طالب تجار ومستوردون شركات الشحن الجوي والبحري بعدم رفع رسوم الشحن خلال هذه الفترة، للحفاظ على توازن أسعار السلع بالأسواق، لافتين إلى أن أسعار الشحن الجوي شهدت مؤخراً ارتفاعاً بنحو 200%. وقال صالح لوتاه رئيس مجموعة عمل قطاع الأغذية والمشروبات في دبي، إن ارتفاع تكلفة الشحن خلال الفترة الماضية، شكل أحد أبرز التحديات التي تواجه العديد من أعضاء المجموعة، مشيراً إلى أهمية تدخل الحكومة لمعالجة هذا الأمر مع شركات الطيران وخطوط الشحن. وقال مستورد مواد عذائية ومنتجات لحوم لـ «الاتحاد» إنه فوجئ منذ أيام عدة بإخطاره من قبل الشركة المصدرة في باكستان بضرورة تحمل زيادة في أسعار الشحن تصل إلى 1200 دولار إضافية لكل طن، مع إمكانية ارتفاعها إلى 1500 دولار خلال أيام، مشيراً إلى أن الزيادة الكبيرة في تكلفة الشحن من شأنها أن تنعكس على أسعار البيع للمستهلك. من جهته، أرجع أحمد عبدالرازق، نائب رئيس اللجنة الوطنية للشحن والإمداد «نافل»، مدير عام شركة «مالترانس- الإمارات»، ارتفاع الأسعار إلى نقص سعة شركات الشحن الجوي بسبب توقف حركة الطيران بين العديد من الدول نتيجة القرارات الاحترازية التي اتخذتها الحكومات لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، فضلاً عن ضعف الحركة الملاحية التي لا تعمل بكامل طاقتها حالياً، قادت إلى ارتفاع متواصل في أسعار الشحن. وأشار عبد الرازق إلى أهمية مخاطبة شركات الشحن الجوي والبحري، وحثهم على عدم رفع الأسعار التي ستزيد في حال زيادتها التكلفة على التجار. وأوضح أن تعرض شركات الطيران إلى خسائر كبيرة بسبب توقف رحلاتها التجارية، دفعها إلى رفع أسعار خدمات الشحن لديها لتعويض جزء من هذه الخسائر، لافتاً إلى قيام بعض الحكومات بتقديم مساعدات لشركات الشحن الجوي لكي لا ترفع الأسعار، إلى جانب دعم الشركات والخطوط الملاحية للحفاظ على استقرار تكلفة الشحن. ولفت عبد الرازق إلى أن التحدي الأكبر سيكون عند عودة الأمور إلى طبيعتها مع نجاح الجهود العالمية لمواجهة الفيروس عاجلاً أم آجلاً، إذ من المرتقب أن تقفز أسعار الشحن بشكل قياسي بالنظر إلى قوة الطلب المتوقع أن تلاقيه الناقلات الجوية والخطوط الملاحية على نقل البضائع. من جهته، قال خبير الشحن الكابتن منصور عبد الغفور، إن تأثيرات تفشي فيروس كورونا المستجد، طالت جميع القطاعات والأنشطة عالمياً، خاصة قطاع التجارة الذي تضرر بسبب توقف حركة التصدير في كثيرٍ من الأسواق من جهة، وتوقف حركة الطيران والشحن الجوي من جهة أخرى نظراً للقيود التي فرضتها دول العالم المختلفة لحماية شعوبها من تفشي فيروس كورونا المستجد.
مشاركة :