في يونيو/ حزيران من عام 2011 أصبحت المعابد والمواقع الأثرية في هيرا إيزومي الواقعة في مقاطعة إيواتي باليابان موضوعة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ومثل ذلك لمحة من الأخبار الجيدة لمنطقة توهوكو التي كانت لا تزال تعاني كارثة الزلزال المدمر الذي ضرب شمال اليابان في 11 مارس/آذار من ذلك العام. ازدهرت مدينة هيرا إيزومي في حقبة هييان (٧٩٤ ١١٨٥م) بوصفها مركزاً إدارياً للمنطقة الشمالية الشرقية الخاضعة لحكم مجموعة فوجيوارا، وكان لاكتشاف كميات هائلة من الذهب من المناجم المحلية فضلاً في ازدهار هذه المدينة كذلك. ويقال إن الرحالة الشهير ماركو بولو قد استوحى من سحر هذه المدينة لكتابه (زيبانغو: جزيرة الذهب) وذلك خلال رحلاته في شمال شرقي اليابان، ولم يبق من هذه المدينة في الوقت الحالي إلا بعض المعابد والحدائق، وذلك بعد أن قام القائد ميناموتو نو يوريتومو بتدمير معالمها التي ظلت مزدهرة لحوالي مئة عام، وتعد كونجيكيدو (قاعة الذهب) الموجودة في معبد تشوسونجي وحدائق معبد موتسووجي من المباني والحدائق المتبقية التي استطاعت الحفاظ على رونقها وجمالها الخلاب حتى يومنا هذا. تقع هيرا إيزومي في وسط موقع موتسو القديم عند ملتقى نهري كوروموغاوا وكيتاكامي، وكانت الأراضي التي تقع وراء هذا الحاجز تعرف باسم أوكو روكوغون أو المقاطعات الست العائدة، وكانت تشكل هذه المحطة على نحو فعال الحدود بين الأراضي الإمراطورية وموطن شعب سكان توهوكو الأصليين (الإيميشي)، وسيطرت عائلة أبي القوية على حكم الإيميشي في القرن الحادي عشر. وعاشت المنطقة سنوات طوال من الحروب والعصبيات وعدم الاستقرار الاجتماعي في ظل العشائر المتناحرة وتهالك السيطرة الحكومية عليها حتى استولى الحاكم كايوهيرا على قمة هرم السلطة في موتسو وعمل على إعادة الاستقرار إليها وتوحيد العناصر المتناحرة تحت مظلة الإيمان بالبوذية، وكانت أولى المشاريع الكبيرة التي أنجزها أوعية الذخائر المقدسة التي انتشرت في شكل مظلات يفصل بينها 106 أمتار على طول الطريق الكبير الذي يمتد من حاجز شيراكاوا إلى ميناء سوتوغاهاما (أوموري)، وعلى كل واحدة منها صورة لأميدا (أميتابها) الذي يمثل بوذا الضوء اللانهائي. وكان المسافرون القادمون من الجنوب يتبعون هذه المظلات إلى تشوسونجي، مجمع المعابد الكبير الذي أنشأه كايوهيرا، وبالقرب من قمة المعبد هناك قاعة تسمى تاهوتو، بها مجموعة من التماثيل البوذية الذهبية يزيد عددها على مائة، كما بنى كايوهيرا المعابد والقاعات إلى جانب الحقول في كل بلدة وقرية في ميشونوكو. موقع تشوتسون جي كيداي التاريخي وفقاً للسجلات فقد أسس إينين جياكو دايشي، رئيس الدير الثالث من طائفة تينداي قاعة تشوتسون جي في عام 850، وبعد قرنين ونصف من ذلك التاريخ نقلها فوجيوارا نو كايوهيرا من إيساشي إلى هيرا إيزومي، التي هي في الوقت الحاضر مدينة أوشو، حيث بنى مجمعاً للمعابد هناك. وشرع كايوهيرا في البداية في بناء معبد الكنز المعروف باسم تاهو جي، ثم قام بعدها ببناء قاعة من طابقين اسمها دايشوجو-إن، قبل أن يكمل أخيراً بناء القاعة الذهبية كونجي كيدو. تعتبر المنطقة الداخلية من القاعة الذهبية تحفة فنية تجمع وتحافظ على خليط من التقنيات الفنية اليابانية المميزة في القرن الثاني عشر. موقع وحديقة موتسو جي كيداي تسوكيتاري أت حظيت حديقة معبد موتسو جي باهتمام خاص بوصفها موقعاً تاريخياً ومكاناً يحتوي مناظر طبيعية خلابة الجمال، تكريماً لقيمتها الثقافية الاستثنائية، ومثل سابقه يقال إن هذا المعبد تأسس في عام 850 من قبل رئيس الدير الثالث من طائفة تينداي، ولكن البناء في هذا الموقع بدأ في القرن الثاني عشر في عهد فوجيورا نو موتوهيرا، وقام بإكماله ابنه هيديهيرا. كان موقع موتسو في قمة مجده موطناً لأكثر من أربعين معبداً وقاعة، إلى جانب ساحة تضم أكثر من خمسمائة راهب، واعتبرت مصادر القرون الوسطى القاعة الرئيسية بالمجمع واسمها إنريو جي بلا نظير لها في الأرض بأسرها، بينما ترتكز الحديقة على البركة المعروفة باسم أويزوميجايكي وتعتبر نموذجاً لتقنيات الأناقة في البستنة في حقبة هييآن. قاعة تاكوكو نو إيوايا بيشامونودو يعود تاريخ هذه القاعة المكرسة للإله البوذي بيشامونتين والموجودة في داخل كهف إلى 1200 عام، حيث جرى تشييدها في ذكرى الانتصار العسكري لساكونوي نو تامورامارو في القرن التاسع، وقد أعيد بناء قاعة بيشاموندو التي شيدت على حافة صخرية بارزة بعد احتراقها عدة مرات، ويعتبر تمثال ملك الحكمة البوذية فودو ميوو الكبير، الذي يعود لفترة هييان، من الممتلكات الثقافية للمقاطعة، وهو من المعالم البارزة المميزة إلى جانب غانمين دايبوتسو الذي هو عبارة عن صورة لبوذا منحوتة على الصخر في أقصى شمال اليابان. وتم تحديد المنطقة بأكملها كموقع تاريخي. أماكن للإقامة في هيرا إيزومي تجعلك الإقامة في هذا الفندق والمنتجع الصحي في مكان قريب من موقع تاكوكو نو إيوايا بيشامون-دو التاريخي والقاعة الذهبية، وهو يقع على مقربة من مجمعات تشوسون جي وموتسو جي. هناك 10 غرف مكيفة الهواء وتحتوي على جميع اللوازم الضرورية والكمالية لضمان الإقامة المريحة، ويمكنك الاستمتاع بالاستجمام في النادي الصحي الممتاز، مع حمامات مياه الينابيع الساخنة بجانب المرافق الترفيهية الأخرى. يمكنك الحصول على وجبات شهية من المطبخ الياباني في مطعم النزل الذي يقدم وجبتي الإفطار والعشاء، أو الاستفادة من خدمة الغرف في ساعات محددة خلال النهار. فندق شيزوكاتي ريوكان يوفر فندق شيزوكاتي الذي يقع في هيرا إيزومي غرفاً على الطراز الياباني وحمامات الينابيع ذات المياه الساخنة المغلقة وفي الهواء الطلق، وتتميز الغرف المكيفة بالديكورات التقليدية مثل الأرضيات المفروشة بالحصير المنسوج من القش وأغطية فراش الفوتون اليابانية، كما يتم تزويد الضيوف بالجلباب التقليدي يوكاتا، وهي مزودة بالخدمات واللوازم الضرورية كافة. يبعد شيزوكاتي ريوكان مسافة 25 دقيقة بالسيارة من مواقع تشوسون جي و موتسو جي، كما تبعد محطة جيه آر إيشينوسيكي للقطارات في هيرا إيزومي مسافة 40 دقيقة بالسيارة، وهناك خدمة نقل مكوكية مجانية من المحطة بعد الحجز. يتم تقديم مجموعة من أطباق قائمة الطعام اليابانية التقليدية في العشاء مثل السوشي الممتاز وشعرية السوبا وأطباق لحوم البقر ميزاوا، وهناك المزيد من الأطباق الأخرى في غرفة الطعام. هناك متجر محلي للهدايا التذكارية وماكينات لبيع المشروبات الباردة والساخنة ويتوفر موقف سيارات مجاني في الموقع. موقع موريوكو إن أتو يعد موريوكو إن أتو آخر المعابد الكبرى في هيرا إيزومي التي بنيت على طراز قاعة أميدا هو-أودو خارج كيوتو، وللأسف فقد تم تحويل أسس المعبد بأكملها تقريباً إلى حقل لزراعة الأرز، ولم تبق في المكان سوى بعض الآثار مثل الجزيرة الوسطى وبقايا البركة وأحجار الأساس. تمتد أسس المعبد شمالاً وجنوباً على نحو طولي، مع محور مركزي في اتجاه الشرق والغرب يمتد من البوابة الشرقية وعبر الجزيرة الوسطى والقاعة الرئيسية إلى قمة جبل كينكيسان، وتصميم المعبد محسوب بدقة، بحيث يشهد زوار موريوكو الشمس وهي تغرب على الجبل مباشرة مرتين سنوياً في الاعتدالين الربيعي والخريفي، حيث يجسد ذلك الفهم البوذي للغرب بوصفه أرض النقاء والنعيم الأقصى للأميدا بوذا (أميتابها)، وهو يميز موقع موريوكو من نموذجه المتمثل في قاعة أميدا. متحف ياناغي نو غوشو يفترض أن يكون موقع ياناغي نو غوشو هو مكان قصر هيرا إيزومي الذي كان يعد مقر الحكم لأوشو فوجيوارا، وتقدم لمحة عامة عن آثار تلك الحقبة عبر وسيلة سهلة الفهم مع لوحات توضيحية حول العديد من التحف والمقتنيات الأثرية الثمينة التي تم اكتشافها في نطاق واسع من أراضي القصر.
مشاركة :