تنتشر مشاريع شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، قيد التطوير أو التي دخلت حيز التنفيذ، في أكثر من 30 دولة حول العالم، فيما تفوق قيمتها الإجمالية 13.5 مليار دولار (49.6 مليار درهم)، بقدرة إنتاجية تتجاوز 6 جيجاواط، فيما تخطط الشركة لدخول أسواق جديدة، وتنفيذ مشاريع تتجاوز ضعف هذه القدرة. وقال محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»، في حوار مع «الاتحاد»، إن الشركة تسهم من خلال مشاريعها وخططها الفعالة في دعم جهود دولة الإمارات الرائدة في مجال الطاقة، وكذلك تعزيز التنوع الاقتصادي بما يعود بالمنفعة على الأجيال القادمة. وأشار إلى أن إمارة أبوظبي استطاعت تحقيق هدفها المتمثل في توفير %7 من احتياجاتها من الطاقة من مصادر متجددة العام الجاري، بل وتجاوزه، كما تنتهج إمارة دبي ودولة الإمارات عموماً استراتيجية طموح تتمثل في توفير %50 من احتياجاتها من الكهرباء من مصادر نظيفة بحلول عام 2050. وحول أبرز مشاريع «مصدر» في دولة الإمارات، أوضح الرمحي أنها تشمل مشروع محطة شمس-1 للطاقة الشمسية المركزة في منطقة الظفرة التي شكلت عند تدشينها، أكبر محطة عاملة في العالم والأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما نجحت «مصدر» في إنجاز المرحلة الثالثة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية بقدرة 800 ميجاواط في دبي التي جرى تطويرها من خلال ائتلاف تقوده «مصدر»، بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي، وشركة «اي دي اف رينوبلز»، وقد تم اختيار الائتلاف في عام 2016 بعد أن قدم أقل سعر تعرفة للطاقة الشمسية في العالم قدره 2.99 سنت دولار لكل كيلوواط ساعي. وتم توقيع اتفاقية شراء الطاقة الخاصة بالمرحلة الثالثة في نوفمبر 2016، كما تم مؤخراً وضع هذا المشروع في الخدمة. وأضاف أن «مصدر» تقوم ببناء محطة متطورة تقنياً لتحويل النفايات إلى طاقة في الشارقة عبر شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة التي تأسست وفق شراكة بين «مصدر» وشركة «بيئة»، وتسهم المحطة في معالجة ما يصل إلى 300 ألف طن سنوياً من النفايات الصلبة بدلاً من تحويلها إلى مكبات النفايات، ما يسهم في دعم تحقيق رؤية 2021 والمتمثلة في معالجة 75% من النفايات الصلبة بدلاً من تحويلها إلى مكبات النفايات. كما أشار إلى الاتفاقية التي وقعتها كل من «مصدر» و«مبادلة للاستثمار» مع مؤسسة أبوظبي للطاقة بهدف تعزيز جهود دولة الإمارات لتطوير قطاع الطاقة والمياه، إلى جانب دعم خطط التنمية طويلة الأمد التي تنتهجها أبوظبي لتحقيق أهدافها بالتنمية المستدامة. محطات بالمنطقة وبالنسبة لآخر مشاريع «مصدر» على مستوى المنطقة، أوضح الرمحي أن الشركة قامت بتطوير محطة «ظفار» لطاقة الرياح في سلطنة عُمان بقدرة 50 ميجاواط، وهي أول محطة طاقة رياح واسعة النطاق في منطقة الخليج العربي، كما أكد أن أعمال التطوير لمحطة «دومة الجندل» لطاقة الرياح في المملكة العربية السعودية في تقدم مستمر، والتي تعد المحطة الأولى من نوعها في المملكة العربية السعودية والأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتبلغ قدرتها الإنتاجية 400 ميجاواط. بالإضافة إلى مشروع محطة «بينونة» وهي أكبر محطة للطاقة الشمسية في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث من المنتظر أن يتم تدشين هذه المحطة الواقعة شمال العاصمة عمان والبالغة قدرتها الإنتاجية 200 ميجاواط خلال العام الجاري، وأشار الرمحي إلى مشروع محطة «نور ميدلت» الهجينة للطاقة الشمسية في المملكة المغربية الذي تطوره «مصدر» من خلال ائتلاف يضم شركتي إي دي إف رينوبلز، وجرين أوف أفريكا، ويعد هذا المشروع الذي تبلغ قدرته الإنتاجية الإجمالية 800 ميجاواط، أول مشروع محطة هجينة متطورة للطاقة الشمسية في العالم تستخدم مزيجاً من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة. استثمارات جديدة كما تحدث الرئيس التنفيذي لـ «مصدر»، عن أحدث الاستثمارات والمشاريع العالمية للشركة التي كان آخرها استحواذ «مصدر» على حصة في محطة إيست روكينجهام لمعالجة الموارد، بقدرة 29 ميجاواط في أستراليا، بالإضافة إلى تطوير أول محطة طاقة شمسية عائمة في إندونيسيا، تبلغ قدرتها الإنتاجية 145 ميجاواط، وتمتد على مساحة 225 هكتاراً على سطح مياه سد «سيراتا» الذي تبلغ مساحته 6200 هكتار. وذكر الرمحي أن «مصدر» قامت في نوفمبر 2019 باستثمار استراتيجي في شركة «فيوتشر هيرو انرجيز»، الشركة الرائدة في مجال التكنولوجيا النظيفة وأكبر الشركات المطورة لمشاريع الطاقة النظيفة في شبه القارة الهندية، وذلك لدعم خططها الرامية إلى التوسع في مشاريعها في مجال الطاقة المتجددة في جمهورية الهند وضمن عدد من الأسواق العالمية. كما أصبحت «مصدر» أول المساهمين في صندوق للاستثمار في تطوير البنية التحتية لشحن المركبات الكهربائية الذي أطلقته وزارة الخزانة البريطانية، وتعد «مصدر» المموّل الرئيس لمركز الابتكار في هندسة الجرافين الواقع في مبنى مصدر بجامعة مانشستر. وشدد الرمحي على أهمية دخول الشركة لسوق الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً، حيث استحوذت على حصص في محطتين لطاقة الرياح بالولايات المتحدة الأميركية، هما محطة «روكسبرينغز» في تكساس ومحطة «سترلينغ» في نيومكسيكو. وأشار الرمحي إلى أن «مصدر» ستتولى تطوير وتشغيل محطة طاقة شمسية كهروضوئية باستطاعة 200 ميجاواط في أذربيجان تقع على بعد 75 كلم جنوب غرب العاصمة باكو، ويتوقع أن تبدأ عملية التشغيل التجاري في عام 2022. بالإضافة إلى فوز «مصدر» بمناقصة تطوير أول مشروع مشترك بين القطاعين الحكومي والخاص للطاقة الشمسية في جمهورية أوزبكستان الذي يندرج ضمن إطار برنامج مؤسسة التمويل الدولية لتوسيع الطاقة الشمسية بقدرة 100 ميجاواط، فضلاً عن توقيع اتفاقية رسمية مع صندوق المصالح الوطنية في أرمينيا لتطوير مشاريع طاقة شمسية بقدرة إجمالية تبلغ 400 ميجاواط في البلاد. خدمات الطاقة ولفت الرمحي إلى أن وحدة خدمات الطاقة التابعة لإدارة الطاقة النظيفة في «مصدر» سجلت رقماً قياسياً في تنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة الصغيرة والمتوسطة في المجتمعات الريفية النائية في مناطق مختلفة من العالم، وأحياناً في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد. وحتى الآن، تبلغ القدرة الإجمالية للمشاريع التي دخلت حيز التنفيذ أو في المراحل النهائية من التطوير في 21 دولة أكثر من 100 ميجاواط، وقد أجرت وحدة خدمات الطاقة دراسات تحليلية لأداء الطاقة في عدد من المباني، أفضت إلى توفير هذه المباني لـ 40 ألف ميجاواط ساعي من الكهرباء سنوياً. وتضم قائمة المشاريع التي تنفذها وحدة خدمات الطاقة في «مصدر» والتي يتم تمويلها من قبل حكومة الإمارات، تركيب 600 نظام للطاقة الشمسية المنزلية في 27 قرية في مقاطعة هلمند جنوب أفغانستان، ومحطة الشيخ زايد للطاقة الشمسية في موريتانيا بقدرة 15 ميجاواط، و8 مشاريع طاقة شمسية كهروضوئية إضافية بقدرة 16.6 ميجاواط، فضلاً عن مشروع باب الشمس (1.2 ميجاواط) في دبي، وأنظمة الطاقة الشمسية المنزلية في المغرب، بالإضافة إلى مشروع ميناء فيكتوريا لطاقة الرياح في جمهورية سيشيل بقدرة 6 ميجاواط، ومحطة «إل دي رومانفيل» للطاقة الشمسية الكهروضوئية في جمهورية السيشل. وفي جمهورية مصر العربية، نفذت مصدر مشاريع للطاقة النظيفة على مستوى المرافق العامة باستطاعة 30 ميجاواط، كما قامت مصدر بتركيب 7000 نظام للطاقة الشمسية المنزلية في عدد من المنازل والأبنية العامة ضمن مناطق نائية في ست محافظات مصرية لا تصلها إمدادات الشبكة الوطنية. ومن جهة أخرى، قامت «مصدر» بتنفيذ مشاريع مبادرة صندوق الشراكة بين الإمارات ودول المحيط الهادي، بقيمة 50 مليون دولار، حيث يقدم الصندوق منحاً لتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في 11 من دول جزر المحيط الهادي، وتتولى «مصدر» مهمة تنفيذ المشاريع بالتعاون مع الحكومة في كل دولة. كما تباشر «مصدر» تنفيذ مشاريع صندوق الإمارات-الكاريبي للطاقة المتجددة بقيمة 50 مليون دولار، والذي تم إطلاقه في يناير 2017، كثمرة شراكة بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات، وصندوق أبوظبي للتنمية، وشركة «مصدر». 730 شركة في المنطقة الحرة بمدينة مصدر أشار محمد جميل الرمحي إلى النمو الكبير الذي تشهده المنطقة الحرة في مدينة مصدر التي تعد أسرع المناطق الحرة نمواً في أبوظبي، مع ارتفاع عدد الشركات العاملة والمرخصة لتصل حالياً إلى أكثر من 730 شركة، تشمل شركات ناشئة وشركات صغيرة ومتوسطة وشركات متعددة الجنسيات، تنشط في مجال الابتكار والطاقة المتجددة. وأكد أن المنطقة الحرة تواصل تقديم عروض تنافسية للشركات الناشئة الراغبة بالحصول على تراخيص أو استئجار مساحات مكتبية لديها، وأوضح أن المدينة قد شهدت زيادة في أعداد المستأجرين المسجّلين بنسبة تجاوزت %15 خلال عام 2019. وأوضح أن مدينة مصدر شهدت مؤخراً تطورات بارزة كان من بينها احتضانها مقر جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، والتي تعد أول جامعة في العالم للدراسات العليا تختص في الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن مدينة مصدر شهدت خلال الأشهر الماضية تدشين العديد من المشاريع المهمة، مثل متنزه «تك بارك» الذي يمثل وجهة جديدة للشركات الناشئة التي يتركز نشاطها في مجالات التكنولوجيا والاستدامة والاقتصاد الرقمي، وتدشين الوجهة الترفيهية الجديدة متنزه «سنترال بارك»، فضلاً عن افتتاح مركز «هانيويل مصدر للابتكار»، وافتتاح شركة ماجد الفطيم، مركز ماي سيتي سنتر مصدر، الأكثر استدامة في أبوظبي. وأضاف: «تستمر وحدة (دعم الابتكار التكنولوجي) مسرعة الأعمال والمبادرة المشتركة بين شركة «مصدر» وشركة «بي بي» التي يقع مقرها في المنطقة الحرة بمدينة مصدر، في تسريع نمو أعمال الشركات الناشئة عبر تزويدها بما تحتاجه من التمويل والتدريب والتوجيه».
مشاركة :