بغداد 22 مارس 2020 (شينخوا) تشهد مناطق عراقية مختلفة مبادرات متنوعة للتكافل الاجتماعي بين المواطنين للتخفيف من آثار الأزمة التي يعيشها بلدهم على غرار بقية دول العالم بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). وتنوعت تلك المبادرات ما بين شخصية أو جماعية بالتزامن مع ما اتخذته السلطات العراقية من اجراءات احترازية في اطار جهودها لمحاصرة الفيروس والحد من انتشاره. ففي العاصمة بغداد، بادرت مجموعة من الشباب بجمع مواد غذائية وتوزيعها على العوائل الفقيرة، بحسب صباح محمود أحد أعضاء الفريق التطوعي. وقال محمود لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن المبادرة الشبابية شملت أيضا أصحاب الدخل المحدود وعمال الأجر اليومي الذين لم يعد بمقدورهم الخروج للعمل وكسب قوت يومهم نتيجة فرض حظر التجوال. كما قام العديد من الخياطين بانتاج أقنعة واقية (كمامات) وتوزيعها مجانا على المواطنين للوقاية من انتشار فيروس كورونا. إلى جانب ذلك، بادر بعض أصحاب مولدات الكهرباء الأهلية إلى خفض سعر أمبير الكهرباء واعفاء العوائل المتعففة وأصحاب الدخل المحدود من مقابل الكهرباء لهذا الشهر. ويقوم أصحاب المولدات الأهلية بتوفير الكهرباء للأحياء السكنية في حال انقطعت الكهرباء الوطنية في العراق. وفي محافظة صلاح الدين شمال بغداد، والتي لم تسجل حتى الان أي اصابة بفيروس كورونا، شهدت الأيام القليلة الماضية العديد من مبادرات التكافل الاجتماعي للتخفيف من تداعيات الأزمة. وأعلنت معظم محال بيع المواد الغذائية عن تخفيضات في الأسعار، بحسب الناشط المدني فخري الحسين. كما قام اصحاب المحال التجارية بخفض او الغاء الايجارات طيلة مدة تفشي الفيروس وتعطل الأعمال التجارية. وقال الحسين ان عددا من الشباب نظموا مجاميع على وسائل التواصل الاجتماعي لمساعدة العوائل المحتاجة ماديا وبالمواد العينية، كما اعلن عدد من الأطباء تخفيضات في أجور الفحص الطبي والعمليات الجراحية. وذكر الحسين، أن مجموعة من الفلاحين واصحاب المزارع قاموا من جانبهم ببيع منتجاتهم الى المواطنين بأسعار مخفضة. ووصف جبار سعد، صاحب محل لبيع المواد الغذائية بمدينة تكريت مركز المحافظة مستوى التعاون بين المواطنين بأنه "رائع وخطوة ايجابية لعبور الأزمة". وقال انه وضع تخفيضات على أسعار معظم المواد الغذائية المعروضة في المحل وحتى انتهاء الازمة الراهنة، مبينا ان مالك المبنى الذي يقع فيه محله بادر هو الاخر باعلان عدم تحصيل ايجار المحلات لهذا الشهر. وعلى الرغم من أن محافظة صلاح الدين لم تسجل اية إصابة بفيروس كورونا لحد الآن، إلا أن السلطات المعنية في المحافظة تنفذ تعليمات وضوابط مشددة لمنع إنتقال العدوى الى مواطني المحافظة البالغ عددهم نحو مليون ونصف المليون نسمة. وفي محافظة ديالى شرقي العراق، خرجت ايضا عدة مبادرات شخصية وجماعية للتخفيف من اثار ازمة تفشي كورونا بمدن البلاد. واطلق العشرات من مزارعي ديالى مبادرة لبيع المحاصيل الزراعية ومنها الطماطم والخيار والباذنجان والبطاطا، بشكل مباشر للاهالي في الشوارع أو اطراف القرى وبأسعار أقل من الأسواق، بحسب علي الربيعي، من اتحاد الجمعيات الفلاحية في ديالى . وقال الربيعي لـ ((شينخوا))، ان المبادرة "انسانية لكسر محاولات بعض تجار الجملة استغلال الازمة ودفع الاسعار للارتفاع بشكل مضاعف". أما سعد الخيام وهو صاحب مطعم وسط مدينة بعقوبة، فقام على مدى الايام القليلة الماضية بتجهيز عشرات الوجبات وتوزيعها على الكوادر الطبية وافراد القوات الامنية في المدينة. وقال الخيام ان مبادرته هدفها دعم الجهود الكبيرة للكوادر الطبية وقوات الأمن لمحاربة فيروس كورونا. وبحسب وزارة الصحة العراقية، فقد بلغ المجموع الاجمالي لحالات الاصابة بفيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء البلاد ، بما في ذلك إقليم كردستان شمالي العراق، 214 حالة، فيما تم تسجيل 52 حالة شفاء و17 وفاة. وأتخذت السلطات العراقية مؤخرا، عدة قرارات لمجابهة فيروس كورونا المستجد منها، غلق الحدود وايقاف إستقبال الوافدين من 15 دولة وتعطيل الدوام في المؤسسات التربوية والجامعات العراقية . كما شملت الاجراءات تقليص عدد الموظفين في الدوائر الحكومية إلى النصف، وحظر التجوال في بغداد حتى 28 من الشهر الحالي، وتعطيل الدوام الرسمي في جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية لنفس الفترة باستثناء القوات الامنية والمؤسسات الصحية والحركة التجارية للبضائع والمواد الغذائية والدبلوماسيين ووسائل الاعلام. ووصل في السابع من مارس الجاري فريق خبراء صيني يتألف من سبعة أعضاء إلى العاصمة بغداد كجزء من مساعدة الصين للعراق في مواجهة تفشي فيروس كورونا. ويضم الفريق، خبراء مختصين في مجالات الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها، وعلم الأوبئة، والعلاج الطبي المكثف، وإختبار الحمض النووي.
مشاركة :