«حبيب الأرض»... احتفاءٌ بالشهيد فائق عبدالجليل | سينما

  • 8/10/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشاعر الشهيد فائق عبدالجليل... بطل على شاشة السينما ! فكما كان بطلاً مؤثراً في الحياة والفن... ها هو عبدالجليل، على الرغم من الغياب، ليس حاضراً فقط، بل بطل أيضاً! فضِمن الأفلام المحلية، برز فيلم يجسد حياة وبطولة الشاعر الشهيد، مطلقاً عليه اسماً ملحمياً هو «حبيب الأرض»، وهو فيلم لامس القلوب والعقول بما يحمله من جرعة مكثفة من الروح الوطنية، واحتفائه بأحد الرجال المخلصين للكويت، الأوفياء لترابها، والذين قضوا حياتهم يتغنون بحب الكويت الوطن والمجتمع والإنسان! يتتبع الفيلم مسيرة حياة الشاعر الشهيد فائق عبدالجليل (بو فارس)، الذي لم يزده استشهاده، بعد قرابة ربع قرن، إلا حضوراً في وجدان الجميع، وها هي شاشة السينما تخلده وتعمِّق حضوره بتجسيد بطولته، ليصبح بطلاً في السينما والواقع والتاريخ معاً! الفيلم الكويتي «حبيب الأرض» من تقديم الشيخة انتصار سالم علي الصباح، وقد عمل الفريق القائم عليه والمشارك فيه بكل إخلاص وبذلوا قصارى جهودهم، حتى يخرج العمل - وهو رؤية وإنتاج «دار لولوة للإنتاج الفني» - في مستوى الشخصية التي يحتفي بها. شارك في الفيلم عدد من الممثلين الذين جسدوا بعض الشخصيات الشهيرة، وبعضهم كانوا شديدي القرب من الشهيد، والدائرة المحيطة به، ووعلمت «الراي» أن أحداً من الفنانين لم يتردد في المشاركة في «حبيب الأرض». الفنان الباهر فيصل العميري قدّم دوراً متقناً يُحسب في قائمة إنجازاته بتجسيده الشاعر الراحل، فتقمص شخصيته وحركاته إلى جانب الملامح التي ساع فيها الماكياج بنصيب كبير، إلى حد أن المسافة أُلغيت بين الأصل والصورة! أما الممثلة حنان المهدي التي جسدت دور «أم فارس»، فقد أثبتت بأدائها أنها اجتهدت في دراسة الشخصية الحقيقية، وتتبعت طريقتها في الحياة اليومية، ومن ثن نجحت في تقديم الشخصية على الشاشة بأداء أقنع الجمهور. وكان لافتاً أداء الممثل ضاري عبدالرضا مجسداً شخصية المطرب السعودي أبو بكر سالم الذي تعاون كثيراً مع الشاعر الفقيد، وكذلك أسهم المكياج والأزياء في الإقناع بالشخصية. وشارك في العمل عدد من الفنانين الذين قدموا شخصيات شهيرة، منهم الفنانة شوق التي قدمت شخصية الفنانة سعاد عبدلله، والفنان الشاب علي محسن في دور عبدالحسين عبدالرضا في أوبريت «بساط الفقر» الذي قدمه في العام 1979، وهو من تأليف عبدالجليل وألحان سعيد البنا وإخراج فيصل الضاحي. الموسيقى التصويرية لطارق الناصر نجحت في مصاحبة الحداث والانتقال معها من حالة إلى حالة، فكانت أحد عناصر النجاح في الفيلم، وكذلك نجحت الدقة في تصميم الرؤية البصرية، بعناصرها من ألوان وكادرات وإكسسوارات وأزياء، بما يعمق انتماء الفيلم إلى المراحل الزمنية التي يرصدها، الأمر الذي أسهم في اقتناع المتلقي برسالته. جهود المخرج رمضان خسروه كانت واضحة للغاية في كل لقطة ومشهد، وقدم جرعةً سينمائية راقيةً، من دون أن يضطر إلى التعقيد، أو الخطابية، وربما كان أكبر التحديات التي تغلب عليها خسروه، أن الفيلم يتمحور حول شخصية مرموقة لا يزال كثير من الناس يعرفونها، ومن ثم يجب أن يكون الأداء والحوار موزونا بميزان الذهب، وقد نجح المخرج في التحدي بحنكة وذكاء، مقدماً جرعةً احتفائية بالشاعر الشهيد الذي قدم للكويت الكثير من الإبداع والكثير أيضاً من التضحية. يُذكر أن عبدالجليل قدّم خلال مشواره الإبداعي عديداً من الإصدارات الشعرية بالعامية والفصحى، كما قدم أوبريتات وطنيه من بينها «جسر المحبة» العام 1985من إنتاج الكويت، إلى جانب أعمال وطنية عدة، كما قدم أوبريت «سندريلا»، وهو تمثيل محمد المنصور ورجاء محمد، وقد فاز العمل بجائزة مهرجان الخليج للإنتاج التلفزيوني. وتغنى بالكثير من أشعاره عدد من المغنين، منهم الراحلة رباب والراحل طلال مداح وعبدالمجيد عبدالله ومحمد عبده وأبو بكر سالم وأصيل أبو بكر سالم وعبدالكريم عبدالقادر وآخرون. كما قدم بعض كلمات لمسرحيات محلية أيضا، منها مسرحية «تسمح.. تضحك». وخلال فترة الغزو كتب الشاعر الشهيد مارس الدور الحقيقي للشاعر عند الملمات، فكتب بعض الكلمات الوطنية التي تشد من أزر المواطنين، وتقاوم دبابات المحتل، رافضاً الخروج من دولة الكويت مع أسرته، بل بقي وحيداً في منزله، إلى أن ألقى الجنود الصداميون القبض عليه وأسروه قبل إجلائهم بأيام، بعدما أوغر صدورهم بما يكتبه من أشعار تندد باحتلالهم الغاشم، حيث كانت أغنياته ومقاطعه الوطنية تنتشر بين صفوف الشعب الصامد، لينتهي المطاف به أسيراً ثم شهيداً فداء تراب وطنه الكويت! «حبيب الأرض» فائق عبدالجليل فيلم من إخراج رمضان خسروه، تمثيل فيصل العميري وحنان المهدي وعبدالله الطراروة ولطيفة المجرن من البحرين، وضيوف الشرف جمال الردهان وعلي بولند وشوق وعبدالله التركماني وضاري عبدالرضا وعلي محسن، وكوكبة أخرى من المشاركين.

مشاركة :