الدول العربية تفرض «التباعد الاجتماعي» لمواجهة «كوفيد-19»

  • 3/23/2020
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لجأت الدول العربية إلى فرض تدابير صارمة وإجراءات مشددة لضمان «التباعد الاجتماعي» لأفراد مجتمعاتها في مواجهة أصعب أزمة صحية تواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية، أملاً في تفادي ما تعانيه القارة الأوروبية، التي أضحت بؤرة لتفشي وباء كورونا المستجد «كوفيد-19»، حسبما أعلنت منظمة الصحة العالمية. وتنوعت التدابير والإجراءات من فرض حظر تجوال وإغلاق الحدود وفرض عزل منزلي ومنع تداول الصحف الورقية، إلى إغلاق المساجد والكنائس وتطبيق مبادرات مثل العمل والتعلم عن بعد. ومنذ الوهلة الأولى، سارعت دول مجلس التعاون الخليجي العربي إلى اتخاذ التدابير الاحترازية من خلال إجراءات الرصد السريع للمصابين وتتبع المخالطين وفرض حجر صحي عليهم، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وذلك لمنع الوصول إلى مرحلة التفشي، وتمخض ذلك حتى الآن عن السيطرة على الوباء وحصاره في أعداد محدودة، مقارنة بعشرات الدول الأخرى في أنحاء القارات الست. توعية وإرشادات أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مصر اتخذت إجراءات غير مسبوقة وأخذت بالأسباب وبذلت كل الجهود لمكافحة «كوفيد-19»، مشدداً خلال الاحتفال بعيد المرأة المصرية، على أنه لا توجد مشكلة في السلع الغذائية التي لا يقل الاحتياطي لها عن 3 أشهر. وطالب الشعب المصري بالحرص والحذر والالتزام بالمسؤولية والجدية والانضباط لمدة أسبوعين لتجاوز الأزمة، وتقليل حجم المصابين بهذا الوباء. كما طالب الإعلام بمزيد من التوعية ونشر الإرشادات الطبية لتشكيل وعي حقيقي لدى المصريين لمواجهة الأزمة. وحرص الرئيس المصري على توجيه الشكر إلى القطاع الصحي والطبي في الدولة المصرية، قائلا: «نقدر جهودكم.. ونحن نخوض حربا أنتم أبطالها». وأعلنت وزارة الصحة المصرية، ارتفاع إجمالي المتعافين إلى 41 حالة، فيما تم تسجيل 9 حالات جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليا للفيروس، جميعهم من المخالطين، ليرتفع عدد المصابين إلى 294 حالة، و10 حالات وفاة. تعليق العمل وفي السعودية، بدأت وزارة الدفاع نشر مستشفيات متنقلة، وعلّقت المملكة مؤقتاً العمل في القطاع الحكومي ومعظم القطاع الخاص. وأعلنت وزارة الصحة السعودية، أمس، تسجيل 119 حالة إصابة، من بينهم 72 شخصاً من الجنسية التركية. وحذر المتحدث باسم وزارة الصحة السعودية محمد العبد العالي، الشباب من التساهل والاستهتار بالتعليمات، وطالب الجميع بالبقاء في المنازل. ومن جانبها، قررت سلطنة عمان حظر التجمعات في الأماكن العامة وتقليص عدد الموظفين في الجهات الحكومية وإغلاق محال الصرافة. وقال التلفزيون العماني إن السلطات طلبت أيضاً من القطاع الخاص تسهيل العمل عن بعد، وحثت على الحد من التعامل بالأوراق النقدية، ومنعت تداول الصحف الورقية حتى إشعار آخر. وسجلت السلطنة 55 إصابة بالمرض وهو أقل عدد من حالات الإصابة في المنطقة، التي سجلت مجتمعة عدد حالات يتجاوز 1500 وثلاث حالات وفاة. وشهدت أيضاً الكويت والبحرين بعضاً من أكثر التدابير حزماً، والتي شملت تعليق الرحلات الجوية الدولية، وحظر دخول الأجانب. واتخذت الكويت، التي أعلنت تسجيل 12 إصابة جديدة أمس، ما يرفع العدد الإجمالي لديها إلى 188، قراراً بفرض حظر تجول جزئي، ومدت تعليق العمل لمدة أسبوعين. وقال صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت: «لن نتوقف عن مواجهة الوباء وستنتصر الكويت عليه وسنتجاوز هذه المحنة»، مضيفاً: «نركز في هذه المرحلة على حفظ الأرواح». وأكد أن المخزون الغذائي والتمويني متوفر في البلاد و«نسعى لتخفيف الآثار الجانبية للأزمة»، داعياً إلى اتخاذ ما يلزم من تدابير لضمان الاستجابة للتوجيهات الصحية. حظر تجول وإضافة إلى الكويت، أعلن كل من العراق وتونس والأردن وفلسطين حظراً للتجول في عموم البلاد. ووسعت السلطات العراقية أمس، حظر التجول في عموم محافظات البلاد، بعد وفاة 20 شخصاً جراء الفيروس، وتواصل ارتفاع أعداد المصابين به. وكانت نصف محافظات العراق الـ18 خاضعة لحظر تجول منذ الثلاثاء الماضي. وأعلنت وزارة الصحة أن عدد المصابين بالفيروس حتى الآن هو 233 شخصاً. لكن هذه الأرقام قد تكون أقل من الإصابات الموجودة الفعلية إذ إنّ أقل من ألفي شخص من أصل 40 مليوناً خضعوا للفحص في أنحاء العراق، المجاور لإيران التي حصد فيها الفيروس أرواح نحو 1700 شخص. ومع إعلان وفاة 3 أشخاص وإصابة 75 شخصاً بالفيروس وإعلان جزيرة جربة السياحية بؤرة تفش، فرضت السلطات التونسية حجراً صحياً شاملاً، باستثناء 15 في المئة فقط من التونسيين الذين سيواصلون العمل، من بين 10 ملايين تونسي. وفي هذه الأثناء، دخل حظر التجول حيز التنفيذ في الأردن، البالغ عدد سكانها حوالي عشرة ملايين نسمة، أمس الأول وحتى إشعار آخر في إطار إجراءات المواجهة، بعدما سجلت 85 إصابة به حتى الآن، فيما بدأت السلطات الصحية استخدام عقار الملاريا «هيدروكسي كلوروكين» أحد مشتقات الكلوروكوين في علاج الفيروس. وأعلنت الحكومة الفلسطينية فرض حظر التجول في كافة المحافظات لمدة 14 يوماً. «قمع المخالفين» ومن جانبه، حذر وزير الداخلية اللبناني محمد فهمي من أن أعداد المصابين في بلاده ارتفعت «بشكل مخيف»، بسبب عدم الالتزام بالحجر المنزلي. وأضاف فهمي: «لن يعود بمقدورنا مواجهة الوباء إذا لم يلتزم الكل»، مشدداً على أن كل مخالفة تشكل تهديداً على السلامة العامة «ستقمع». وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد، أمس، مرسوماً تشريعياً يقضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل يوم أمس للتصدي لفيروس كورونا. وفي الجزائر، أكد وزير الصحة عبدالرحمن بن بوزيد، أمس، دخول الجزائر المرحلة الثالثة من تفشي «كوفيد-19»، لافتاً إلى أن لجنة المتابعة ورصد وباء كورونا تمنح الرئيس عبدالمجيد تبون الحصيلة كل ساعتين، مشيراً إلى أنهم يحضرون أنفسهم للأسوأ. وفي المغرب، أعلنت شركة الخطوط الملكية تعليق جميع رحلاتها المحلية، حتى إشعار آخر تفعيلاً لقرار الحكومة في إطار «حالة الطوارئ الصحية»، ودعت الحكومة جميع ناشري الصحف والجرائد الورقية إلى تعليق إصدار ونشر وتوزيع الطبعات الورقية. «صلوا في بيوتكم» ومن تونس إلى مصر مروراً بالقدس ودول أخرى، دعمت معظم السلطات الدينية التدابير التي اتخذتها الحكومات لمكافحة «كوفيد-19»، وابتكرت أساليب لم تكن لتكون مقبولة في أي زمن عادي، للقيام بالطقوس الدينية بينها استخدام الإنترنت. وأخذ المؤذنون علماً بقرار السلطات إغلاق المساجد في عدد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحولت دعواتهم من «حي على الصلاة» إلى «صلوا في منازلكم». وأجهش المؤذنون بالبكاء لدى إعلان ذلك، بحسب مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

مشاركة :