسي "موسيقى قدماء المصريين" (1936) التالي عن غزو أو احتلال شعب يطلق عليه ال"هيكسوس" لبلاد النيل: " وال(هيكسوس) قوم من آسيا يعرفون عند العرب بالعمالقة، انتزعوا الملك وانتشر سلطانهم إثر سقوط الأسرة الرابعة عشرة [التي تخاصم أمراؤها بين بعضهم بعضاً ]، وامتد حكمهم طول أزمان الأسرات الخامسة عشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة" (الحفني،1936، 40). قد أشار في مؤلفه هذا إلى أن الموسيقى في الدولة الحديثة، إذا أدركنا أنه يمثل مجيء ال"هيكسوس" في الدولة الوسطى حسب تحقيب الأسر الحاكمة في بلاد النيل، تطورت بحسب الوظائف الاجتماعية والثقافية: موسيقى الرقص، أو موسيقى الولائم، أو موسيقى البلاط الملكي (الحفني، 1936، 43)، وتمكين المرأة من الأداء والقول والحركة في إنتاج الغناء والموسيقى والعزف والرقص (الحفني، 1936، 44)، وتعدد الآلات الموسيقية الوترية والإيقاعية والنفخية، وتغير السلم الموسيقي من الخماسي إلى السباعي، وتنوع الفرق المتخصصة حسب وظائف الموسيقى اجتماعياً وثقافياً (الحفني،1936، 68). وهو هنا لا يعترف بأي أثر لل"هيكسوس" سوى استعادة الكتابة السلبية غير أنه ذكر علاقة بين ال"هيكسوس" أنفسهم وال"عمالقة/ عماليق"، وهو ما يعني هذا البحث لينطلق منه. لكن لنا في هذا البحث أكثر من مقولة ثقافية وتاريخية وأنثروبولوجية قيد التفكير والتحليل تتصل بما توصل إليه لغويون ومؤرخون ومفكرون حيال علاقات حضارية تتصل بين هذه الجزيرة المتوسطة بين آسيا وأفريقيا، وترتبط شعوبها المائية الحضارة ببعضها حيث وهمت تصنيف أجناسها (سامية/ حامية) وهي واحدة، ولم تكن الصحراء إلا درجة من درجات التحضر، كما أنها مشترك حضاري في تكوين تاريخ هذه الشعوب ، ببعضها سواء كانت الجغرافيا تحفها الأنهار (دلجة، الفرات والنيل) أو البحار (الخليج ، بحر العرب، البحر الأحمر، المتوسط..). هذه المقولات يمكن وضعها في توال هكذا في أن المصريين أخوال العرب، وأن ال"هيكسوس" هم ال"عماليق"، واللغة الطائية أو الآرامية في لهجة حائل والقصيم.. وسوف نفصل في أمرها لاحقاً... إن من أول تلك المقولات، وهي مكناة من مقولة مأثورة عن حديث نبوي، وردت في صحيح مسلم، "إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها فإن لهم ذمة ورحماً أو قال ذمة وصهراً " (مسلم، ج4، 1970). وقد شرحت كلمة (الذمة) بمعنى الاتفاق أو المعاهدة، وأما (الرحم) فهي كناية عن السيدة هاجر هي جدة لأحفاد إسماعيل وأما الصهر فهي ماريا القبطية إعادة تجديد الخؤولة المصرية العربية.

مشاركة :