فيلم «حبيب الأرض» يرصد حياة شهيد الكويت الشاعر فائق عبدالجليل

  • 6/13/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت رئيسة دار لولوه للإنتاج الفني الشيخة انتصار سالم العلي الصباح، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد مؤخرا أن فيلم حبيب الأرض سيتم عرضه سينمائيا للجمهور أول أيام عيد الفطر المبارك، تزامنا مع الذكرى 25 للغزو العراقي لدولة لكويت. موضحة أن السينما تلعب دورا كبيرا في حياتنا الاجتماعية والفكرية، فهي أداة فعّالة من أدوات الثقافة والمعرفة، كما أنها الآن هي المؤرخ الأول لحضارات وتاريخ الشعوب، فهي دليل على ارتقاء المجتمعات، وإحدى وسائل الاتصال الحديثة وخاصة في قضايا التغيير الاجتماعي والثقافي، مثل: القيم، والمعتقدات، والاتجاهات، والمواقف، والآراء، ومن هنا اكتسبت السينما أهمية كبرى عالميا. مؤكدة على أن الخليج العربي ليس فيه تجارب سينمائية ترتقي للمنافسة العالمية إلى الآن، وأنه لفخر لنا جميعا أن يتم تصويره وإخراجه وإعداده بطريقة عالمية، وتنفيذة على أرض الكويت ليتناول بقصته حياة الشاعر الشهيد عاشق الوطن فايق عبدالجليل. وحول تحمسها لانتاج هذا الفيلم، قالت الشيخة انتصار الصباح إن الشاعر فائق عبدالجليل ليس فقط أشهر أسير كويتي منذ غزو النظام العراقي للكويت عام 1990، وإنما شخصية كويتية كبيرة وملهمة أثرت في كل من حولها، فنجد حبه لأرض الكويت في عينيه وبين صفحات أعماله، فهو قدوة ومثال للجميع على العطاء والبذل. وأشار رمضان خسروه الكاتب السينمائي ومخرج الفيلم إلى أنه منذ ثلاثة أعوام وهو في حضرة الغائب الحاضر، تلك الهامة التي غابت جسدا ولكنها ظلت في وجداننا روحا، تلهمنا قيمة العطاء، منذ ثلاثة أعوام وهو يرتوي من نبع عطائه المتدفق إما من قصيدة أو مقالة أوموقف، مشيرا إلى أنها تجربة أكدت له أن رسالة الفن باقية، وأن قيمة المرء ما يحسنه، ولم يقف الأمر عند ذلك فقد كان حب الوطن لشاعرنا منهجا وسلوكا تراه في أحرف قصائده وتلمسه في أعماله الخالدة، والعمل جاء ليحافظ على مرحلة من وجداننا الوطني، فجاء هذا العمل عرفانا منا إلى روحه، تكريما وتوثيقا لحياته، من خلال فيلم سينمائي، ولأن هذا الشخص محب ومليء بالعطاء. وأشار خسروه إلى أن هذا الفيلم هو أول أعماله في مجال الإخراج السينمائي، فهو بمثابة طفله الأول الذي اهتم به كثيرا -كما يقول- وبكل جزء مستغرقا تصوير الفيلم 4 أشهر، وكان مثل السهل الممتنع، وذلك لعدة أسباب فهو سهل لقرب الشخصية لقلبه، وممتنع لأهمية وجوب الحرص في التعامل مع التاريخ، ومن هنا تشكلت لديه رؤية إخراجية مناسبة ترتكز في تسليط الضوء على اللحظات المختزلة في حياته، وربطها برموز للانتقال بين فترات حياته المختلفة بكل رشاقة واحترافية. كما أشار المخرج إلى أن أبطال العمل كان لهم الدور الكبير والأهم في تكوين الصورة المطلوبة، حيث يقوم ببطولة الفيلم كل من الفنان فيصل العميري والفنانة حنان المهدي والفنان عبدالله الطراروه، بالإضافة إلى مجموعة من النجوم وضيوف الشرف المشاركين، مثل: الفنان القدير سليمان الياسين، والفنان جمال الردهان، والفنانة لطيفة المجرن، والفنان عبدالله التركماني، وآخرين، فيما الموسيقى التصويرية للفيلم للمؤلف الموسيقي الكبير طارق الناصر، والمكياج للمحترف العالمي عبدالله اسكندري. من جهة أخرى، قال الفنان فيصل العميري: اكتملت الصورة التي أرادها فايق عبدالجليل بأننا سنبقى كويتيين، نموت ونحيا كويتيين، وليس بغريب علينا جميعا بأن هذا الحشد اليوم اتفق بالإجماع على أن الكويت كأرض هي منبع العطاء والسخاء الذي تقدمه دائما وأبدا لأبنائها المخلصين، فلكم منا ألف تحية وتحية. وقال العميري: ارتبط اسم فايق عبدالجليل بذاكرة أجيال ليس على الصعيد الفني فقط، وإنما على الصعيدين الإنساني الوجداني والفني الأدبي، فقد صور لنا لهجتنا وطباعنا وعاداتنا، كلها تمثلت في أحرف شعره الفذ، فلم يترك لنا شيئا إلا وأرخه لنا، فأين نحن منك يا أبا فارس وأين أنت منا؟ فقد اختصر شاعرنا الشهيد كل معاني الحب والإخلاص والحكمة في أشعاره، فكان شاعرا يجول في خلجات النفس الكويتيه معبرا بها عن ذاته الإنسانية، وهو ما سيجعله الأطول عمرا في ذاكرة الأجيال. كما أوضح فارس فايق العياضي - ابن وممثل ورثة الشاعر الشهيد فايق عبدالجليل - أن دار لولوه للإنتاج الفني ليست أول جهة تقوم بالعرض على ورثة الشاعر الشهيد بتقديم عمل فني عن حياة الشهيد ورحلته مع الشعر والإبداع، وما كان مميز في هذا العمل هو شغف الكاتب السينمائي والمخرج رمضان خسروه للعمل على شخصية الشاعر. وأضاف: إلا أن الأكثر تميزا بالنسبة لي وللورثة هي رؤية الشيخة انتصار سالم العلي، والتي اشتهرت بأعمالها وإسهاماتها غير الربحية في خدمة المجتمع، حيث يعتبر ورثة الشاعر الشهيد رؤية الشيخة العلي في هذا العمل هي تكريم لكل شهيد كويتي، وتكريم أيضا لكل شاعر حقيقي على وجه هذه الأرض، الأمر الذي دفعهم للموافقة على هذا العمل دون اي مقابل مادي. وأشار إلى أنه والده يعتبر رجل المعادلة الصعبة، حيث يظهر هذا الفيلم كيف ترجم شعره الإنساني والوطني إلى واقع ملموس وذلك من خلال صموده وأسره واستشهاده في سبيل وطنه، مضيفا أن سر والده ليس في جمال قصائده فقط ولكن في شخصيته الانسانية الفريدة، حيث كان يكتب بأسلوب البساطة المستحيلة، ويتعاطى نفس الأسلوب في حياته اليومية مع من هم حوله.

مشاركة :