ضبطت شرطة دبي وافداً عربياً يدعى (م.أ)، أقدم على قتل صيني يدعى (ه.ه)، يعمل مراسلاً لدى شركة، بتسديد عدة طعنات له داخل مصعد بناية، وسرقة مليون و20 ألف درهم، كان في طريقه لإيداعها في حساب الشركة في أحد البنوك. وقال القائد العام لشرطة دبي، اللواء خميس مطر المزينة، في مؤتمر صحفي، إن فرق البحث الجنائي لاحقت المتهم في إمارات عدة، وألقت القبض عليه قبل ساعات من تسلله عبر الحدود إلى سلطنة عُمان، وبحوزته 60 ألف درهم، فيما ضبطت زوجته قبل مغادرتها مطار دبي مع طفليها وبحوزتها جزء من المبلغ، وألقت القبض على متهم ثالث أعطته الزوجة 730 ألف درهم، لتحويلها إلى بلد عربي. وأضاف أن العملية استغرقت أقل من 24 ساعة، وتم رصد تحركات المتهم بالفيديو في كل مكان توجه إليه، رغم صعوبة تحديد هويته من بين الآلاف من الأشخاص الذين يقصدون منطقة نايف، حيث وقعت الجريمة. وذكر المزينة أن بلاغاً ورد إلى الإدارة العامة للعمليات في الساعة الخامسة مساء يوم الخميس، الموافق الرابع من يونيو الجاري يفيد بوجود جثة غارقة في دمائها داخل مصعد أحد الأبراج بمنطقة نايف. وأضاف أن فرق البحث الجنائي والطب والشرعي والأدلة الجنائية انتقلت فوراً إلى الموقع، وتبين أن الجثة لشاب صيني في العشرينات من عمره، تلقى طعنات بسكين في بطنه وأسفل القفص الصدري وضربات على رأسه، وعثر بجانب الجثة على دراجة هوائية، كان يستخدمها المجني عليه في تنقلاته. وأشار المزينة إلى أن رجال البحث الجنائي كانوا في سباق مع الزمن لإدراكهم أن المتهم سيحاول مغادرة البلاد في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى أن التقنيات الحديثة لعبت دوراً في كشف ملامح المتهم. وأوضح أن التحريات وسجلات كاميرات المراقبة أظهرت الجاني وهو يراقب البرج الذي شهد وقوع الجريمة قبل ارتكابها بثلاثة أيام، وشوهد داخل متجر قريب أثناء استكشافه المكان، ما أكد تخطيطه ونيته المسبقة لقتل المجني عليه وسرقته. وأشار إلى أن رجال المباحث استطاعوا التغلب على تحدي تحديد هوية المتهم، رغم عدم وجود تشابه كبير بين صورته في جواز السفر والمقاطع التي سجلتها الكاميرات، كما توصلوا إلى مقر إقامته في فندق يقع في منطقة قريبة، ومن ثم رصدت تحركاته منذ لحظة خروجه من مسكنه، إلى أحد المتاجر حيث اشترى سكيناً، وصولاً إلى البرج الذي يقيم به صاحب الشركة التي يعمل بها المجني عليه، وشوهد وهو يدخل إلى المصعد لحظة خروج الضحية، ثم هروبه إلى خارج المكان. وأفاد بأن المتهم لديه تأشيرة إقامة في دولة الإمارات، لكنه لا يقيم بها بشكل دائم، إذ يتردد عليها من حين لآخر، فيما استقدم زوجته وطفليه منذ فترة بتأشيرة زيارة، لافتاً إلى أن فرق البحث والتحري تتبعت مساره في إمارات ومدن عدة. إلى ذلك، شرح مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون البحث الجنائي، اللواء خليل إبراهيم المنصوري، أن صاحب الشركة التي يعمل بها الشاب الصيني ذكر أن المجني عليه يعمل مراسلاً لديه منذ نحو عام، لافتاً إلى أن الأخير زاره في شقته قبل وقوع الجريمة، وأخذ مليوناً و20 ألف درهم، لإيداعها في حساب الشركة بأحد البنوك في منطقة ديرة، وغادر في مصعد الخدمات بدراجته الهوائية التي اعتاد التحرك بها. وأضاف صاحب الشركة أنه شعر بالقلق حينما تأخر المجني عليه في العودة من البنك، ولم يرد على اتصالاته، وحينما أخبرته زوجته بوجود دوريات الشرطة أسفل البناية نزل إلى الطابق الأرضي، وعلم بما حدث لموظفه. وأفاد المنصوري بأن فرق العمل نفذت خطة احتواء سريعة، اعتمدت على إغلاق كل سبل الهروب في وجه المتهم، وتواصلت مع السلطات العمانية تحسباً لتسلل القاتل، ثم بدأت في تضييق الخناق عليه، وحينما توصلت إلى مكان إقامته في فندق بمنطقة بورسعيد. وكشف المنصوري أن فرق المباحث استطاعت تحديد تحركات الزوجة وتبين أنها وصلت إلى مطار دبي، حيث ألقي القبض عليها صباح اليوم التالي للجريمة، وكان برفقتها طفلاها، كما تم القبض على شخص من نفس جنسيتها أعطته المرأة بناء على طلب زوجها مبلغ 730 ألف درهم لتحويلها إلى بلدها. وأشار إلى أن فرق العمل استطاعت التوصل إلى مكان المتهم في بناية تضم غرفاً فندقية في منطقة حتا، استأجر بها أربع غرف للتمويه، وضبط بحوزته 200 ألف درهم، وبسؤاله أفاد بأنه خطط للجريمة منذ فترة، من خلال مراقبة الأشخاص الذين يقومون بنقل الأموال من الشركات إلى البنوك والعكس.
مشاركة :