قال الباحث الأكاديمي المتخصص في القضايا الاجتماعية والأسرية خالد الدوس، إن الوباء العالمي لفيروس كورونا الذي قذف الرعب في قلب منظمة الصحة العالمية بعد انتشاره في العالم دون سابق إنذار، وتسبب في خلق حالة من الهلع والخوف والرعب، ليس في مجتمعنا فقط بل في دول العالم، له انعكاسات اجتماعية وتداعيات أسرية حميدة.وأضاف في تصريحات لـ«عاجل»، أنه على الرغم من خطورته على الصحة العامة للمواطنين خاصة مع كثرة الشائعات المتداولة حول هذا المرض الفيروسي، وقيام بعض العقول المريضة التي تعشق اختلاق القصص وفبركتها في بث وإطلاق الشائعات البغيضة لأهداف مكشوفة ومآرب مفضوحة، إلا أن هذا (الفيروس) نجح في عودة روح التآلف والتلاحم بين أفراد الأسر السعودية.وبين أن بعض الأسر كانت تعيش حالة من اللا توازن في ظل شبكات التواصل الاجتماعية التي تسببت في رفع سقف العزلة الاجتماعية والتباعد الأسري، الأمر الذي ساهم في غياب روح التلاحم الأسري والتضامن المنزلي وتأصيل مبدأ الترابط بين أفراد الأسرة.وشدد الدوس على تنفيذ التعليمات الوقائية والتدابير الاحترازية التي اتخذتها حكومتنا الرشيدة، ومنها حث المواطنين على البقاء في منازلهم ومنع التجول لمد(21) يومًا للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا الجديد؛ بهدف المحافظة على صحة وسلامة الأسرة السعودية ومن يقيم على أرض الوطن.وأوضح أن هناك انعكاسات إيجابية أيضًا في استقرار الكيان الأسري (تربويًا ووجدانيًا ونفسيًا وسلوكيًا واجتماعيًا)، مشيرًا إلى أنه من المعروف وطبقًا للدراسات الاجتماعية الحديثة، أن اجتماع الأسرة على المائدة ولو مرة واحدة في اليوم؛ يؤصل روح المودة والمحبة وبرفع مؤشر لغة الحوار المنزلي في قالبه الإيجابي، وينمي المشاعر الوجدانية ويحقق التوازن النفسي والانفعالي والسلوكي, ويعزز من قيم الوعي في نفوس ووجدان الأبناء, فضلًا عن تعويد الأطفال على أهمية وجود وقت للأسرة وبالتالي يزيد من ارتباطهم بمفهوم الأسرة التي تشكل الأمان والحصن والاطمئنان للفرد، وكذلك زيادة شعور الأطفال بالمسئوولية تجاه وجودهم كأفراد ضمن هذه الأسرة، وارتباط الأخوة ببعضهم البعض، ولذلك من الأهمية بمكان أن تستثمر الأسرة أوقاتها مع الحجر المنزلي الوقائي (المؤقت) بما يعود عليها بالنفع والفائدة.وأشار إلى أنه يمكن التخلص من (الطاقة السلبية) التي ظهرت على البعض بسبب عدم تعوده على البقاء في المنزل من خلال مزاولة التمارين الرياضية مع الأبناء واستثمار الوقت في القراءة وتعويد الأبناء على حُب القراءة منذ الصغر والقراءة مفتاح المعرفة ومصدر الثقافة، وأيضًا إقامة أنشطة مسلية وبرامج ترويحية مع الأبناء في المنزل خلال فترة الحجر الصحي العائلي يوميًا، كسرًا للملل وكسبًا للوقت بما يعود بالنفع على الصحة (العضوية والنفسية والاجتماعية والأسرية).
مشاركة :